**يا صديقي أدن مني لأبكي قليلا على كتفك الأيسر ..
فأنا أغبط رجالا من شعوب الأرض ..
حينما يدعون شؤون عيونهم تتولى التعبير عن مكنونات صدورهم من الشجون..
لتنهلّ في الهواء الطلق دون أسر الزوايا المعتمة..
فلكم تظاهرتُ بالصلابة الفجة وعدم الضعف والانكسار..
حتى انقضى العمر وذهب تحت وطأة الحزن المكبوت ..
وتمنيت لو أنني بكيت يوما لأبدو رجلا (إنسانا) لا يحفل بإزمات العمر .
يا صديقي : لم أقف يوما في المنتصف..
ولا عبرت عليه..
فأنا متطرف بطبعي ..
إن فتشتَ عني لربما وجدتني عند حواف الأشياء..
أتأهب لبناء الحلم المستحيل التالي..
لكي أتجرع هزيمة أخرى ..
فيما أُحصي ـ بشجاعة منقطعة ـ تفاحات نيوتن تتدحرج أمامي دون أن أدرك ماهية الجاذبية المزعومة..
أحببت كثيرا ياعمرو..
أتعرف العشق؟
إنه كذلك!!
ردائم الفل تأسرني بصدقها ونزاهتها..
هل رأيت رديمة تقارف الكذب يوما؟
إن زهرها يتأنق متشحا البياض ..
فلم تخاتلني بزهر حالك السواد قط..
إنها وفية أيضا تنشر العبق السخي..
وما خذلتني يوما قط بأنفاس تتصدع منها الروح بِدَدا..
فهبني أسير وفائها الأزلي ..
الذي أغراني بالوفاء..
فذهبت أتصنعه لمضاهاتها فحسب..
هل لمتني ياصديقي ؟
عندما شيدت من الرمل قصرا باذخ الشرفات؟
ولونت السديم بطبقة بنفسجية آسرة؟
وكحّلتُ مقلة الفجر بناعمٍ من فتيت الأثمد ؟ ..
قصائدي تشي بأنني من الشعراء ..
وصياغة الحياة بمفردات الشعر تلغي أبعادها طولا وعرضا..
وتبقى الأزمة حيث تضعها بنفسك..
هيا يا صديقي اقترب كي أبكي ..
...............
إيقاعات سحابة |
زوارنا من كل مكان
Loading...
منتصف العمر
تابع إيقاعات سحابة:
إيقاعات سحابة المقالة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق