من 15 /4ــ21 /4 /2010م
وتبدأ القصة مساء التاسع من إبريل الماضي عندما التقيت في الماريوت بالعاصمة السعودية الرياض بالشاعر اليمني سلطان الفراهيدي صاحب الدواوين الشهيرة ومنها ديوان (على ضفاف الخارد) الذي ترجم لعدة لغات عالمية وفاز بجوائز كثر؛ أهمها جائزة "غُمدان" التي تساوي ثلاثة ملايين دولار بخلاف الدروع والهدايا الأخرى..هنأته على تألقه وأثنيت على شاعريته التي عكست عالمية الشعر العربي، وتحدثنا عن الأدب وقيمة الأديب صاحب الرسالة السامية والغاية النبيلة وتأثيره على الرقي بالوعي الجمعي، وبوصفة لافتة تشير إلى نضج الأمم وتقدمها..
لقد كان الحوار مثارا لنشوء صداقة بيني وبينه، الأمر الذي دعاني إلى طلب رقم هاتفه فناولني بطاقته التي حوت هواتفه النقالة والثابتة، وشفع ذلك بأن أهداني إصدارا شعريا جديدا له بعنوان (تباريح المقيل)..ثم دعاني إلى زيارة صنعاء متمنيا أن تتزامن مع افتتاح قاعة القصيدة التي تحمل اسمه في أقدم مدينة على مر التاريخ..فرحبت بالفكرة واستهوتني وبدأت أعد العدة للحاق به إلى صنعاء.
كان يوم الإثنين الخامس عشر من مارس 2010م مختلفا بالنسبة لي فعلى مرمى خمس ساعات تقع صنعاء وها أنا أجتاز الطريق باتجاه مدينة حجة التي ولجتها تاركا "الكاترز" سجنها الشهير إلى اليمين يعتلى كتف جبل متاخم للمدينة ذاتها وتذكرت رجالات الثورة الذين ضمهم وكيف وجدوا عنتا في تدوين رسائلهم ومذكراتهم..كانت فكرة سلوك طريق حجة من اختيار السائق الذي لقيته في مفرزة حرض، فوافقت دون تردد لأحظى باستكشاف ذلك الطريق الجبلي الأخاذ..وسألني إن كنت قد سلكته من قبل، فتظاهرت بالإيجاب حتى لا يضاعف الأجرة..لكني أكدت له بأن ذلك كان قبل سنوات عديدة ربما تغيرت معها كل المعالم الجغرافية التي أعرفها، وذلك تحسبا من أن يكتشف أنني ارتاده لأول مرة في حياتي.
هبطنا من حجة إلى أودية سحيقة و بدأنا نصعد مرة أخرى جبلا شاهقا كان الإنحدار شديدا وما إن توسطناه حتى اعترضتنا شاحنة فقدت كوابحها وجرفت عربتنا معها إلى المنحدر السحيق..لم أدرك ما الذي حدث فقد توقف الزمن بالنسبة لي وكأنني في منام متخم بالكوابيس..في مستشفى حجة كنت أسأل ما الذي جاء بي هنا؟ للتتفاوت الأجوبة من عابر لآخر حتى جاء أحد الضباط واقترب مني مبتسما وقال : الحمد لله على سلامتك لقد كنت الناجي الوحيد من ذلك الحادث ..سألته مندهشا كم أمضيت هنا؟ فقال يوما واحدا كان الحادث بالأمس وتم نقلك فورا إلى المستشفى لأن العربة ألقتك بعيدا من نافذتها عند أول انقلاب لتتحطم في أسفل الوادي على بعد يزيد عن كيلو متر..أنت محظوظ جدا فاحمد الله على لطفه ..وقد عثرنا بين الحطام على جهاز كمبيوتر محمول وحقيبة صغيرة بها ملابس ودواوين شعرية أما جواز سفرك ومحفظة نقودك وأقلامك فها هم إلى جانبك في ذلك الكيس..قلت له على الفور: عليّ بهاتفي لأطمئن أهلى في السعودية..قال : آهااه الهاتف؟ والله بكل أسف لم نعثر على هواتف نقالة ولعلها جميعا انسحقت بين الحطام، أما جهاز الكمبيوتر فقد أدخل هناك في الأمانات بمخفر الشرطة لكني غير متأكد من صلاحيته وإنما لا تبتئس هي أشياء يمكن تعويضها بسهولة.. والآن يقول الطبيب بأنه يمكنك المغادرة إلى المخفر لتوقيع الأوراق المتعلقة بالحادث والذهاب لوجهتك التي تريد..
تنويه:
الفكرة كانت رواية تحمل هذا العنوان والحلقات الخمس التي وعدت بها لم أنجزها حتى الآن كعادتي !!
لذا وجب التنويه والاعتذار من المتابع الكريم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق