إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

نزهة في اللغة والأدب، على ناصية "السَّمَّاع"!!



1ـ3
أن تحظى بلقاء عالم متخصص في الأدب فذلك يعني خروجك محملا بطرائف الرؤى،وشذرات الأحكام، والخلاصات الماسية، وهذا ما كنت أحدث به نفسي وأنا أتهيأ للخروجعندما هاتفني الأستاذ يحيى بن عبده حسين المشرف على مركز فيفاء الثقافي، طالبا منيالاستعداد لملاقاة ضيفين في طريقهما إلى قمة العبسية، ولا أدري كيف فهمت بأن أحدهماهو الدكتور جريدي المنصوري، ويا لها من مفاجأة سارة !؟ وما إن وصلت حتى وجدتنيأصافح البرفسور مرزوق بين صنيتان أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود، إنها مفاجأة مبهجةلم تكن في الحسبان!! وصحيح بأنه لم يسبق لي شرف لقائه شخصيا ، لكني أعرفه حقالمعرفة من خلال متابعتي له منذ عام 1986م، ولم يخفي دهشته ـ لاحقا ـ حينما كنتأستعرض له عناوين أبحاثه وكتبه، وإلى جواره كان يقف الصديق الدكتور خالد بن ربيعالشافعي أستاذ الأدب والنقد بجامعة جازان، فبادرني قائلا : لقد رغبنا أن نلتقي بك يا أخمحمد.. فشكرته بمبالغة، ثم انطلقنا إلى منحدر "السّمّاع" الذي تحتضنه قمة فيفاء، متيحا لناالرؤية عبر ثلاث جهات أصلية، فكانت المروج الخضراء تمتد أمامنا تيها وخيلاء.
لقد كان الدكتور مرزوق شغوفا بالتراث المعماري لفيفاء، معبرا عن دهشته لعدم ظهور عناصرالموروث الهندسي في الأبنية الحديثة، وأبدى ملاحظات كثيرة حول عشوائية البنية التحتية وماستسفر عنه من دمار لبيئة فيفاء بمرور الزمن..وعرض العديد من الحلول والمقترحات الآنية والمستقبلية.. كل هذا لم يكن عنواني المفضل ولهذا السبب حاولت أن تكون تعليقاتي مقتضبةمتحينا فرصة تأسيس مدخل آخر للحديث، وعن طريق اللغة ولجتُ من اسم المكان الذي نمتطي صهوته،إنه "السّمّاع" بصيغة المبالغة: جرف صخري مهيب جاءت تسميته مطابقة تماما لما يؤديهمن دور حيوي خلال الأزمان الغابرة، إنه هو المكان الوحيد الذي تُستدعى منه قبائل فيفاء عند الملمات المفاجئة، من شيخ الشملها أونائبه ، إذ ينطلق نفيرالبوق الذي يصل سريعا إلى مسامع القبائل كافة فتهب ملبية نداء النجدة العاجلة، من هذا المكان يستطيع البوق أن يُسمِعَعواءَه للجميع..وبذلك أطلق عليه "السّمّاع"، وهنا يتدخل الدكتور خالد الشافعي مشيرا إلى ورقةألقيتها بالنادي الأدبي عبر نشاطه المنبري للعام المنصرم وكانت مستخلصة من العنوان العريض: "الكشفعن القواعد اللغوية في اللهجات العربية القديمة"، لقد اقتصرت تلك المحاضرة على الإعلان عما تم لياكتشافه من القواعد اللغوية المتعلقة بأداة التعريف (إم)، ولم أعرج على قضايا أخرى على درجة كبيرةمن الأهمية، كقضية إهمال التدوين لبيئتين هما البيئة اللغوية البحرية، والبيئة اللغوية الجبلية، مكتفيابما جمعه من البيئة اللغوية الصحراوية، وكيف كان ذلك سببا في نشوء الخلاف حول اللفظ ودلالته الدقيقة، بل وأحينا يمتد الخلاف إلى تفسير النص رغم نزوله بلسان عربي مبين..وذهب بنا الحديث إلى جانب أخر تطرقت فيه إلى الحالات اللغوية الثلاث التي تحيطنا وهي : المنزلة، والقولية، والتدوينية، هكذا كان ترتيبي لها حيث جعلت ذروتها اللغة المنزلة بصفتها قالبا للتعبير المقدس وهي الأدق والأرقى..وتليها فيالمرتبة الثانية اللغة التدوينية..كونها تراعي في معجمها اللفظي ـ عن طريق الأبجدية ـ الوصول إلى أفهامالأغلبية الناطقة بذلك اللسان، ثم تليها في آخر القائمة : اللغة القولية وهي اللغة المتداولة على مستوىالجماعات بما تحمله من صفات خاصة قد تجعلها حكرا على مجتمع مصغر بعينه كلهجة فيفاء رغم عربيتهاإلا أنه يصعب على الآخرين فهمها..ثم ضربت لهم مثالا فتحدثت بلهجتي المحلية فنظر بعضهم في وجوه بعض دهشة واستغرابا..وهنا التفت إليّ الدكتور مرزوق وقال: ترتيبك يأ اخ محمد ليس منهجيا فاللغة القولية هي الأقوى إذ كانت اللغة المكتوبة ينقصها الكثير من الأدوات المساعدة كنبرة الصوت وحركة اليد ونحو ذلك
من تعبيرات الوجه والعينين.. وفي الحقيقة لم أرد أن أعترض على كلامه حتى أمعن فيه النظر والتمع في ذهني أن أعيد على مسامعه لهجتنا المحلية وأسرد عليه حكاية طويلة مع استخدام التعبيرات والأداء المسرحي فهل تراه سيفهمها؟ هذا ما أشك فيه!!.

2ـ3

في معرض حديثنا عن بيئات اللغة، قال الدكتور مرزوق بن صنيتان: إن الشعر العربي انطلق من الصحراء، التي هي بيئته الأولى، ففيها ولد ونشأ وترعرع، مستدلا بما يلمسه اليوم من تفوق شعراء نجد في الشعر الشعبي الملحون، رغم وجود من ينظمه في البيئات الأخرى، إلا أنه لا يدانيه قوة وعذوبة، وبما أن الشعر رافد مهم من روافد اللغة فقد قدِّمت البيئة الصحراوية اللغوية على ما سواها من البيئات نظرا لازدهارها بالشعر، وبذلك احتلت الصدارة لدى علماء اللغة فجعلوها مصدرا رئيسا للسان العرب.
فتساءلت عن السبب الذي حمل أهل اللغة على استبعاد لسان اليمن من المعاجم العربية، منوها بالمقولة الشهيرة التي أوردها ابن سلام الجمحي عن أبي عمرو بن العلاء: "ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا" فعلق الدكتور مرزوق بقوله: لا يفهم من مقولته هذه أنه ينفي عنهم اللسان العربي كما فهم البعض..وإنما يشير إلى الفوارق اللغوية التي لمسها في بعض ألسنة أهل اليمن، وماتزال شواهدها ماثلة إلى اليوم، كلسان المهرة..ثم استرسل يروي لنا رحلته إلى جزيرة سوقطرة، ومشاهداته هناك، ونقل لنا ـ مندهشا ـ ماروي له عن خلو الجزيرة تماما من الثعابين والعقارب، وكافة الحيوانات المفترسة، معلقا على جمال طبيعتها البكر وسحرها الخلاب.
قلتُ: مامن شك في أن لهجات العرب تتباين وتختلف عن بعضها بتباين البيئات التي تشكلت خلالها، وأشرت إلى مسألة اللحن، وهو عندي: "النغمة" the tone التي تدخل على الأداء الصوتي "اللكنة" فهي المسؤولة عن إحداث ذلك الإرباك للأذن، فتستقبل موسيقا اللغة لبيئة ما مشوشة أو مشوهة فيصعب ترجمتها ـ عند التجارب الأولى لسماعها ـ طبقا لأصوات القاموس المحفوظة في الذاكرة، إلى جانب ما هنالك من ثراء أوفقر للمعجم تتباين من بيئة لأخرى..واستشهدت بظرف المكان وتباينه بين البيئة الصحراوية والبيئة الجبلية.
فلو تصورنا شخصا يجلس متربعا فوق رملة وسط الصحراء، لكان (تحته) مباشرة الرمل الذي يجلس عليه، و(فوقه) ستكون السماء، وعلى (يمينه) تمتد الرمال، كما هي على (يساره) ومن(خلفه) و(أمامه).
ثم نجمع الظروف التي تحيطه فتكون:
تحت، فوق، يمين، يسار، خلف، أمام، إنها ستة أمكنة عند عدم المشاحة، ولنتصور في المقابل شخصا يجلس فوق منحدر "السّمّاع" فأنه سيستهلك الظروف التالية :
(عِز)،(فوق)،(موطا)،(من لموطا)،(راكن)،(من لراكن)،(يمين)، شمال، (أثار)،(قبل) تلك عشرة ظروف عند عدم المشاحة أيضا وتفصيلها في الآتي:
عز : تحت، ما تجلس عليه هو (عِزَّك)
فوق: السحاب والنجوم (السماء) الخ الخ
موطا: أسفل المنحدر القريب حيث تجلس
من لموطا: المكان الأبعد الذي يتاخم أسفل المنحدر
راكن: المكان الذي يعلو مكان جلوسك
من لراكن: المكان الأبعد علوا ويلي العلو القريب.
يمين: كما هي
شمال: بمعناها
أثار: خلف
قبل: أمام
ــــــــــ
للحديث صلة.




شرح الصورة رقم1
من اليسار
1ـ الدكتور خالد ربيع الشافعي.
2ـ البرفسور مرزوق بن صنيتان.
3ـ محمد بن مسعود الفيفي.

الصورة رقم2
صنيتان والشافعي ونظرة من "السّمّاع" على بقعة "امعَذَرْ"
ولن أقول لكم لماذا احتفظ السماع بأداة التعريف "أل" بينما "أم" جاءت تعريفا لـ "امعذر"!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::