ردودي كاملة..
في حوار هل حسن المالكي مبتدع؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن مسعود الفيفي
سيكون حوارنا حول كلمتي المبتدع والضال ..
هل يصح أن نطلقها على الأخ حسن بن فرحان المالكي ..
منطلقين أولا : من التعريف الشرعي للنعتين أعلاه .ضال ، مبتدع .
ثانيا : تطبيقهما على الرجل المعني بناءً على أقواله وأفعاله وتقريراته الثابتة ، وفق عدالة القضاء الإسلامي دون حيف أوظلم ..
ثالثا : ستكون مرجعيتي كتاب الله وسنة نبيه..وما استنبطه منهما فقهاء الإسلام ورجع إليه أهل القبلة ولم يختلفوا فيه على مر العصور ..ولن ألزمك أخي (بلوغ المرام ) بأي مرجعية فلك حرية الإختيار ..لاعتقادي فيك بأنك أخ كريم في الإسلام.
رابعا : ليس الهدف من النقاش المغالبة والظهور..أو أن هناك فرق متعددة لا بد من تسجيل غلبة واحدة على ما سواها..ولكن الهدف تحرير العدل والإنصاف الذي حمل الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم على أن يميط لباسه عن بطنه ليقتص منه أحد جنود الصحابة رضوان الله عليهم..
خامسا: تقديم مبدأ حسن الظن بأخيك في الله ، والنزول على الحق متى تبين وانجلى عنه القتام وجعل المقصد اماطة اللثام عن دواعي الفرقة الإنقسام، بين المسلمين، والأخذ على يد المسيء بالتي هي أحسن حتى يصيب النجاة بحول الله.. واستيعاب الضال حتى يثوب لرشده حبا في الخير وإشاعة للفضيلة.
سادسا: أقسم بالله العظيم على كتابه الكريم بأن غايتي وهدفي المنشود من طلب الحوار ، هو بعث سماحة الدين الإسلامي ونصاعة عدله وإنصافه وحمايته للضرورات ومنها عرض المسلم ..باعتبار التطبيق لا الفهم فحسب.
********************8
طريقتك في جمع الأدلة بواسطة الروابط والإحالات إلى مواقع أخرى لن ألتفت إليها ,,ولن أقبلها ..ولن أفتحها.
نعم يمكنك الإستشهاد بالقص والإقتباس والنقل ..للنصوص التي تحتج بها كيف شئت ولكن بإحضارها هنا لا تزويدي بروابطها فالنقاش لا بد له من الإجتماع نصا في وثيقة واحدة فأنا أتناقش معك لا مع أشخاص آخرين في مواقع مستقلة ..وكان يجب على إدارة الحوار تنبيهك إلى هذا ..
أريد أن أفتح الصفحة هنا وأجدها احتوت على القرائن والبراهين ..أحب رؤية النقاش في صعيد واحد ..أما إن رأيت عدم شرعية طلبي هذا..بأن يكون تعجيزيا..أو اضطهادا فعليك توضيح المانع من اقتباس الأدلة وإحضارها هنا بشحمها ولحمها مع إدراج الرابط لأمانة النقل.
***************
اتق الله ولا تسرف ..
اللهم إني أبرأ إليك مما قاله حسن بن فرحان المالكي من غمز أو لمز نال به مقام من أعز الله به الإسلام !!
خليفة المسلمين وصاحب العدالة المشرقة ..
وأنا يا أخي في مكان لا يمكنني فتح الرابط وتنزيل مقطع من ثواني إلا في أيام ..
وأرجو أن تفرغ النص المراد الإستشهاد به وتلصقه هنا ..حتى أقول فيه كلمتي ..
وفقك الله..
.......................
أهلا بك ..
ولقد اطلعت على ردك مبكرا وقرأته عدة مرات لأتبينه وأتدبره، ووجدت فيه مآخذ عدة كالتي وجدتها ولا تخفى على ذي لب في ألفاظ بعينها كقوله: (هذه في ظني أنها نتيجة البعد عن آآآ عن ما استطيع أسميها إلا إلا بعداً عن عن التاثر عن التأثر بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام والقرب منه).
وقوله: (يعني صحبة عمر للنبي على سبيل الأاخذ والاقتداء والتاثر كانت تقريبا معدومة أو قليلة جدا يعني لا مجال فيها لأن يتعدل الانسان)
وقوله: (لان كل من اقترب من النبي عليه الصلاة والسلام تتلطف يعني إن أراد الله له زيادة في الايمان والاقتداء تتلطف أخلاقه ويسهل ويصبح لينا ويرى من آثار بركة النبي ومن آثار هديه ومن آثار أخلاقه)
وأقول :لا حول ولا قوة إلا بالله ..هذا واقع المدرسة التحليلية النفسية، التي أرفضها رفضا قاطعا وأمقتها بشدة وأبرأ إلى الله من اصطحابها وتطبيقها على كافة البشر ..لجفافها وقسوة أحكامها في غالب الأحوال، ولما تتركه من أثر سيء على العامة وقليل من الخاصة، وتصدمهم بشدة، لتجاوزها ما كان سائدا ومألوفا في أذهانهم ، وهي ذاتها التي استقلها طه حسين، والعقاد في بعض كتبه دون إيغال وغيرهم من المتقدمين، كالمعتزلة، وربما الأشاعرة لست على يقين ..وليس ما وضعته بين الأقواس هو ما أخالفه فيه فالنص يطفح بالكثير.
قلت وكان لهم في كتاب مندوحة عن هذا ..فالله جل جلاله أعلم بهم، أي: مجتمع الصحابة رضوان الله عليهم، وقد تلونا في كتابه الكريم الآيات التي تصفهم بدقة من اطلع على سرائرهم جل جلاله، فصور التنزيل خلجاتهم وعواطفهم البشرية، ومن ابتغى علما وراء ذلك فقد غوى.
هذا رأيي فيما أتيت به وسيكون لي استدراك على ما تقدم بعد أن أطلع على كافة آرائه في الخليفة الذي أعز الله الإسلام به ونصره بهجرته، ومعتقدي في الصحابة لا يخرج عن الرضى عمن رضي الله عنه منهم ومؤاخذة من آخذه الله ورسوله منهم، وموالاة من والاه الله ورسوله منهم ،ومعاداة من عاده الله ورسوله منهم، وأنهم متبعون مقتدون.
وأرغب إعلان تراجعي عن قولي بأن المالكي من حفظة كتاب الله، حيث تبين لي بأنه لا يحفظ سوى خمسة عشر جزاءً من القرآن الكريم وليس كله..
أنتظر استرسالك، وأتمنى لك التوفيق.
*******************
أراك مستعجلا على إرسال مسلم إلى النار ولم تبدأ بما التزمت به أمام نفسك على الأقل ..
أولا : أين أقوال أهل العلم في تعريف الإبتداع والضلالة لغة وشرعا؟
ثانيا: أين بقية أقواله المحررة في كتبه التي يسب فيها وينتقص من صحابة رسول الله؟
ثالثا :أين الأحكام المماثلة في الفقه الإسلامي ؟ أم ترى الرجل لم يسبقه أحد في فعله ؟
رابعا: إن لم تعثر على حالة مماثلة في التاريخ فكيف اهتديت إلى حكمك عليه ؟
خامسا: لا تهرب وتتهمني بالحيدة وسأنتظر المنصفين لدراسة ردي واعتماده أو رفضه أو طلب تفسيره..أما أنت فلا أرتضيك راعيا على ثلاث نعاج..فضلا عن قبول أورد أقوالي ..أين اللجنة التي عينها المنتدى لمتابعة ما يجري؟
هيا أكمل..
*****************
لا أزال وسأزال بإذن الله أحسن فيك الظن وأركز كل جهدي على نقاط البحث بيننا بعيداً عن شخصنة الموضوع مهما حاولت ذلك !
ما يهمني الآن هو ما رأيك في هذه المشاركة المحملة بالطعن في فاروق هذه الأمة ، وهل يوصف قائلها بأنه على السبيل أو مخالف ضال ؟!
ولا يكفي أن تكيل الثناء والمدح لعمر رضي الله عنه كما فعلت في ردك السابق وتقف في صف من يطعن فيه ويلمزه
فأنا هنا أكرر طلبي مراراً وتكراراً ما رأيك الشرعي
كمفكر في هذا القول الصادر من المالكي ؟!
انتظر ردك وأقطع أن الجميع كذلك ينتظرون رداً شافياً صريحاً !
ننتظر
***************
والله لن أسخط الله لأرضي رجلا ..
أتعلم ؟
أنت تجهلني تماما ..
وضعتني في سياق لم أضع نفسي فيه منذ عرفتها..
وعموما لا تتعجل الأمر حتى ننضجه بحثا واستقراءً
ألم أقل لك بأنك تجز العلف من رؤوسه؟
لماذا لا تسير وفقما تعهدت به؟
أرأيت أسئلتي ؟
هل أجبت عليها؟
هل تعلم معنى التأصيل والتقعيد؟
تأكد بأنني لن أفقد الأمل بأنك ستثوب إلى رشدك وتسير كما تعهدت ..
ألا تعلم بأنني أول ما جئت طلبت منك دليلك الذي استندت عليه ..بعد معرفة حدود اللفظ وأين ننزله وعلى أي إنسان يستحقه عن جدارة ؟
ومن لا يمكننا شرعا أن نقول عنه ضال مبتدع..اللفظ يا أخي اللفظ..
اذهب لفقهاء الإسلام واستفتهم من هو الضال المبتدع؟ ثم انقل أقوالهم وأصلْ وقعد للمسألة وسنحكم عليه سويا بحكم الله ورسوله ماذا أصابك هداك الله ورعاك؟
هل اتضح كلامي؟
أجب؟
*************
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن مسعود الفيفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الأستاذ يحيى بن إبرهيم علي العمري الفيفي..........حفظه الله تعالى آمين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد..
فكما علمت من شأني فقد نقلت الحوار إلى منبر إعلامي آخر أتنفس فيه الحرية والنزاهة..بسب ما واجهني به موقعك وأخيك من صلف وعنجهية، وتكبر، وازدراء، رغم تذكيركم دوما بالله وبراوبط الأخوة في الدين والوطن..فأبيتم إلا اضطهاداً لمدادي، وخروجا وتجاوزا على الضوابط المعروفة للحوار، وقفزا على ماتم تعهدكم به أمام الملأ من تأصيل وتقعيد،
ولم تنجز منه شيئا رغم نقلك بعض أقول أهل العلم حول عقيدتهم في الصحابة رضوان الله عليم أجمعين. وتفريغك الحوار المسجل للمالكي. دون أن تأصل أوتضبط معنى الإبتداع والضلال في اللغة والشرع..وكلما طالبتك بذلك تلتزم السكوت والحيدة ..في غياب لجنة رقابية تتطوع للوقوف والإشراف على الحوار ليسير وفق ما يقتضيه منهجه المعلن سلفا ..كما فعلت في مذكرة طلب الحوار..لجنة ذات شخصية مستقلة تستطيع توجيه دفة النقاش بما يؤدي الغرض منه وهو إثبات ضلالة وابتداع حسن المالكي طبقا لشرع الله وعدالته انطلاقا من قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا) وأذكرك بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
وبقوله تعالى (.........وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) وكذلك بقوله تعالى (........وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون)..وقوله تعالى (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين )
وقوله جل شأنه : (.... هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) صدق الله العظيم ..والآيات البينات كثيرة مستفيضة في هذا الجانب .
ووفق ما تقدم فإني أتوجه إليك بطلب استكمال الحوار هناك..بين إخوتك الأحبة الذين سيلزمونك الوفاء بما وافقت عليه أثناء طالبي الحوار ..ويلزموننني إن حدت عن شيء مما تعهدت به وأقسمت عليه. واحتوته وثيقة طلب الحوار من بنود..فإن أبيت ذلك إلا في منتداك فإنني أرغب في تعيين لجنة معروفة تقرأ نتائج الحوار الذي بلغ صفحته العاشرة دون أن نتفق على الضلال والإبتداع لغة وشرعا..ثم حدوده وضوابطه استنادا إلى كتاب الله الكريم والثابت من سنة نبيه المطهرة ..وما حفلت به كتب الفقه الإسلامي عبر مدارسه المعتبرة من أهل القبلة..وعبر الشواهد المماثلة والقرائن المتطابقة في التبديع والتضليل..لنخرج بعدالة لا ينكرها إلا مكابر جاحد. ونبقى عباد الله أخوانا.. مصطحبين قوله تعالى ( أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) وبعد قراءته من قبلهم يعلنون توصياتهم ومرئياتهم حوله..وإذا وجدت في نفسك عدم القدرة على خوض هذا الحوار فعين وكيلا عنك ترضاه أو قم بحذف موضوعك إياه..ولا تعد للطم أحد فقد يتأذى..
وفقك الله وسدد خطاك
والسلام ..
أخوك محمد بن مسعود الفيفي.
*************
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن مسعود الفيفي
أولا : لا تعد لمطالبتي بدليل حتى تقدم الأدلة التي استبحت بها دين المالكي ..
ثانيا : قلت (خمسة عشر عاما وهو يلوك في شرف الصحابة ) هذه مجاهدة وفجور منه على خير هذه الأمة وأسألك أين كنت عنهم كل هذه المدة؟ ثم اهدأ ياخي ودعنا نعالج الموضوع بهدوء وعلى ضوء التنزيل وما ثبت من السنة..وهي كفيلة بإنصافك منه ومن غيره ..
في شرفهم؟
لا حول ولا قوة إلا بالله..والله لا أصدقك في هذه إن أردت الحقيقة ..ولا أجده إن فعل إلا زنديقا فاسقا ..
ثالثا: سماحة الدين الإسلامي يستوعب أهل الملل والنحل الأخرى بعدل الهي يسير حركة الإنسانية على كوكب الأرض بدقة ودون استثناء..وفعلا أردت أن نتأمل سماحته وأن يكون الترمومتر الذي يضبط عواطفنا وانفعالاتنا..بسلامه ووداعته وأمنه وطمأنينته وبشاشته وعدله..إن لم يفعل فوجب أن نعيد حساباتنا حول فهمه.
رابعا : أعلم ماترمي إليه من قولك (إن كنت لا تعلم ..........) فقد بدأت تتهاوى ولا ألومك فالأمر ليس بالسهل ..لكن الشجاعة والإعتراف بالحق فضيلة..وتذكر بأن مقصدك هو الحق ..
خامسا: نعم اعتبر المالكي مخطئا فلم يتحرز مما قد يختفي وراء كلامه من ضرورات لا يشفع له عند اطلاقه ذريعة التحليل والاستقراء.
سادساا: شهودنا عدول وديننا كامل غير منقوص ..ولن ينال من عدالتهم أو كماله أحد ومن فعل كفانا اقتصاصا منه حكم الله ورسوله..
سابعا : مالونته لك بالأحمر مرمعة أخرى فانتبه!!!
*****************
أولا : أعتذر منك ومن الأخ حسن بن فرحان المالكي ومن عموم المتابعين على فهمي الخاطئ لعبارتك تلك.
ثانيا : لديك تخليط عجيب ....ألم تجد حكم الله في تكبرإبليس وعصيانه أمر ربه عادلا؟؟
فأتيت تضرب الأمثال في محاولة لمناقضة حكمه ولا تشابه بين الحالتين هداك الله ..
فجنحة إبليس ذكرها الله مفصلة وحكم فيها..
وجنحة حسن بن فرحان ذكرتها أنت وأشباهك وحكمتم فيها بغير حكم الله وشتان بين العدالتين ..
أين التأصيل والتقعيد يا قطرة الزئبق؟
***********
أولا : أشكرك حتى آخر الحدود القصوى للشكر على ثنائك العطر الذي افتتحت به ردك، وهذا كرم منك غير مسبوق..وحدسك يرجع لبصيرة المؤمن في كل الأحوال.
ثانيا: بحجرت حتى تَشَرْوَغَتْ عينايا ولم أفلح في معرفة ماترمي إليه ..لأني لا أعلم مافي نفسك وإنما أتعامل مع نص مقروء ..ولم أشكك في عدالة أحد لا صحابي ولا تابعي. ولا أجد النقاش هنا حول هذه المسألة مفيدا ولا أشجعه فتتباين الأفهام ..
ثالثا : إن كنت تملك دليلا على أمر من الأمور فجئني به حتى أنظر فيه.
ولا تعرض بالأدلة تعريضا.
رابعا: هل تجد القرآن الكريم والحديث النبوي الصحيح يشتمل على أدلة كافية شافية للحكم في شأن المالكي ؟ وهو الأمر الذي جئت أطلبه منك..
خامسا: إذا كنت تعتقد بأن القرآن الكريم والسنة النبوية لم تشتمل على حكم المبتدع الضال,, أو أنك لم تهتد إليه فدعك من النزاع لمجرد النزاع واللف والدوران الذي لا لزوم له..
سادسا : إن كنت لا تملك الأدلة الكافية على إدانة المالكي بالبدعة والضلال ..فمن باب أولى أن لا تجد سندك الشرعي الذي استندت عليه في رميك إياه بهذه التهم ..
سابعا: تبديعك وتضليلك للمالكي اتضح بأنه لم يكن يستند إلى أي نص شرعي لا من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية المطهرة ..وإنما تعسفا وهوى ومكابرة ورميا بالباطل بغير علم ..وإلا لكنت أتيت به على مدار أسبوع أو يزيد..رغم اعلانك المناقشة بدءً بالتأصيل والـتقعيد الذي لم نره حتى اللحظة .. فأخلفت ما وعدت به وأصبحت من الكاذبين.
ثامنا : أطالبك بالإعتذار العلني وفتح موضوعك حتى أرد على (صفعة المنحرفين ) ذلك الملطام الذي وجهتموه للنادي الثقافي بفيفاء في نشاطه الأول..أخذا بمبدأ وجهات النظر المتعددة وإعطاء المنحرفين فرصة الدفاع عن أنفسهم..
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبي الأولين ولآخرين ..محمد بن عبدالله وآله وصحبه وسلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****************
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن مسعود الفيفي
أتوقع والله أعلم أن يكون يحيى نسي يودرنا مذا استند علاه في حكمو على امّالجي,,
بها ينشد عليّ قلّوا خمسة ايام ..
وانا أقولو صلى على النبي امرجل مها مبتدعن مهل ما قلت .. ويبهستل ينشد عليّ أها مبتدعن وإلّا لا ..........وجاوبتو على المقطع الصوتي وما قلت بها مبتدعن ..يعني إنني لا أبدّعه و أتى ينشدني قلي أها مبتدعن وإلاّ لا ونا أقول راجع ردي على المقطع ..إذا لقيت فيهو تبديعِ فيعني إني بدّعتو أما إذا لم تجد فيه من ذلك شيء فبالضرورة أنني لا أبدّعه..
وأتفسّر منذها آتِ يقول لم رجل يا خي مقتضى كلام امحم مسعود بإنو ما يبدع الرجال هذا بالضرورة ينبز بل وينكع مباشرة مثل هذا الإستنتاج ..
قلت لو ياخي مها عسم تع لي بما يفيد التبديع مع الضوابط الشرعية وما فعلها سا أتى بها البرق ..
كش خه..كذاب مماطل سفيه جاهل.
******************
قلتُ أولا: سأتجاوز عن خطبتك الإنشائية تلك كونها من فضول الكلام.
ثانيا: هذا الذي مكثتَ تهرب منه أكثر من عشرة أيام ولم تستطع له دفعا..
ثالثا: قلتَ (استعنت بالله تعالى لأشرع في بيان البدعة مع أنها ليست في صلب بحثنا ولكن تنزلاً على رغبة مدير النقاش الأخ المكرم / أبو عاصم ، إذ أن مجرد الخروج عن نهج أهل السنة والجماعة في أي أمر من الأمور التي اتفقوا عليها في كتب العقائد هو خروج عن السنة ومقارفة للبدعة ، فالمسألة إذن مجرد تحصيل حاصل !)
وأقول: إن من ينظر قولك هذا يدرك كم أنت مخاتل مراوغ ..وسأحيل القراء على بنود طلبي منك الحوار حول تبديع وتضليل المالكي والذي أقسمت فيه على أهدافي من النقاش فعد إليه وانظر تعليقك عليه بقولك ( لك ذلك يا أخ محمد) وهو الخطأ الذي ارتكبته دون أن تقدر مغبته..
رابعا: قلتَ : (وهاهو الآن يستضاف على قنوات الرافضة)
وأقول : لقد أقصي من كافة المنابر الإعلامية بين أمته فلا تستكثر عليه منبرا رافضيا يتنفس من خلاله..وتذكرت محاصرته وإلجائه إلى المنابر المشبوهة..تذكرت ذلك عندما ولجت للقسم الأدبي هنا في هذا المساء لألصق مشاركة تصنيفها أدبيا فوجدتك قد قفلت كافة المنتديات أمامي عدا القضايا الأسرية، والحوارات الفكريه، فعدت أدراجي ولصقتها في منبر آخر !!.
خامسا: ليتك نقلت تعريف البدعة وموضوعها وأقسامها كاملة من ذات المرجع (أعلام السنة المنشورة) للشيخ حافظ الحكمي..أقول ليتك فعلت حتى ينتهي النقاش وتريح وتستريح مما أنت فيه ..أما لماذا اجتزأت التعريف ؟ فسيعلم القارئ المتابع لماذا فعلتَ؟
نقلته لك غير مبتور كما كان يجب عليك أن تنقله وهاهو:
(س: ما ضد السنة؟
ج: ضدها البدع المحدثة وهي شرع ما لم يأذن به الله وهي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقوله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
بعدي تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ,فإن كل محدثة ضلالة وأشار صلى الله عليه
وسلم إلى وقوعها بقوله وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وعينها بقوله صلى الله
عليه وسلم هم من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي وقد برأه الله تعالى من أهل البدع بقوله إن الذين فرقوا
دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله الآية
أقسام البدعة باعتبار إخلالها بالدين
س: إلى كم قسم تقسم البدعة باعتبار إخلالها بالدين?
ج: تنقسم إلى قسمين بدعة مكفرة وبدعة دون ذلك.
س: ما البدع المكفرة?
ج: هي كثيرة وضابطها من أنكر أمرا مجمعا عليه متواترا من الشرع معلوما من الدين بالضرورة ;لأن ذلك تكذيب
بالكتاب وبما أرسل الله به رسله كبدعة الجهمية في إنكار صفات الله عز وجل ,والقول بخلق القرآن أو خلق أي
صفة من صفات الله عز وجل وإنكار أن يكون الله اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وغير ذلك. وكبدعة
القدرية في إنكار علم الله تعالى وأفعاله وقضائه وقدره, وكبدعة المجسمة الذين يشبهون الله تعالى بخلقه وغير ذلك
من الأهواء, ولكن هؤلاء منهم من علم أن عين قصده هدم قواعد الدين ,وتشكيك أهله فيه فهذا مقطوع بكفره بل هو
أجنبي عن الدين من أعدى عدو له ,وآخرون مغرورون ملبس عليهم فهؤلاء إنما يحكم بكفرهم بعد إقامة الحجة
عليهم وإلزامهم بها .
س: ما البدعة التي هي غير مكفرة?
ج: هي ما لم تكن كذلك مما لم يلزم منه تكذيب بالكتاب ولا بشيء مما أرسل الله به رسله كبدعة المروانية التي
أنكرها عليهم فضلاء الصحابة ,ولم يقروهم عليها ولم يكفروهم بشيء منها ولم ينزعوا يدا من بيعتهم لأجلها
كتأخيرهم بعض الصلوات إلى أواخر أوقاتها, وتقديمهم الخطبة قبل صلاة العيد والجلوس في نفس الخطبة في
الجمعة وغيرها وسبهم بعض كبار الصحابة على المنابر ونحو ذلك مما لم يكن منهم عن اعتقاد شرعية بل بنوع
تأويل ,وشهوات نفسانية ,وأغراض دنيوية
كم أقسام البدع بحسب ما تقع فيه?
ج: تنقسم إلى بدع في العبادات وبدع في المعاملات.
أقسام البدع في العبادات
س: إلى كم قسم تنقسم البدع في العبادات؟
ج: إلى قسمين:
الأول: التعبد بما لم يأذن الله أن يعبد به البتة كتعبد جهلة المتصوفة بآلات اللهو الرقص والصفق والغناء ,وأنواع
المعازف وغيرها مما هم فيه مضاهئون فعل الذين قال الله تعالى فيهم وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية . والثاني: التعبد بما أصله مشروع ولكن وضع في غير موضعه ككشف الرأس مثلا هو في الإحرام
عبادة مشروعة ,فإذا فعله غير المحرم في الصوم أو في الصلاة أو غيرها بنية التعبد كان بدعة محرمة. وكذلك
فعل سائر العبادات المشروعة في غير ما تشرع فيه كالصلوات النفل في أوقات النهي وكصيام يوم الشك ,وصيام
العيدين ونحو ذلك
س: ما البدع في المعاملات؟
ج: هي اشتراط ما ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله كاشتراط الولاء لغير المعتق كما في قصة بريرة لما اشترط
أهلها الولاء قام النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فما بال رجال يشترطون شروطا
ليست في كتاب الله ,فأيما شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ,وإن كان مائة شرط فقضاء الله أحق وشرط الله
أوثق ما بال رجال منكم يقول أحدهم أعتق يا فلان ولي الولاء إنما الولاء لمن أعتق وكذلك كل شرط أحل حراما أو
حرم حلالا . ) انتهى.
سادسا : ها أنت تشاهد تعريف البدعة وترى تقسيماتها واضحة جلية بحسب حدودها وما تقع فيه .. فجعلوا قسمها الأول في العبادات وقسمها الثاني في المعاملات ..الأول يقتضي التكفير والثاني دون ذلك..وأورد الحافظ الحكمي مثالا لكل قسم فتأمل.
سابعا : حسن بن فرحان المالكي مجتهد في إنقاذ التاريخ الإسلامي وهو مشروعه المعلن ولست تزعم بأنك شققت عن قلبه واكتشفت غير ذلك..وله منهجه الاستقرائي في دراساته وتأملاته التاريخية، ينطلق فيها من مرجعية دينية ثابتة ـ حسب ما أعلن ـ..وقد يخطئ ويصيب أثناء التطبيق وقد نختلف معه في أمور ونتفق معه في أخرى، فمن أي الأبواب رشقته بالبدعة والضلال؟ ولم يأتي من القسم الأول أو الثاني..
ثامنا: لقد نبهتك إلى هذا أول مادخلت موضوعك المقفول وقلت لك بأن هناك توسعا في استخدام عبارات النكير وإهلاك الخصوم بما لا يتفق وسماحةالدين وموازينه العادله، فأبيت إلا مكابرة وتغطرسا وها هي النتيجة ..
تاسعا : قلت بأنني أتأول القرآن كيفما شئت ولم توضح ذلك ..والناس لا يعلمون مافي نفسك ,,فعيّن ذلك ونص عليه وبينه لي وللمتابعين..
*******************
أولا : قلت: (إن المالكي يتفق مع الرافضة في كثير ممّا يتعلق بالصحابة حقيقة وإن اختلف معهم نظرياً في بعض النقاط).
وأقول: فأنت تتفق معهم في كثير من آرائهم ــ بالضرورة ــ علمت، أم لم تعلم ، وتلتقي مع النصارى والمجوس وعبدة النار في أمور، علمتها أولم تعلمها، فهل رابك ذلك؟ أو نال من إسلامك وإيمانك؟
ثانيا: وتقول: ( وهو ما يدندن حوله أهل الاستشراق والرافضة منذ أمد ليأتي المالكي من وسط الصف السني مكملاً هذا المشوار!).
قلت: وما الذي يمنعه من الدندنة ؟ دعه يدندن فالبحث العلمي والإستقراء والتدبر والإضافة البشرية لن تتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها..تلك سنة الله وإرادته عندما استخلف الإنسان على الأرض ..فلا بد أن يبحث ويدرس وينقب ويتأمل ,,وأنت تعلم أن بحث الإنسان الدائم يسعى لحل إشكال معين وابن فرحان كذلك وقد أعلن مشروعه على الملأ فتجاهلت ذلك وقصرت عن فهمه ومناظرته فبدعّته ووصفته بالضلال كطريق مختصر لإقصائه ..لقد اعتقد بصحة مقولة الأمام مالك بن أنس رحمه الله :
( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما صلح به أولها) وذلك عندما رأى ما نحن فيه من تقهقر ونكوص دون أمم الأرض بل نحن أمة نكاد أن نكون عالة على خلق الله في شتى أرجاء المعمورة..لذلك انطلق يفتش عن السبب..
ثالثا: ثم إنك نقلتَ بعض النتائج المبنية على البحث والإستقراء من جانبه ..والمشكلة تنحصر في وقوفك حيال النتائج، التي توصل إليها..ولم تلتفت إلى القرائن التي اتكأ عليها، وأنت تعلم بأنها قرائن قوية متينة فلم تفتش لتعثر على ما يوهنها، وإنما لجأت إلى تبديع الرجل، وذلك ديدن المدرسة الإقصائية التي تنتمي إليها عندما يعييها النقاش والمناظرة!!
ولكن عندما تجد في نفسك غضاضة من دراساته التاريخية فتأمل الآيات التالية :
قال تعالى:
(أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
وقال تعالى: (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)
وقوله جل جلاله: (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)
وقوله تعالى :(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا)
وقوله تعالى:(أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)
وقوله :(قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار)
وقوله تعالى :(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون)
وقوله :(وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون )
وقوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين )
والآيات الدالة على حث الإنسان كي يسير في الأرض ويتأمل في الأحداث التاريخية السابقة كثيرة جدا ..ولن تستطيع الجزم بأن المقصود بهذه الآيات هم كفار قريش وحدهم ..بل الإنسانية جمعاء في كل زمان ومكان..ومن دلائل تطور الإنسان مراجعة مفاهيمه عندما يعتقد بأنها تتعارض مع مقاصد الدين وحكمة التكليف، من إعمار الأرض وإقامة العدل.
رابعا: وتقول: (6- لازلت يا محاوري تتكلم بلا علم في مسألة البدعة وأقسامها وصدق من قال : الناس أعداء ما جهلوا).
قلت : نعم فقد جاءت الفقرة السادسة من ردي بالأمس مضطربة بسبب من الجهل والعجلة وسوء الترتيب من قبلي فأعتذر منك عنها .
خامسا: وتقول: (أن المالكي وقع في بدعة اعتقادية غير مكفّرة عند أكثر أهل العلم ممن لا يرى تكفير من تنقص أحداً من الصحابة مع أن بعض العلماء قد حكى التكفير في هذه المسألة).
قلتُ : والتبديع مصطلح فضفاض يمكن حمله على التكفير أيضا..أما هذه المسألة فأعتقد بأن علماء السنة على التبديع دون التكفير..وطالما أن التهمة مشتبهة ولا تقع، سواءً مكفرة، أو أدنى من التكفير، في الأعيان كحالة حسن بن فرحان المالكي إلا بضبطها بالاستفصال والاستفسار..وهذا مالم يحدث مطلقا يشأن المالكي، وإنما ظلما وتعسفا كالذي أشار إليه الشيخ صالح الفوزان في قوله : (و لذلك فإن ظاهرة التبديع إنما جاءت على لسان بعض الجهّال أو المبتدئين في طلب العلم،لأنهم يعتبرون المتأول و المقلد مبتدعا،بل أظهروا هذه المقالة، وصار بعضهم يبدع
بعضا فتعادوا و تقاطعوا و تدابروا، ولم يقتصر الأمر على ذلك فيما بينهم، بل تناول العلماء السابقين فنجد هؤلاء الجهّال يقولون: ابن حجر مبتدع، النووي مبتدع، أبو حنيفة مبتدع، وغيرهم من كبار الأئمة، وذلك من أجل أخطا في الاجتهاد لا تقتضي أن نبدعهم،)
ويقول:
(ومن هذه المضاعفات القبيحة و الإفرازات السيئة لهذه الفرق الضالة ظاهرة التبديع و التفسيق و التكفير، ينشرها من ورثهم من أتباعهم، بل هي أصل منهجهم.وعلامة أهل السنة هي سلامتهم من هذه الأمراض،وعلامة المخالفين لهم اتصافهم بهذه الأمراض الخبيثة الوبائية
التي هي التبديع و التفسيق و التكفير، والاشتغال بها مهما تطاول الزمن،ومهما تنوعت الأساليب،هناك من يبعث هذه الآفات و الأوبئة ومنهج الفرق الضالة، لأن منهج أهل السنة و الجماعة هو: الابتعاد عن هذه الأمور المذمومة، و التفقه في دين الله عز وجل، و التمسك بما في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم وسلامة
قلوبهم و ألسنتهم لسلف هذه الأمة و لإخوانهم المؤمنين؟".)
ويقول:
(ومن هنا يجب على المسلمين مناصحة هؤلاء الذين استطالت ألسنتهم و أن ينكروا عليهم أشد الإنكار، و أن يأخذوا على أيديهم لعلهم يرجعون إلى الصواب فتسلم جماعة المسلمين من الإثم و العقاب،فانصحوهم،لأنه يفرق
شملهم و يضعف جماعتهم، ويزيد العداوة بينهم، ويذهب الثقة ،من علماء المسلمين، وضياع الثقة بين الأمة و علمائها هو هدف الأعداء حتى تضيع هذه الثروة العظيمة من العلم.) من كتاب "محاضرات في العقيدة و الدعوة"
(نقلتها للفائدة من حوار على الشبكة وليس من الأصل) يعزوها ناقلها إلى الجزء الثالث ص387.
سادسا: وتقول : (ولو تجردت للحق ووضعت حظوظ النفس والانتقام للذات جانباً لعلمت أني لم أكن بدعاً في تبديع المالكي وتضليله)
قلتُ: ليس هناك انتقام للذات بمقدار ما هو دفاع عن الحق ودفع للظلم..وأعلم يقينا بأنك لست بدعا في ذلك، وقد سقت لك ما قاله العلامة صالح الفوزان في هذا الصدد..ولا أدري هل كان يتوجب عليك التأسي بالظلم ؟..أم بالعدل والإحسان ؟.
سابعا: ثم قلتَ: (ولو شئت لملأت جنبات هذا الموضوع بالردود على المالكي من العلماء المعاصرين).
وأقول : لقد اطلعت على بعضه ورأيت فيه مغالطات لا تند عن صاحب علم ودراية، وتعسفا لا يقره صاحب فهم سليم، بل هو مشادات، واتهامات، وإلغاء، وإقصاء، ومناهضة، وقليله يمكن اعتباره حوارا علميا..
ثامنا: وتقول: (هذا ليس توسعاً وإنما أحكام أجمع عليها السلف والخلف في كل من تناول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير ما يستحقونه من التكريم والتشريف والتعديل والتماس العذر لهم وعدم الخوض فيما شجر بينهم)
قلتُ : والقول بالإمساك على إطلاقه ليس صحيحا، وسيسقط عند التطبيق، فأنت هنا تسوق رأي مدرسة فكرية إسلامية واحدة ثم تقول أجمع أهل الإسلام في التبرير، وغض الطرف، والسكوت، وعدم التناول النقدي، لما حدث من خلاف، أفرز هذه المدارس المتعددة ، من قال لك بإن ذلك إجماع الأمة؟ لالا يا صاحبي تلك ذريعة واهية، مردها الخوف من التجاوز، بالإيغال في تصورات مستبعدة تماما.
تاسعا: ثم ختمت بقولك : (9- هذا أمر يخصني وليس في صلب البحث وبيني وبينك من لا تخفى عليه خافية )
قلتُ : لم أستبن ما تعنيه هنا ولعلك تقصد ما ذكرته في ردك السابق من تأولي لأيات الله على جهل ..فإن كان ذلك هو ما عنبته فقد حكمتَ فعدلتَ بارك الله فيك .
ملاحظة:
آمل عرض الأدلة والقرائن التي حملتها في تبديع المالكي في ملخص إن أمكن، مرتبة حسب مصادرها لأبدأ في مناقشتها، والرأي ماتراه.
******************
كعادتك في كل مرة تأتينا بخطب وعظية مهلهلة مبتّرة تشبه نقاشات العوام، والحوار هنا يدور حول المدرسة النقدية التي أثارها المالكي، وكيف تمت مواجهتها ..ونقده يتمحور حول النص التاريخي مستفيدا من كافة العلوم المتاحة عند أهل السنة من أصول وفروع، وجرح وتعديل، وقرائن وحجج، باحثا في ذات المصادر المتاحة ، ولأنك لا تستطيع نقاش نقده وفق منهجية معتبرة، فقد واجهت النقد بنقد مهلك وهو التبديع، حتى تسلم المواجهة بهذا الإقصاء ، أتعلم بأننا نضيق ذرعا بالنقد؟؟ نحن أمة لا نقبل النقد ونسميه تتبعا للشبهات وتنقيبا عن المثالب، وطعنا في فضلاء الرعيل الأول من الصحابة..وتشكيكا في نزاهة وعدالة الشيوخ والمصنفين.. هكذا نجد النقد مصيبا أو مخطئا ثقافتنا تأبى النقد مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم أتاح مبدأ النقد وتقبله من حباب بن المنذر رضي الله عنه حين سأله :( يا رسول الله ! أرأيت هذا المنزل ؟ أمنزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه و لا نتأخر عنه أم هو الرأي و الحرب و المكيدة ؟ قال : [ بل هو الحرب و الرأي و المكيدة ] قال : فإن هذا ليس لك بمنزل فانهض حتى نأتي أدنى قليب القوم فنزله ثم نغور ما سواه من القلب ثم نبني حوضا فنملأه ثم نقاتل القوم فنشرب و لا يشربون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ قد أشرت بالرأي ].
عبارة النقد هي : (فإن هذا ليس لك بمنزل ) بحسب كتب السيرة ، وقد تعثر على الكثير من الشواهد المماثلة في سيرته صلى الله عليه وسلم.
والذي عنيتُه في ردي السابق من تأخر وتقهقر وارتكاس هو بسبب مواجهتنا للنقد، ثقافة النقد التي نحملها لن تؤهلنا على التقدم قيد أنملة، لاعتقادنا بأن ذلك يزعزع إيماننا!!
إذاً فثقافتك النقدية صفر، هذا كل شيء، وعندما تأنس من نفسك قدرة على فهم النقد ومراميه كما أتاحه المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته فتعال أعطيك أمثلة لنقد المالكي حتى تنقدها بنفس المنهج وليس بالتبديع والتكفير
****************
أولا: في ردي السابق حاولت أن أبدي تبرمي من طريقتك في النقاش،واعتبرت ذلك حيدة وهروبا من محامي المالكي ونكوصا من تلميذه المخلص محمد بن مسعود الفيفي مع اعتراض لمراقب، الحوار ولكني سأحاول هنا إلزامك بما يقتضيه الحوار من الدقة والوضوح .. فأنت تعلم سلفا بأنني أتيت أناقشك في شأن محدد وهو مدى عدالة حكمك في تبديع المالكي وتضليله.. فسقتَ نقولات عن بعض الأئمة حول وجوب تعظيم الصحابة وعدم التعرض لهم بالطعن والتشكيك وهو كلام موافق للحق والعدل ..ثم أتيت بحديث المالكي في تحليله لشخصية الفاروق وسألتني هل لي من
تعليق؟..فعلقتُ بأن ذلك خطأ من المالكي لا أقره عليه ومذهبي في ذلك مذهب أهل السنة والجماعة المعتدلين المتزنين كما بينه الدكتور الفاضل محمد العقل وأقره عليه العلامة الرباني صالح الفوزان في رده على شيخي وأستاذي حسن المالكي.. حين قال : (وما يذكر عن بعض أمراء بني أمية ، أنهم كانوا يسبّون علياً – رضي الله عنه – أو يؤذون بعض ذريته ، بغير حق ، فهذا خطأ وظلم وعدوان ، وهو على خلاف منهج أهل السنة، ولا يقرونه ، بل كان أئمة السلف يعدون ذلك من الخطأ ) حراسة العقيدة ص 92. ألا تراه يعد سب خليفة المسلمين وإيذاء ذريته خطأ وظلما وعدوانا؟..ومنهج السلف لا يقره وأئمتنا يعدون شتم علي رضي الله عنه خطأً،
فأينا تراه خرج واشتطّ في منهجه ؟ أنا أم أنت ؟ وتأمل ..فهم لا يقرونه..وأنا كذلك لا أقر حسن المالكي على تحليله شخصية الفاروق مع أنه لم يسبه أو يشتمه في ظاهر كلامه. وهم يعدونه خطأً أي سب الخليفة الرابع رضوان الله عليه..وأنا أعد ما قاله المالكي عن عمر الفاروق رضي الله عنه خطأً من المالكي، رغم التباين بين اللعن والسب وما سقته بشأن الفاروق.
قلت: ولكنه لا يسعك ما وسع جماعة المسلمين الذين منهجهم الحق والعدل وجئت تطالبني بتبديعه وتضليله وإخراجه من دائرة المجتهدين، وذلك هو الخطأ والظلم والعدوان.
ثانيا: قلــتَ (فالرافضة والمستشرقين والمالكي يطعنون في عدالة الصحابة)..والطعن يمتد جغرافيا من الفاظ الإنتقاص حتى التكفير أو العكس وأنت هنا تلقي تهمة فضفاضة وتكيل بمكاييل عدة، وأطالبك مشددا على الإلتزام بالمنهج الصحيح للنقاش والإحتجاج، وذلك بوضع مصطلح معلوم الحدود (للطعن) سواءً لغويا أوشرعيا، حتى نعود إليه ..ومالم تفعل فأنت تناقش نقاش العوام والدهماء،النقاش الذي لا ينتهي إلى فكرة واضحة المعالم بينة الهدف.
ثالثا: لم تستوعب ما طلبته منك حتى هذه اللحظه ..وقد يُعتقد خطأً بأن ذلك تهربا منك ومراوغة، أو أنه تكتيك يهدف لغاية معنية، والصحيح بأن فاقد الشيء لا يعطيه ليس إلاّ.ولهذا يتعين عليك لإثبات تبديع وتضليل المالكي ما يلي:
1ــ أن تسوق قرائن البدعة والضلال كما تجدها فيما حرره وقرره المالكي نصا كما فعلت في تحليله لشخصية الفاروق.
2ــ أن تسوق الحكم أو الأحكام فيها مستندا إلى الدليل الشرعي من كتاب الله وسنة رسوله .
3ــ تصدر حكما نهائيا وفقا لعدالة القضاء الإسلامي في شأن المالكي ليس فيه اجتهاد أو تغليب ظن.
وبهذا تكون قد فعلت ما طلبته منك، وأعلنت استعدادك له والإلتزام به قبل بدئ النقاش، والمؤمنون عند أقولهم.
أو أنك تعلن اكتفاءك بما تم إيرادك له من حجج وقرائن بدّعت بموجبها المالكي ..حتى أقتبسها وأناقشها نقطة نقطة كما ذكرت لك في الصفحة الثالثة من عدم تعرضي لدفوعاتك حتى تعلن اكتمالها..
رابعا: عويلك وانتحابك أدناه لا يعجبني، أقوالك أدناه، إنها تذكرني بمواعظ جماعة التبليغ عندما ترفع عقيرتها بأن الفساد عم البر البحر وأن الفتن قد أظلت والبدعة قد أقلّت، والأرض قد ضلت!!
انظر.....!
((**هل التشكيك في عدالة الصحابة والطعن في السنة المطهرة هي المنقذ لنا مما نحن فيه ؟!
**هل الغلو في علي رضي الله عنه والطعن في كل من ترضى على مخالفيه بالنصب وبغض آل البيت يجمع صف الأمة ويرقى بها في مصاف الدول المتقدمة ؟!
**هل سبب تخلفنا هو مذهب الإمام أحمد الذي تناوله المالكي بالنقد وأنه من مراجع الغلو ؟!
**هل الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب هي سبب فرقة الأمة والتي يصفها المالكي بأنها حركة تكفير ؟!
**هل هكذا تنقذ الأمة يا أخي محمد ؟!
**أين مشروع المالكي الذي تشعر فيه أن يدعو إلى الألفة والاجتماع من خلال ما ذكرته أعلاه ؟
ثم أخيراً
**هل الإشكالية في منهج أهل السنة والجماعة كما يدعي المالكي ومن يحامي عنه أم أن المشكلة تكمن في عدم تطبيق هذا المنهج ؟!))
خامسا: وذهبت تصحح مفاهيمي الأصولية في قولك : ( أولاً لا تُبنى الأحكام على القرائن ولو كان عندك أدنى معرفة بالمصطلحات الأصولية لما سقت هذه العبارة) ولم تستطع أن تتأول القرائن إلى الوقائع ولم تحمل معك شيئا اسمه الترادف في اللغة ..وليس هذا محل نزاعنا، إذ أنني أجهل كثيرا، بل أجهل بصورة مريعة نسأل الله السلامة.
سادسا: قلتَ (لا يكفي الاعتذار الوجداني بل أريد اعتذاراً علمياً فأنت قلت :
فمن أي الأبواب رشقته بالبدعة والضلال؟ ولم يأتي من القسم الأول أوالثاني..
وأقول : أنا أعلم حكم (الكفر) في القسم الأول، لكنك لم تفصل حكم القسم الثاني (دون ذلك)؟ أهي المنزلة بين المنزلتين ؟ أهو الإثم واللمم؟ أم أزمة مصطلح ؟ ولم تعثر لها على لفظ فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدّها ؟ أيصح أن نقول: كافر دون الكفر؟ مبتدع دون الإبتداع؟ ولم تقف عند البدعة القولية كما زعمت في هذا المصطلح الفضفاض واستشهدت بأقوال الرافضة في تكفيرهم وسبهم وانتقاصهم صحابة رسول الله ، عليهم غضب الله ونقمته.
سابعا: قلت: ( وقد بينت لك من أي الأبواب تم تبديع المالكي ، فإما أن تقر بصحة تبديع المالكي أو لا حاجة لي في اعتذارك !)
قلت : لم نناقش الجنحة بعد ومازلت أنتظر إحضارها من قبلك أو إعلان الإكتفاء بما سقته من أقواله في شخصية الفاروق..وحتى ذلك الحين فأنت تتحامل (خطأً وظلما وعدوانا) وفقا لما نقلته مبينا في الفقرة الأولى على منهج الأسلاف الصالحين.
ثامنا: قلتَ : (وأما ما سقته عن الشيخ صالح الفوزان والذي وصفته بالعلامة - ولا تنس هذا الوصف لأني سأحتاجه لاحقاً عند نقاشنا حول السلفية)..
وأقول: اختلافك معه، أو مناقضته وعدم تبنيك مدرسته الوسطية العادلة، لن يسقط عنه كونه علامة مجتهد منصف شجاع في اعترافه بالأخطاء واضح في فهمه للواقع لا يخشى في الله لومة لائم..يؤخذ من قوله ويرد، بشر يخطئ ويصيب، فأضفه إلى جملة أشياخي وذلك شرف لي كبير.. وقد رابني منك امتعاضك الشديد من ثنائي على الفاروق ،حتى أوشكتَ أن تستكثره، وها أنت ترتاب لوصفي شيخي الفوزان بالعلامة!! مهددا ومتوعدا أن لا أنسى بأنني وصفته بالعلامة..بلى يا أخي أجده علاّمة، فأرني ما الذي ستفعله؟ .
تاسعا: قلتَ ( الحمد لله أن سلفي هم أهل العلم من السلف إلى الخلف ، وهذه شهادة منك أعتز بها).
وأقول : فيما يختص بالفقرة السابعة والثامنة من ردك فراجع الفقرة الأولى من ردي هذا، لعلك ترعوي إن كنت فعلا تعني ماقلته عن مذهبك.
عاشرا : مانقلته من أقوال الأئمة حق وعدل وإنصاف ..فآتنا تعريفا للطعن واحصر طعون المالكي بالنقل هنا، ثم تعال نطبقها وفق معتقد الأسلاف الصالحين، ولك وافر الشكر.
**************
الرد الأخير
أولا : قولك (جهلك بمصطلحات العلماء يوقعك في تناقض كبير دائما - على اصطلاحك مرمعات - وهذه مرمعة جديدة والسبب بضاعتك المزجاة التي اعترفت بها !!
على كل حال الشيخ الفوزان قال عمّن تعرض بالسب لعلي رضي الله عنه وإيذاء بعض ذريته :
وهو على خلاف منهج أهل السنة ولا أعلم هل مرت عليك هذه العبارة والتي يدور عليها التبديع أم أنك تجاهلتها ).
قلتُ : والكلام الذي سقتُه لم يكن للشيخ الفوزان يحفظه الله ولكنه لتلميذه الدكتور ناصر العقل ورد في رده على الشيخ حسن بن فرحان المالكي ..الذي قدّم له العلامه الفوزان وأقره عليه، وانظر كيف قرأت ردي السابق؟..ولأنك لا تستطيع فهم مصطلحات أهل العلم والإنصاف كما ينبغي فقد اعتبرت قولهم: (وهو على خلاف منهج أهل السنة) يقتضي التبديع!! أي من خالف أهل السنة في فهم، أوتأويل، أو ردّ، أو قبول، فهو بالضرورة مبتدع ضال؟ عجبي!! يالك من فقيه متنطع!!
وانظر وتأمل :
4420- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ قَالَا حَدَّثَنَا حَاتِمٌ وَهُوَ ابْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَمَرَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا التُّرَابِ فَقَالَ أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ
{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }
دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي) صحيح مسلم. فهذا الحديث أورده مسلم في صحيحه وهو ما عناه الدكتورالعقل في رده على المالكي، ولأنك لو أثبتّ بأن المالكي سب وشتم صحابي جليل لطلبنا من ولي أمر المسلمين أن يقيم عليه الحد الشرعي لأنه مبتدع ضال،وللزمك أن تقول بأن من أمر بسب صحابي على المنابر بأنه مبتدع ضال وهذا يخالف منهج أهل السنة كما سقت لك من قول الدكتورالعقل الذي وافقه عليه العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله. فإن كنت تجد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه مبتدعا ضالا لكنت بذلك تناقض قول شيخنا فيما عناه من ظلم الخليفة المسلمين الرابع وبعض آل بيته، من قبل بعض الحكام والولاة كما أشار حفظه الله، وانظر النص وراجعه حسب المصدر الذي عزوته.
وجماع القول في تبديعك للمالكي: فإنه مبني على أصل فاسد وهو الشبهة الظالمة والتأول المجحف، ولم تستطع الإتيان بما يفيد شتما أوسبا أو انتقاصا، وإنما أظهرتَ هوى وتعصبا وحمقا وغوغائية، وشنشنة نعرفها من أخزم. وقد جئتنا مستشهدا بمقطع للماكي يتحدث إلى قناة رافضية، وانتظرت مني تبديعا للمالكي،الذي كان يتحدث عن شخصية الفاروق متكأ على التحليل النفسي الذي استخدمته المدرسة السلفية ولكن بصيغ مقبولة لا كالمالكي في الرد على شبهات أهل الإلحاد الذين يتشبثون بغضبة الفاروق في مواقف عدة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، على غرار (دعني أضرب عنقه يارسول الله) وغيرها.
ثانيا : قلتَ (وهنا أقول أن معتقد أهل السنة والجماعة في كل من تعرض لآل البيت بالعداء أنه ناصبي مبتدع مخالف لمنهج أهل السنة الذين يحفظون وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهل بيته والشيخ الفوزان عندما قال : وهو خلاف منهج أهل السنة ، يقصد هذا الأمر المقرر عند أهل السنة ).
قلتُ : فاحكم بما تراه يتفق ومنهج الله فيما جاء في الحديث أعلاه إن كنت تعلم حكما فيما جاء في التنزيل أو ما ثبت في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد كانت إشارة الدكتور العقل لهذه المسألة تحديدا..أو يلزمك رد الحديث وفق المنهج النقدي العادل (الجرح والتعديل)، وما لم تفعل فإنك تقر بما جاء فيه، وهذا يلزم ـ بالضرورة ـ على منهجك أنك:
1ـ تطعن في عدالة صحابي جليل من كتبة الوحي، كون ما جاء به مخالفا.
2ـ تتهم الأمام مسلم في دينه وإخلاصه للأمة.
3ـ تعتبره تشريعا يوجب الإتباع لأنه من أقوال الأسلاف الصالحين.
4ـ تعتبر المالكي متبعا وليس مبتدعا كونه على منهج الأسلاف الصالحين ولم يخرج عما أتوا به وأُثر عنهم.
ولو عدت بك قليلا إلى الوراء وذكّرْتُك بإحجامك عن دراسة أقوال المالكي في الفاروق بعد أن وعدت بنقدها في قولك: (هروب كالعادة أخي محمد على كل حال سأقف عند كل فقرة من مداخلة شيخك الضال المضل حسن المالكي مع الروافض حول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد الساعة 9 من هذه الليلة إن شاء الله ..اسأل الله أن يفتح على قلوبنا )..لكنك عدت واعتذرت بقولك : (تم تأجيل هذا إلى يوم غد إن شاء الله) ..فلم تأت الساعة التاسعة بعد!، ولم يأت الغد بعد!، ولا يعلم المتابع الكريم سبب نكوصك عما وعدت به، فذلك أن الإستقراءك سيظهر عوارك بشكل كبير، ولربما انتهي النقاش عند وقوفك الذي لم تف به.
قلتُ : وعندما جئت أذكرك بالله، نفرتَ وزدت في وطأة نبز الشيخ حسن بن فرحان المالكي بكل الشتائم التي تحسنها متشبثا بأقوال القرناء بعظهم في البعض متكئا على الشبه التي لا تصح أبدا أن تقال في تلميذ العلامة الراحل عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وقد اطلعت على أوال أهل العلم في هذا الجانب، وانظر مقدمة تحقيق موسوعة سير أعلام النبلاء للذهبي (
(جاء في " طبقات الشافعية " للعلامة التاج السبكي في ترجمة أحمد بن صالح المصري: 1 / 188، مانصه: " الحذر كل الحذر أن تفهم أن قاعدتهم " الجرح مقدم على التعديل " على
إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره، لم يلتفت إلى جرحه ".
وفيه أيضا: 1 / 190: " قد عرفناك أن الجارح لا يقبل منه الجرح، وإن فسره في حق من غلبت طاعاته على معاصيه، ومادحوه على ذاميه، ومزكوه على جارحيه، إذا كانت هناك منافسة دنيوية، كما يكون بين النظراء أو غير ذلك، وحينئذ فلا يلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن معين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح ونحوه.
ولو أطلقنا تقديم الجرح لما سلم لنا أحد من الائمة، إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون ".)
السبكي في طبقات الحنابلة ينتقد الإمام الذهبي.
(في غير موضع من كتابه " طبقات الشافعية الكبرى " (2) وفي كتابه الآخر " معيد النعم " (3)، فقال في ترجمته من الطبقات: " وكان شيخنا - والحق أحق ما قيل، والصدق أولى ما آثره ذو السبيل شديد الميل إلى آراء الحنابلة، كثير الازدراء بأهل السنة، الذين إذا حضروا كان أبو الحسن الاشعري فيهم مقدم القافلة، فلذلك لا ينصفهم في التراجم، ولا يصفهم بخير إلا وقد رغم منه أنف الراغم.)
فهل تجد الإمام الذهبي كما قال عنه الإمام السبكي؟؟
السخاوي ينتقد السبكي
(وقد أثارت انتقادات السبكي هذه نقاشا بين المؤرخين، فرد عليه السخاوي " ت 902 - ه " حيث اتهم السبكي بالتعصب الزائد للاشاعرة، ونقل قول عز الدين الكناني " ت 819 ه " في السبكي: " ((هو رجل قليل الادب، عديم الانصاف، جاهل بأهل السنة ورتبهم )) فهل تجد الإمام السبكي كما وصفه عزالدين الكناني من نقل الإمام السبكي؟؟
مقدمة سير أعلام النبلاء بتصرف.
ليس هذا فحسب فأنت تعلم أن ابازرعة وابي حاتم والذهلي شيخ البخاري من اقران البخاري وهم رؤوس الجرح والتعديل ضعفوا البخاري وحكم بعضهم بأنه متروك الحديث.
فهل تجد الإمام البخاري ضعيفا متروك الحديث كما وصفه أبوزرعة وأبوحاتم والذهلي شيخ البخاري؟
قلتُ وهذا سببه الخلاف بين الأقران، والمالكي تعرض لما تعرض له عضماء التاريخ في كل زمان فافهم.
ثالثا: وتقول: (شنشنة مللنا منها فكم أزعجتنا بمطالبتك بتعريف البدعة ثم لما أتيناك به لم تستوعبه وخلطت في أقسامه ولم تستفد منه شيئاً في محاماتك عن المالكي بل لم تلتزم به كما في النقطة السابقة ثم تأتي الآن لتطالبني بتعريف للطعن حتى نلتزم به !!)
قلتُ وعندما ألزمتك بتعريف البدعة لم تلتزم ذلك، وفاتك هذا الحديث: (عن جابر بن عبد الله( قال :( كان رسول الله ( إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول : صبحكم ومساكم . ويقول : بعثت أنا والساعة كهاتين ، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى . ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ) رواه مسلم .وفي رواية عند النسائي :[[ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ] وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الألباني. ولو انطلقت من هنا لما حذفت خطبة إمام الحرم المكي الشريف التي لصقها أخوك السيسباني وحذفت ردك عليها وتأولك السقيم لها، والذي يضج جهلا شويها لويها، ونفورا غريبا عن الحق والعدل، ووفق الحديث اعلاه فتبديعك للمالكي ظلم في ظلم، وعند الله تجتمع الخصوم.
انظر قول شيخ الإسلام ابن تيمية:
(ولم يوجد مبتدع إلا وفيه نوع من الشرك كما قال تعالى (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) اقتضاء الصراط .
فإن غاب عنك الدليل من الكتاب أو السنة المطهرة فعد لقول الشاطبي حينما استدل بهذه الآية :( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)،قال: فكون الشريعة كاملة يستلزم ما ذكرناه من أن كل الأحكام التي يحتاجها المكلفون قد بينها الشرع إما صراحةً أو ضمناً) الإمام الشاطبي..
قلتُ فأقوال السلف وتقريراتهم حول الدين إنما نهلت من هذين الأصلين بلا ريب، كالذي نقلتَه عنهم في معتقدهم في الصحابة رضي الله عنهم .. ولكنك هنا كمن اهتصر أحد المسلمين وأقام عليه حد الزنا، فسألوه لماذا فعلت ذلك؟ فكان جوابه:أو تكفرون بما أنزل على محمد ؟ ألم تقرؤا قول الله تبارك وتعالى؟ : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)، وسؤالهم لم يكن جهلا بحكم الزنا، وإنما جهلا بالمسوغات التي بنى عليها حتى وصل به الأمر إلى هذا الحكم!!، قلت ومن ينصف المالكي قرأ مقدمة كتابه في الصحبة والصحابة وحكم عليه من خلال منهجه وناقش أدلته التي اعتمد عليها ونأى بنفسه عن الوقوع فيما يأثم به ، قال المالكي في مقدمته للكتاب :(مبحث (الصحابة) من المباحث والموضوعات ذات الأهمية البالغة في التراث والفكر الإسلامي قديماً وحديثاً؛ لما يترتب عليه من قضايا فقهية وحديثية وإيمانية، وجوانب أخرى تتصل بالجوانب الفقهية والسياسية والشوروية والاقتصادية في الفكر الإسلامي، إضافة لقضايا أخرى ذات صلة وثيقة بهذا الموضوع (موضوع الصحابة).
ومن خلال اهتمامي بالتاريخ الإسلامي والعلوم الشرعية من حديث وفقه وعقيدة ( أو إيمانيات)... رأيت أن موضوع (الصحبة والصحابة) من أكبر الموضوعات أهمية، وأشدها حرجاً، عند كثير من مفكري وعلماء المسلمين، بل عند سائر المهتمين بالإسلام ودراسته من غير المسلمين.
وقد استعرض علماء المسلمين الأوائل كثيراً من سير الصحابة وأخبارهم وفضائلهم، مع نقد من ارتد منهم أو نجم عنه نفاق أو ظلم أو ارتكب أحد المحظورات الشرعية الكبرى (كبائر الذنوب).
ولعل أول من أفرد (الصحابة) بمؤلف هو الإمام البخاري، صاحب الصحيح (256هـ) في كتابه تاريخ الصحابة (لعله التاريخ المطبوع باسم التاريخ الأوسط وقد طبع باسم التاريخ الصغير أيضاً)، وإن كان قد سبقه مصنفون تحدثوا عن الصحابة ضمن تواريخهم وكتبهم التي وضعوها في التراجم كابن سعد (ت230هـ) في الطبقات الكبرى والإمام علي بن المديني (234هـ) في كتابه (تسمية من نـزل من الصحابة في سائر البلدان –مفقود)، و أبوخيثمة زهير بن حرب( 234هـ) في تاريخه، وخليفة بن خياط شيخ البخاري (240هـ) في تاريخه المسمى (تاريخ خليفة بن خياط)، وغيرهم ممن أدخل تراجم الصحابة في تراجم غيرهم من التابعين فمن بعدهم، لكن أول من ألف فيهم خاصة كان البخاري.
وتبع الإمامَ البخاريَّ في إفراد الصحابة بالتأليف جماعةٌ من علماء الحديث والتراجم، فصنف فيهم الحافظ البرقي (270هـ)، ثم ألف الإمام الترمذي (279هـ) كتاب (تسمية أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم) وهو مطبوع، ثم ألف أبو بكر بن أبي خيثمة (279هـ) كتاباً بعنوان (تاريخ الصحابة)، ثم عبدان المروزي (293هـ) في كتابه (تاريخ الصحابة)، ثم محمد بن عبد الله الحضرمي المعروف بمطيَّن (ت 297هـ) في كتابه (الصحابة وهو مفقود)، ثم الإمام أبو منصور الباوردي (310هـ) في كتابه (تاريخ الصحابة)، ثم أبو بكر بن أبي داود (316هـ)، ثم عبد الله بن محمد البغوي (317هـ) في كتابه (معجم الصحابة)، ثم العقيلي (322هـ) في كتابه (الصحابة)، ثم خيثمة بن سليمان (343هـ) في كتابه (فضائل الصحابة)، ثم ابن قانع (351هـ) في كتابه (معجم الصحابة –مطبوع-)، ثم الإمام ابن السكن (353هـ) في كتابه (أسماء الصحابة)، ثم الإمام ابن حبان –صاحب الصحيح- (354هـ) في كتابه (أسماء الصحابة)، ثم ابن القطان (360هـ) في كتابه (أسماء الصحابة) أيضاً، وللطبراني (360هـ) (المعجم الكبير في أحاديث الصحابة -مطبوع)، ولابن عدي (365هـ) كتاب (أسماء الصحابة) أيضاً، ثم ابن مندة (390هـ) في كتابه (معرفة الصحابة)، ثم ألف الإسماعيلي (396هـ) (معجم الصحابة)، وكذلك فعل أحمد الهمداني (398هـ)، ثم أبو نعيم الأصبهاني (430هـ) في كتاب (معرفة الصحابة -مطبوع-)، ولابن حزم الأندلسي (456هـ) كتاب مختصر في (أسماء الصحابة)، ثم جاء الإمام ابن عبد البر (463هـ) في كتابه (الاستيعاب في أسماء الأصحاب -مطبوع أكثر من طبعة-) فجمع ما تشتت عند غيره ، ثم جاء بعد ابن عبد البر الحافظ ابن عساكر (571هـ) فصنف (معجم الصحابة)، ثم جاء الحافظ عز الدين ابن الأثير (630هـ) ليؤلف كتاباً جامعاً أسماه (أسد الغابة في معرفة الصحابة)، استدرك فيه بعض التراجم على من سبقه وأدخل فيه استدراكات ابن فتحون (520هـ) على ابن عبد البر، واستدراكات أبي موسى المديني (581هـ) على ابن مندة.
ثم جاء الذهبي (748هـ) في كتابه (تجريد أسماء الصحابة)، ثم كان آخر المشهورين من المؤلفين في تراجم الصحابة هو الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) في كتابه المشهور (الإصابة في تمييز الصحابة) الذي جمع فيه ما لم يجمعه غيره بفضل اطلاعه على مؤلفات من سبقه وإفادته منها.
وقد حاولنا أن نتلافى بعض أخطاء الحافظ ابن حجر ولم نستطع تلافي كل أخطائه، ولعل من أهم الأخطاء التي تلافيناها إخراج كل من لم تثبت صحبته من أصحاب القواعد الثلاث التي ذكرها الحافظ فلا ندخل أمراء الفتوح ولا من شهد حجة الوداع ولا أطفال الصحابة.
وكذلك سنحذف من تراجم ابن حجر من لم يثبت صحبته إلا بطريق موضوع ونتساهل في الضعيف بأنواعه من مرسل ومنقطع ومقطوع ونحو ذلك؛ فالضعيف محل تنازع عند المؤرخين أما الموضوع المكذوب فلا نـزاع في اجتنابه وسنلحق بالمجلد الثالث القادم (المختلف في صحبتهم) باباً بعنوان (المختلقون من الصحابة)!! وهذا على سبيل النقد الإجمالي لعمل الحافظ ابن حجر رحمه الله أما النقد التفصيلي فله موضع آخر. ) ..انتهى من مقدمة كتاب الصحبة والصحابة بين الإطلاق اللغوي والتخصيص الشرعي.
فإن أعياك البحث والاستقراء وتتبع حججه ونقضها عروة عروة فدعك من تبديعه وتضليله يرحمك الله وقل ذلك في كتبه الأخرى..فالناس يريدون أدلة على صحة ما ترميه به فإن ثبت وفق عدالة الشرع بأنه نال من صحابة رسول الله ما يكره المسلمون طالبنا ولي الأمر بأن يقام عليه الحد الشرعي، وليس السعي لدى السلطة إلى قطع رزقه وإقصائه وتكميم فمه بحجج واهية لا تنطلي على من خاف مقام ربه وخاف وعيد..وأنت تعلم بأن الشرع وضع أحكاما تعزيرية لمن اقترف جنحة مخالفة للشرع قولا أو عملا، وأنت تعلم متى يقام الحد ومتى يسقط وفقهك ليس ضعيفا حتى تعجز عن الاهتداء للحق وعدالة الإسلام.
نهاية الجزء الأول
الجزء الثاني
رابعا: ومنه قولك: (ثم تأتي الآن لتطالبني بتعريف للطعن حتى نلتزم به !!).
قلتُ : ولماذا لا تفعل؟ فأنت هنا توهم الناس بأن الطعن يقتضي التبديع إي أن من طعن في صحابي، أو إمام، أومصنّف، أونقد كتابا، أو أسقط صحابي من تراجمهم، ونحوذلك، بأنه مبتدع ضال، وفق موازينك المختلة دوما، ولو عدت لكتب تراجم الرجال لعثرت على من يقول : (فلان: لم تثبت صحبته ) أو ( أختلف في صحبته) أو (في صحبته نظر) وانظر الإصابة، وأسد الغابة ،والتهذيب، والتقريب، وغيرها من التراجم المعنية بهذا الجانب..وهذا لا يستوجب الطعن من الأئمة في صحابة رسول الله ، ولا يقتضي تبديعهم لإخراج صحابي لم تثبت صحبته، ومن هذا المنطلق جاء تبديعك للمالكي، لأنك لم تراجع منهجه النقدي وفاتك الكثير، وهذا ليس ذنبه وإنما مشكلتك أنت تحديدا، والسؤال : لماذا اعتبرت المالكي مبتدعا ضالا وخارجا على منهج أهل السنة؟ بينما يرفل علماء الجرح والتعديل، والمؤرخين، والمحدثين، وأصحاب التراجم ممن تناولوا موضوع الصحبة والصحابة في بحبوحة من الأجر والأجرين ؟ مجتهد مصيب أومجتهد مخطئ؟.
والآن علمتَ السر وراء مطالبتي لك بوضع تعريف للطعن فلم تفعل، بحجة أنك أتيتنا بتعريف شرعي للبدعة، فخلّطتُ فيه وخرْفعتُ ولم أستفد منه في محاماتي عن شيخي المالكي.
والبدعة حسب تعريف الأمة ..هي طريقة مخترعة في الدين على غير ما جاء به الشرع، ولكي تسمي المالكي مبتدعا ضالا، لزمك بالضرورة أن تربط أقواله بما يفيد الإبتداع والضلال بحسب الأصل الذي هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتتأمل:
1ـ قول ابن كثير في تفسيرقوله تعالى:"وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} قال: فصراط الله المستقيم ، هو سبيل الله الذي دعا عليه ، وهو السنة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهوالإسلام وهوالقرأن ، أما السبل المتفرقة ، فهي سبل أهل الاختلاف ، الحائدين عن الصراط المستقيم ، وهم اهل الأهواء والبدع في الدين3/372}. .) راجع البدعة وأثرها السيء في الأمة ج23 ص18 الشاملة. 2ـ 2ـ وكما بين البدعة سيد الأولين ولآخرين :
(ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد". وفي رواية مسلم : من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد أي مردود عليه.)
3ـ وكما جاء في صحيح مسلم :
حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلاَ صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ « صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ ». وَيَقُولُ « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ ». وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ « أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ». ثُمَّ يَقُولُ « أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالاً فَلأَهْلِهِ وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَىَّ وَعَلَىَّ ».
قلتُ ومن خلال هذه النصوص الصريحة تطلب تعريفا للبدعة فتجدها:
البدعة لغة : هي الاختراع على غير مثال سابق ومن ذلك قول الله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي مخترعهما .
وشرعًا : البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)...عندالشاطبي
أو... (فعل ما لم يعهد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) عند العز بن عبدالسلام.
أو ...عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :"البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب" ) وهذا هو تعريف البدعة ..شرعا ..ثم تطلب تعريف المبتدع فتجده:
(المبتدع هوالذي يحدث البدعة ، ويدعو إليها ويوالي ويعادي عليها) أو ( أنه من وقع في بدعة وانطبقت عليه شروط التبديع وانتفت موانعه)
منهج أهل السنة والاتباع ص3
ومن عجيب أمرك أخي يحيى عدم تأملك لهذه العدالة والإحتراز الذي ذكره المؤلف في قوله بعد تعريف (المبتدع):
(فلا يقال:- إن كل من وقع في البدعة بدع مباشرة, لا, بل يقال:- وقع في بدعة, أو يقال:- سلك طريق ضلالة, أو يقال:- عنده شيء من البدع, لكن قولنا ( المبتدع ) هذا حكم على الشخص نفسه, وقد تقرر عند أهل السنة أن حكم الفعل لا يتعدى إلى الفاعل إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع وقد تقرر في قواعد أهل السنة أن التبديع العام لا يستلزم تبديع الأعيان إلا بعد ثبوت الشروط وانتفاء الموانع) نفس المرجع السابق ونفس الصفحة.
فهل ثبتت الشروط وانتفت الموانع بشأن المالكي؟
وعندما تقدم ما يثبت شرعا ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، تذهب مباشرة للتفتيش عن أقسام البدعة وتختار منها القسم المناسب لمن هذه جنحته بحسب ما جاء في ردودك: المبتدع، الضال، المضل، المأفون، ثم تأتي بمقالاته محل الجنحة وتعرضها على النص الشرعي فإن كان حكمه مبتدعا نهضت مباشرة إلى الأحكام الشرعية المناسبة بحسب ما قرره العلماء فيمن سب أوانتقص أوثلب أوعاب أو سخر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أوأنكر صحبتهم،واستلبهم شرفها، وهذه نقولات من أقوالهم :
**419) وأجمع أهل السنة على كفر من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على وجه العموم ، سبا يقدح في دينهم وعدالتهم .
420) وأجمعوا على كفر من سب صحابيا تواترت النصوص على فضله ومزيته في الإسلام ، كالشيخين .
421) وأجمعوا على أن كل إحداث في الدين فهو رد .
422) وكل بدعة ليست واجبة ولا مستحبة فهي بدعة سيئة ، وهي ضلالة باتفاق المسلمين ، 423) وأجمعوا على أن كل بدعة في الدين فإنها ضلالة ،
المصدر الإجماع العقدي ص39و40 الشاملة,
فإن سلمت بهذا الإجماع ذهبت لأقوال الفقهاء المعاصرين على غرار هذه الفتوى:
فتاوى عبدالرزاق عفيفي ص320]
(22) س / سئل الشيخ ما حكم من سب صحابياً ؟
فقال الشيخ رحمه الله : " تفصيل القول في حكم من طعن في الصحابة أو سب صحابياً أن الطعن جملة: كفرٌ لكن سب صحابي بعينه كبيرة من الكبائر " .
وللإستزادة تراجع عقائد أهل السنة في المسألة :
1ـ(نقول أن من سبهم بالجملة فهو كافر , لأنه من شكك في الناقل فقد شكك في المنقول , وهذا فيه طعن في الإسلام ، وكذلك من سب واحداً منهم تواترت النصوص بفضله ، فيطعن فيه بما يقدح في دينه وعدالته ، وذلك لما فيه من تكذيب لتلك النصوص المتواترة والإنكار والمخالفة لحكم معلوم من الدين بالضرورة . ) شبهات الرافضة حول الصحابة ج13 ص 385 الشاملة.
2ـ ( إن سب الصحابة وانتقاصهم والطعن فيهم إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاص له وحط من مكانته عليه الصلاة والسلام، لأنهم أصحابه الذين رباهم وزكاهم وذكرهم بخير وأوصى بهم خيراً ومن المعلوم أن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم كفر فيكون سب أصحابه كفراً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأذى الله ورسوله كفر موجب للقتل).المصدر: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ج2 ص860 الشاملة.
3ـ (فقد بينا فيما سبق رجحان تكفير من سب صحابيا تواترت النصوص بفضله من جهة دينه ، أما من لم تتواتر النصوص بفضله ، فقول جمهور العلماء بعدم كفر من سبه ، وذلك لعدم إنكاره معلوما من الدين بالضرورة ، إلا أن يسبه من حيث الصحبة .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : (( وإن كان ممن لم يتواتر النقل بفضله وكماله ، فالظاهر أن سابه فاسق ، إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يكفر )) شبهات الرافضة حول الصحابة والخلفاء ج9 ص436 الشاملة.
4ـ(وَفِي نِهَايَةِ الْمُبْتَدِئِ : مَنْ سَبَّ صَحَابِيًّا مُسْتَحِلًّا كُفِّرَ وَإِلَّا فُسِّقَ ، وَقِيلَ عَنْهُ يُكَفَّرُ ، نَقَلَ عَبْدُ اللَّهِ : فِيمَنْ شَتَمْنَا الْقَتْلَ ؟ أَجْبَنُ عَنْهُ وَيُضْرَبُ ، مَا أَرَاهُ عَلَى الْإِسْلَامِ) الفروع لابن مفلح، ج11 ص318 الشاملة.
وبعد الإطلاع على هذه النقولات تراجعها فإن آنست منها موافقة للحق تذهب مباشرة للتفتيش عن الحد الشرعي لمن تلك جنحته فستجد في كثير من كتب الفقهاء المعتمدة كما ترى:
1ـ (باب التعزيروهو لغة المنع ومنه التعزير بمعنى النصرة، لأنه يمنع المعادي من الإيذاء واصطلاحا (التأديب) لأنه يمنع مما لا يجوز فعله (وهو) أي التعزير (واجب في كل معصية، لا حد فيها ولا كفارة...إلى أن يقول :ولا يحتاج في إقامة التعزير إلى مطالبة) قال الشارح لحاشية الروض المربع: لأنه مشروع للتأديب، فيعزر من سب صحابيا، ولو كان له وارث، ولم يطالب بالتعزير) شرح حاشية الروض المربع ج7 ص347 الشاملة.
2ـ وكذلك في شرح منتهى الإرادات..في باب التعزير..
(وَلَا يُحْتَاجُ ) فِي إقَامَةِ تَعْزِيرٍ ( إلَى مُطَالَبَةٍ ) لِأَنَّهُ مَشْرُوعٌ لِلتَّأْدِيبِ ( فَيُعَزَّرُ مَنْ سَبَّ صَحَابِيًّا وَلَوْ كَانَ لَهُ وَارِثٌ وَلَمْ يُطَالِبْ ) بِالتَّعْزِيرِ ، وَفِي سُقُوطِهِ بِعَفْوِ مَجْنِيٍّ عَلَيْهِ خِلَافٌ .) ج11ص198 الشاملة.
3ـ (إذا تشاتم الوالد وولده لم يعزر الوالد لحق ولده وعزر الولد لحقه ، ولا يجوز تعزيره إلا بمطالبة الوالد ، ولا تحتاج إقامة التعزير إلى مطالبة في غير هذه ، وإن تشاتم غيرهما عزر . ويعزر من سب صحابيا ولو كان وارثا ولم يطالب بالتعزير .) كشف المخدَّرات كتاب الحدود ج2 ص758 الشاملة.
4ـ ( وَإِقَامَةُ التَّعْزِيرِ حَقٌّ لِلَّهِ ) تَعَالَى ( فَلَا يَسْقُطُ بِإِسْقَاطٍ ، وَلَا يَحْتَاجُ ) فِي إقَامَتِهِ ( لِمُطَالَبَةٍ ؛ ) لِأَنَّهُ مَشْرُوعٌ لِلتَّأْدِيبِ ( فَيُعَزَّرُ مَنْ سَبَّ صَحَابِيًّا وَلَوْ كَانَ لَهُ وَارِثًا وَلَمْ يُطَالِبْ ) بِالتَّعْزِيرِ ؛ لِحَدِيثِ أَنَسٍ مَرْفُوعًا { مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي فَقَدْ سَبَّنِي ، وَمَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ } .باب التعزير ،مطالب أولي النهى ج18 ص222 الشاملة.
5ـ (وقال الإمام أحمد : من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة ، ما أراهم على الإسلام - وهذا في كتاب السنة للخلال صفحة 558
وقال : من شتم صحابيا أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، لا نأمن أن يكون مرق من الدين - وهذا أيضا في كتاب السنة وقال الإمام أحمد أيضا : وليست الرافضة من الإسلام في شيء - كتاب السنة للإمام أحمد بن حنبل صفحة 82) الرد على أصول الرافصة ج31 ص 249مجموعة مؤلفات ..الشاملة
6ـ (1904 - أنا محمد بن عبد الرحمن ، قال : أنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : نا محمد بن العباد المكي ، قال : نا محمد بن طلحة المديني ، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله بن عويم بن ساعدة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله اختارني ، واختار لي أصحابا فجعل لي منهم وزراء وأنصارا وأصهارا ، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا » أصول الإعتقاد للالكائي ج5 ص439 الشاملة.
بعدها ابحث عمن طبق فيه حد التعزير في هذه الجنحة وفي ذات المصدر أصول الإعتقاد للالكائي..حيث يورد التالي:
(سياق ما روي عن السلف في أجناس العقوبات والحدود التي أوجبوها وأقاموها على من سب الصحابة ..
1ـ روي عن عمر أنه جلد ثلاثين سوطا من خرج على أم سلمة .
2ـ وأن ابنه عبيد الله شتم المقداد ، فهم عمر بقطع لسانه ، فكلمه أصحاب محمد فقال : ذروني أقطع لسان ابني حتى لا يجترئ أحد من بعدي فيسب أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
3ـوأن ابن عبد الرحمن بن أبزى سأل أباه عبد الرحمن فيمن سب أبا بكر ما كنت تصنع به ؟ قال : كنت أضرب عنقه ، قلت : فعمر ؟ قال : أضرب عنقه .
4ـ وأن عليا بلغه أن ابن السوداء تنقص أبا بكر وعمر ، فدعا به وبالسيف فهم بقتله ، فكلم فيه فقال : لا يساكني بلدا أنا فيه ، فنفاه إلى الشام وانتقل حريم بن عبد الله ، وحنظلة ، وعدي بن حاتم من الكوفة إلى قرقيسيا ، وقالوا : لا نقيم ببلدة يشتم فيها عثمان .
5ـ ومن التابعين عن عمر بن عبد العزيز ضرب من شتم عثمان ثلاثين سوطا.
6ـ وعن عاصم الأحول ، وكان محتسبا لخلفاء بني العباس أنه ضرب من شتم عثمان سبعين سوطا في دفعات . 7ـوضرب عمر بن عبد العزيز من سب معاوية أسواطا .
8ـ وعن أحمد بن حنبل : يضرب ، وما أراه على الإسلام .
9ـ وسئل إسماعيل بن إسحاق عمن سب عائشة فأفتى بقتله .
10ـ وقتل الحسن ومحمد ابنا زيد الداعي الطبرستاني اللذان وليا ديار طبرستان رجلين ممن قذفا عائشة) نفس المصدر والجزء ص 467وراجع الأحاديث التي ساقها اللالكائي بعد هذا الملخَّص..
فإن قلتَ : فالمالكي لم يأت بسب أو مايدخل في بابه كنت قد أقررت على نفسك بعدم معرفة كلام العرب ومترادفاته، وبطل كل تبديع وتضليل وغوغاء من قبلك والحمدلله رب العالمين ،
أما إن أثبتّ (الطعن) بالمعنى اللغوي لهذه الكلمة من قبل الشيخ حسن بن فرحان المالكي في صحابة رسول الله، وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين، لزم ولي أمر المسلمين تعزيره وفق العدالة الشرعية التي تحمي كافة المسلمين من الظلم والعدوان وتحفظ لهم الضرورات لا فرق بين حيهم وميتهم، ومن طلب له عذرا أو دافع عنه فقد خالف أمر الله ونبيه، وخرج من الدين وهلك.
أما إذا لم تُثْبِتُ بالبرهان القاطع مخالفته لأمر الله ورسوله في صحابته وأخيار الأمة ممن ذكرتهم كابن تيمية وابن الجوزي ومحمد بن عبدالوهاب. فقد سقط عنه التعزير ، وبسقوطه تتهاوى كافة النعوت والصيغ والتشنيعات من قولك المبتدع، والضال المضل، والمأفون، وغيرها مما صرفته ببذخ في شتمه والنيل منه، عبر عشرين صفحة خلت..وبذلك تكون كمن (نعل آل جنادة) ولزمك ما يدفع ظلمك وعدوانك .
وقبل أن أغادر هذه الفقرة أحببت أن أهديك هذا المقطع في (المخطئ) الذي حصرتَه في معنى واحدا وسقت الآية في ردك ..
(أما المخطىء في بعض المسائل ، المعروف بمنهجه وسلوكه الحميد وعلمه الشرعي ، فإن خطأه لايحط من شأنه، ولابنقص من قدره، فإن كان حيا يرزق ، فيجب تنبيه على خطأه بالسلوب الحكيم ، المتعارف علليه بين العلماء المبني على التعاون على البر والتقوى، لأن الدين النصيحة ، فتقدم النصيحة لطالب العلم بحسب مقامه بأدب واحترام، وبيان للحق بدليله ، من عنف ولاتعال، بل بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى تؤدي النصيحة غرضها ، فتبقى الكلمة واحدة ،والمحبة والإخوة في الله باقية ،فإنما المؤمنون أخوة.) البدعة وضوابطها وأثرها السيء على الأمة ص19 الشاملة.
خامسا: وتقول: (ثم تأتي الآن لتطالبني بتعريف للطعن حتى نلتزم به !!
ولا أدري ماذا تسمي ما ورد في المقطع عن عمر رضي الله عنه هل طعن أم مدح ؟!
وماذا تسمي نفي الصحبة الشرعية عن أكثر الصحابة هل هذا طعن أم مدح ؟!
وماذا تسمي زعمه بأنه خلافة أبي بكر كانت بالغلبة والقوة طعن أو مدح ؟!
إلى آخر كلامه في خيرة الأمة ).
قلت : لن تفعل ذلك ، وأعلم سلفا بأنك لن تفعل، حتى لو كان ذلك سيوصلك للفردوس الأعلى طالما أن فيه رفعا لظلمك وجورك على شيخنا الفاضل حسن بن فرحان المالكي رضي الله عنه، "هذه ستغضبك كثيرا"!! وتساؤلاتك من الغوغاء والشغب، في ظل افتقارك للكثير من الأدوات التي من شأنها اكسابك رؤية أدق.
وأجيب : إن ما ورد في المقطع الذي أتيت به ـ رغم تهيبي ألفاظه وعدم إقراري له ـ إلا أنه ليس طعنا بأي حال ، وليس ذما ، أو انتقاصا، لكني أرفض مبدأ تطبيق مدرسة التحليل النفسي على الأفعال وردود الأفعال في معزل عن اعتبار أرزاق الله وأعطياته ومواهبه المتباينة من شخص لأخر، ومن زمن لزمن ، فالله أعز به الإسلام على ما جبله عليه من القسوة والشدة في الحق وإنكار مايجده مغايرا لمفاهيمه وإن كان في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي دائما ما يعترضه مبتسما لردة فعله الغاضبة، هذا رأي ارتأيته وقد أكون مجانبا للصواب.. وفي القرآن مرت بنا قصص كثيرة ومنها قصة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام مع الرجل الصالح وكيف رأى ما يحدث أمامه من أفعال وكيف تمت له معرفتها على خلاف ما كان تفسيره لها، ليس القرآن الكريم وحده بل والسنة النبوية المطهرة كالحديث الذي جاء في لفظه ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك) فبينه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعزاه لشدة فرح الرجل لرؤيته راحلته بعد أن دب اليه اليأس وأيقن بالهلاك لا محالة، وكتب التراث من حديث وغيره تعج بالأمثلة, ولك أن تسمي تحليل المالكي ذلك من قبيل البحث المنطقي عن تفسيرالسلوك الذي رآه أو سمع عنه، وهو يقرأ التاريخ..تم تلتمس له العذر في تقصيره أو تجاوزه وتدع الظنون واستبطان السوء وتحميل الألفاظ مالا تحتمل، وإلا ستجد كثيرا إن فتّشتَ في هذا الباب لدى جمهور كبير ممن نحسبهم ـ والله حسيبهم ـ من دعاة الخير والحق والعدل، فهل تحريت وعدلت ؟
أما سؤلك الثاني فسيأتي جوابه لاحقا بالتفصيل، وبخصوص بيعة أبي بكر وخلافته وما توصل إليه عن طريق البحث والاستقراء فلن تستطيع ردها ما لم تنقض أدلته التي اتكأ عليها فإن فعلت سلمنا بما تدعيه لكنك هنا تنفي نتائج بحثه وتتناسى مسألة الأدلة الشرعية التي تناولها فإن استطعت نقاشها والإستدارك عليها بما يبطلها فالحق معك بلا نزاع، وأدعوك أن تنثرها هنا أمامنا وتحلها عقدة عقدة وتردها فهل فعلت أم دون ذلك خرط القتاد؟ ليس فقط هذه المسألة بل كافة ماتراه من أباطيل للشيخ المالكي لماذا تتجنب عرض أدلته ثم نقضها؟ فلن يصدقك المتابع في تشنيعاتك حتى تفعل ذلك!!
أما ما يخص خيرة الأمة، فلا عليك من نقده لهم ولنتاجهم الفكري، فالنقد يأتي ثقيلا على المعدة، ويعسر هضمه وتقبله، ولكن سيثمر في النهاية.فنقده لابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب، وكل التراث عموما يعني خطوة شجاعة سيعرفها له التاريخ إن لم يعرفها له معاصروه، فلا تتباكى على نقداته طالما وأنت تردد (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر) ويعني به المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
سادسا: وتقول (لا أبداً يكفي ما أوردته من كلام أهل السلف فيمن خرج عن منهجهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمالكي واحد من هؤلاء ، فإن استطعت أن تأتي لي بكلام علماء معتبرين بأن المالكي لم يسيء للصحابة، وأن له سلفاً من أهل السنة والجماعة في أقواله وأنه لا يعتبر ما يفعله قدحاً في معتقده فأنا ملتزم بالاعتذار أمام الجميع للمالكي ولك ولكم مني ما تريدونه !!فقط أريد كلام علماء معتبرين من أهل السنة والجماعة .. أنا أنتظر !).
قلتُ: فكلامك هذا قد حمل تساؤلات اشتملت على مصطلحات عدة تستوجب التعريف الدقيق، لوكنتُ أعلم فيك التزاما بالدقة لطلبت منك تعريفها..
أولها: (العلم ) في قولك: فإن استطعت أن تأتي لي بكلام (علماء) معتبرين... الخ، فموازينك مختلة ومقاييسك خاطئة كما تعلم، لكنك لن تفعل!! تحت أي ذريعة لن تأتينا بتعريف للعالم الذي ترتضيه مع أنني سأنزل على التعريف الذي تختاره بنفسك، حتى أسوق لك ماترتضيه من قوله بشأن هذا المطلب!
وإذا فعلت ولن تفعل، فليتك تستخرج تعريفه وصفاته من القرآن الكريم ، فإنك ستعثر على صفات العلماء في كثير من الآيات، وأنهم يتجنبون كتمان العلم كما قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة. ولاحظ لوازم الكتمان، في مقابل التبيين والتوضيح.
وثانيها: (الإساءة) في قولك: بأن المالكي لم (يسيء) للصحابة، فأنت مدعو جدلا لتعريف الإساءة، حتى نتحاكم إلى نصوص المالكي، ولكنك ستتذرع كما هي العادة، وتخبص وتلجلج ثم لا تفعل شيئا سوى البقاء على الظلم والتعالي، ولكن مهلا! سأوجه لك تساؤلات:
**هل الإساءة ـ عندك ـ هي ذكر الأحداث التي وقعت بين الصحابة كماهي؟ كما هو شأن الوليد بن عطية مثلا ؟ فإن وصفه المالكي بالفسق هل أتجده مسيئا لصحابي جليل؟ أجب!!
** أم إن الإساءة لديك هي الكذب، والإفتراء، والتدليس، والتزوير، والتأويل، بحيث يصبح المدح قدحا والثناء ذما ؟ وما عليك هنا إلا أن تختار الإجابة الصحيحة ثم تبرئ ذمتك؟ هيا أجب!.
وثالثها: (الصحبة) في قولك: لم يسئ (للصحابة) فأنت تعلم بأن هذا المصطلح قد استهلك بحث العلماء منذ عصر التدوين إلى يومنا هذا وظهرت أقوال وتعريفات عدة لن تجزم بأن آخرها كان على يد ابن حجر في القرن الثامن أو التاسع الهجري، وحينما تأتي بتعريف ترتضيه لصاحب رسول الله ـ ولن تفعل !! ـ ستعلم حينها إساءته من عدمها!!
ورابعها : (السلف) في قولك :وأن له (سلفا)ً من أهل السنة والجماعة في أقواله..ولأنك لن تضبط هذا المصطلح كعادتك فسأختصر عليك الطريق، ثم أخيّرك بعدها.
فهل تعتبر الصحابة سلفا ؟ أم لا؟ وأنت تعلم أن منهم من سفك دما، ولعن وسب وأمر بذلك؟
فإذا أثبتّ الصحابة في السلف وجدت المالكي ـ لو فعل ـ لم يخرج عن منهجهم .
وإن أخرجتهم من السلف، بطل سلفك وهذا مالا يقول به عاقل مهما حاول الانتصار لأقواله!!
وخامسها: (القدح) في قولك :وأنه لا يعتبر ما يفعله (قدحاً) في معتقده..ولأنك لن تُعرِّف هذا المصطلح تحت أي ذريعة مهما كانت فأختصر لك الحل، فأنت لو عرفته بدقة وأحطت بمدلوله وجئتنا بما يعزز القدح لكنت راغبا فعلا في إقامة العدل ورفض الظلم وعدم الرضى به على أخيك المسلم مهما كان خلافك معه، وبذلك ينتهي الحوار فأمتب اعتذاري وأنشره في القسم الذي يقترحه المنصفون وأذهب راشدا ..لكنك لن تفعل!! لأنك مهما حاولت فستُخرِج بموجب التعريف الذي في ذهنك كوكبة من فضلاء الأمة ومصابيحها النيرة بكل أسف!!
ولأن الشيء بالشيء يذكر أسوق لك هنا مما جاء في معرض رده على الشيخ ناصرالفهد فرج الله كربته آمين..
قال الشيخ حسن بن فرحان المالكي يحفظه الله:
( أما مسألة سب الصحابة، فلم يحدث مني قط لا سب فاضل ولا باغ ولا خارجي ولا منافق ولا مرتد بل ولا كافر، إنما هؤلاء الغلاة لا يفرقون بين النقد والسب، ولا بين الذم بفعل وسوء سيرة والسب، وسب الفاسق والظالم مع جوازه عند أكثر أهل السنة إلا أنني لا أسب حتى الكفار وإنما أمدح المؤمن العادل وأذم الفاسق الظالم.أما الغض من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلم يحدث لكن الغلاة يعتبرون استعراض ما جرى يوم السقيفة أو غيره غضاً وتنقصاً مع أن هذا في الصحيحين، وكذلك يعتبرون استعراض أدلة الناس في التفضيل والأولوية انتقاصاً، لكنهم لا يعدون سب علي على المنابر انتقاصاً ولو كانوا يعدونه انتقاصاً لذموا معاوية واعتبروه رأس النواصب، لكن بما أنه سلفهم الوحيد في هذه الأمور فهم يتهمون بعض أهل بدر وبعض أهل الرضوان بالبدعة والضلالة).
ص 31و32 مع ناصر الفهد، الشاملة.
ويقول أيضا:
(أما الكلام فيما شجر بين الصحابة فغلاة السلفية من أكثر الناس اقتحاماً لهذا الباب، ويكفي أن ابن تيمية له ثمان مجلدات في الخوض فيما شجر بين الصحابة لكنه انتصر للطلقاء والبغاة وذم الراشدين وأهل بدر! وهذا الكلام لا أقوله إنشاءاً والغلاة يعرفون هذا جيداً ً.)
ويضيف:
(والكلام فيما شجر بين الصحابة بالأدلة والحق لا إثم فيه ولا محظور ومعظم علماء السنة وغير السنة خاضوا في هذا الباب، فمن خاض بحق أثيب وسلم ومن خاض بباطل أثم وظلم، والإثم والظلم يكثر في الكلام بالباطل، الذي يردده هؤلاء، فهم يجب عليهم الإمساك لعدم تمكنهم من معرفة الحق ولا يجب على غيرهم ممن يعرف ذلك، بل بيان الحقائق التاريخية واجب، وعليه عمل المسلمين على مر العصور، وقراءة التاريخ لهؤلاء مفيد لهم إن أنصفوا وتركوا التعصب حتى يتبين لهم وللناس أنهم - أعني الغلاة- متبعون في الأصل لسياسة الملك الأموي العضوض وليس لمنهج الخلفاء الراشدين وإن تشدقوا بذلك.
وليس هناك أمة تستغني عن دراسة تاريخها ومعرفة بدايات وجذور الإنحراف الحضاري سواء ما كان منه سياسياً أو علمياً أو مذهبياً ..الخ) نفس المصدر ص34.
قلتُ: لا أوافقه في تعميم أحكامه عندما يرد على خصومه ويقسو، وإنما أوردت هذا الإقتباس لما فيه من بيان حول ما يتهم به حول الصحابة رضوان الله عليهم والإئمة الأعلام غفر الله لنا ولهم ، قلتُ وهو عندي بريء حتى تثبت إدانته..
سابعا: وتقول : (جعلت إنكاري لطوام المالكي والتي عليها تم تبديعه وتضليله مجرد عويل ولم تكلف نفسك حتى عناء نفيها وأنها مكذوبة عليه !!هكذا النقد العلمي وإلا فلا !!)
قلتُ : فإنكارك على المالكي لم يكن منهجيا وحكمك عليه لم يكن عادلا ورؤيتك معتمة، وغاب عنك الحق والعدل، وقد صرفنا من الوقت ما يقارب شهرا كاملا وأنت تذهب وتجيء دون أن تناقش قضية ونسيت ما التزمت به من قبل (تأصيلا وتقعيدا) وتعد وتخلف في الوعد، بل وكذبت في أقوالك ولججت في خصومتك، واستكثرت ثنائي على الفاروق، واستثار حنقك قولي بأن الفوزان حفظه الله (علامة)، وقد علمت بمقصدي الذي من أجله طلبت محاورتك..
**فأنا لا أرى بأن الشيخ حسن بن فرحان المالكي مبتدعا، في حين أنك وصفته بالمبتدع، الضال، المضل، المأفون،
**ولم أجد في أدلتك طعنا أو سبا لصحابة رسول الله من قبل المالكي بينما وجدته أنت (يطعن )ويهدم أساسات الدين.
**ولم أعثر في نقاشك على دلائل تفيد دفعا لظلم وإحقاقا لحق وإنما إقصاءً ونبزاً وصلفا وعنجهيةً أُثِرَتْ عن العوام والدهماء، في كل زمان على مر العصور.
ثامنا: وتقول: (بما أنك تجهل فلم تقحم نفسك فيما لا تحسنه؟!عجيب !).
قلتُ: بين يديك الآن ثلاث حلقات بينت فيها ما رأيته موافقا للحق ودافعا للظلم والتعسف الممقوت، مع إيماني بأن ادِّعاء الصواب في كل ما ذكرتُه، أمر باطل..ولأني أعلم من نفسي ما لا تعلمه أنت من نفسك : أكرر هنا مقولتي ذاتها من أن بضاعتي مزجاة وعلمي زهيد، بل بائس جدا ، ليس تواضعا والله، بل هي الحقيقة التي أتيقنها وأستطيع الدفاع عنها بكل شجاعة واستبسال.
وكنت أرغب من نقاشي هذا أن تزول بعض الغشاوة التي تراكمت على العيون حتى تنكر الظلم والحيف وتقيم العدل والإنصاف ولو من النفس، فإن عثرت بين أقوالي على حق وعدل فاعلم أن ذلك ما أطلبه وأتحراه، وإن وجدت في بعضها أوكلها ظلما ومينا وباطلا، فاعلم بأن ذلك لم يكن مقصدي ولم أرغبه، وأبرأ إلى الله منه وأتوب من كل أثم وقع مني بجهالة وغير قصد ، أقول إن كان كذلك؟ فليعلم الجميع بأنما هي شقوة غلبت عليّ، ولبَّسَ عليّ في الحق من أعوذ بالله منه، إنه الشيطان الرجيم، فرأيتُ ما فعلتُه حسنا، يحدوني طمع في الأجر والمثوبة، ونصحية مخلص لله ولرسولة ولأمته، مذكِّرا كافة المتابعين بأنني لا أقر الطعن في أصفياء الله وخيرة الأمم والقرون، وأبرأ إلى الله ممن طعن فيهم وثلبهم وانتقص منهم وعابهم وسبهم، مذكرا الجميع بأن الطعن والسب والشتم ومرادفاتها من البهت والفاظ التحقير والإستنقاص والإزدراء كلها تعني الإعتداء والبغي قال تعالى ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )108 الأنعام ، والشاهد (عدوا). وقول أخينا ـ شاء أم أبى ـ يدخل في باب البغي والظلم الذي لا يقره عليه إلا جاهل مثله..ولن يتطاول بالظلم بناء، لا في الدنيا ولا في الآخرة. فأينا أجهل وأظلم؟!.
تاسعا: قولك (نعم هناك كفر دون كفر ونفاق دون نفاق وبدعة دون بدعة ومعصية دون معصية راجع كلام أهل العلم فلست في مقام التعليم هنا رعاك الله)
قلتُ فعبارتي كانت (كفر دون الكفر) وليس (كفر دون كفر) فقد حذفت التعريف بينما كان في تساؤلي مثبتا!! ولن تعرف مكمن النكتة وهذا نقاشك.وأحدنا فعلا يحتاج إلى تأمل في أقوال أهل العلم في فنون شتى.
وفي الختام
أشكر لكم سعة صدوركم لفتح هذا الحوار وما أبديتموه من أريحية وكرم، متمنيا لكم ولموقعكم الجميل هذا مزيدا من التقدم والإزدهار، وأقدم اعتذر عن كافة شتائمي التي حصلتَ شخصيا قسط وفير منها، وكل الأخوة الكرام الذين تداخلت معهم وعلى رأسهم متابع الحوار الأستاذ أبي عاصم وأخينا السيسباني ووعموم الأخوة والأخوات في سوفت وعندالله نلتقي جميعا,,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد بن مسعود الفيفي.
...........
0 التعليقات:
إرسال تعليق