إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

مؤتمر تعز" ..شؤون وشجون.!!



عند صعودي للحافلة التي ستقلنا إلى جامعة (تعز) أخذت أبحث عن مقعد غير شاغر ، في حين ظل ثلاثة من الأخوة دون مقاعد..أحدهم أصر أن أعمر المقعد الوحيد المتبقي حينما رآني أهم بالمغادرة ، وانتظارالحافلة الثانية ، التي ستقل المجموعة المتبقية من المدعوين للمؤتمر..لقد كان الثلاثة من أهل الدار لذلك ظلوا وقوفا، فأخذت بدعوتهم وجلست بجوار أختين فاضلتين علمت لاحقا أنهما (الدكتورة / أمة الغفور الأمير ) وإلى يسارها (الدكتورة /أمة الملك الثور) كانت الحافلة تغص بعلماء التاريخ في كل تخصص على مرالعصور والأحقاب!! ..فإذاً ..لم يكن في هذه الحافلة إلا مؤرخ عالم!! وأشهد بالله أنني لم أشعر بغربة بين هذا الحشد ..كنت استمع الى حوار يدور على مقربة مني علمت لاحقا أن طرفيه هما الدكتور محمد السلامي استاذ ( التاريخ القديم ) المساعد بجامعة صنعاء وآخر أظنه الدكتور محمد عقلان المحمادي استاذ التاريخ الوسيط بجامعة صنعاء أيضا ، فأدليت بدلوي ـ كعادتي ـ وتساءلت : هل يرافقنا مختص في تاريخ اليمن القديم ؟ فأشاروا ناحية الدكتور الذي كنت أتحدث معه إنه (السلامي) فابتسمت مُرَحِّباً به.. واستأنفت النقاش حول الكشوف الأثرية ، وخاصة ما يتعلق بنصوص المسند السبأي ، لم يكن في هذه الحافلة من موفدي جامعة جازان سوى رئيس الوفد وأمير الركب الدكتورالمؤرخ علي بن حسين الصميلي ، ثم (أنا) المدعو الوحيد من قبله ،..وحينما التفتت إليَّ الدكتورة أمة الغفور تسألني قائلة :
ـ ماهو تخصصك يا دكتور ؟ أبديت اعتراضي على هذا اللقب بعبارة مهذبة وقلت : لستُ دكتورا ..لكني أ حب الدكاترة !..لم نلبث حتى توقفت الحافلة وغادرناها باتجاه قاعة ( 22مايو) المعدة لافتتاح المؤتمر وعقد الجلسة الأولى ..فيما كانت الساعة تشير إلى الثامنة والربع من صباح يوم الأثنين 25/ 5 /2009م الموافق للأول من جمادي الآخرة سنة 1430هـ .
لقد كان صباحا مشرقا ومختلفا حيث محا آثار العناء الذي لحقنا بالأمس ، فقد كان ا نطلاقنا متأخرا نسبيا ، إذ صلينا الظهر بمنفذ الطوال وتأخرنا في إجراءات (التربتك) ولم ننطلق الا الثانية ظهرا وجعلنا غداءنا في قرية (البِدَحْ) ضيوفا على أحد أصدقاء الدكتور علي الذي استقبلنا بحفاوة منقطعة وكرم أصيل.. ثم قدم لنا مائدة تهامية حافلة بما لذّ وطاب من الأطعمة المطهوة بعناية فائقة ..وعند الثالثة عصرا كنا نستأنف الطريق باتجاه مدينة الحديدة الساحلية..عبر مركبة حديثة جدا من نوع (GMC) الوثيرة المريحة.. يقودها صاحبها وأمير الركب الدكتور علي ، بينما أجلس في المقعد الأمامي إلى يمينه مباشرة..وتهامة اليمن تمتد أمامنا بأوديتها الخصبة ومزارعها المخضرة ..تتخللها القرى الصغيرة المتناثرة إلى يسارنا بكثافة واضحة يغلب عليها الطابع الكلاسكي من أكواخ (العشاش) المهندمة (بالمراج) إلى النصف حيث تعن قبابها القشية بتواضع وخجل ينم عن حياة تتسم بالبساطة وقلة التكلف.. وحينما اجتزنا مدينة الحديدة باتجاه الشمال لبعض الوقت ثم عدنا شرقا باتجاه (تعز) ومرة أخرى أمكننا رؤية (العشاش ) على جانبي الطريق جنوبا وشمالا ..كان ذلك قبل أن يغلف الظلام ذلك المشهد التهامي الثري ، ويحجبه عنا بتفاصيلة الغنية بقصة الإنسان اليمني وجديته وتجاوزه كل العقبات بصبر وجلد على مر العصور ..فنجتاز مدينة (المراوعة ) عند غروب الشمس ..ويتباطأ سيرنا بصورة كبيرة ، فالطريق ضيق للغاية وشديد الخطورة لا سيما ومعظم العربات والدرجات النارية التي ترتاده ليلا دون أضواء خلفية ..أما اللوحات التحذيرية والإرشادية فلا وجود لها بتاتا ..بل إن مداخل المدن التهامية تخلو من أي لوحات تدل على اسمائها ناهيك عن عدم توفر التيار الكهربائي العام ..ولعله تصادف مرورنا بمدينة (المراواعة) ومدينة (بيت الفقيه) ومدينة (زبيد) أثناء انقطاع التيار عنها..فقد اجتزنا هذه المدن الثلاث وعشرات القرى الصغيرة ليلا باتجاه مدينة تعز ، بينما كانت هذه المدن غارقة في الظلام الدامس بخلاف ما توفره المولدات الصغيرة من تيار ضئيل ، يلتمع هنا وهناك مصحوبا بضوضاء عالية ، تشنها عشرات المولدات ، التي تعمل في آن واحد ..وعندما اقتربنا من مدينة (تعز) تأكد لنا أن المدينة التي عبرناها قبل ساعة ما هي إلاَّ (زبيد) ..وهنا كنا نشاهد ضواحي مدينة تعز تنعم بضياء بالكهرباء العامة..وعلى مشارفها كان ينتظرنا الأستاذ / أنور المعمري دليلنا إلى الفندق الذي سنقيم فيه خلال أيام المؤتمر في (تعز) التي ولجناها عند العاشرة والنصف ليلا.
2ـ ملمح صباحي لمدينة تعز
استيقظتُ عند السادسة صباحا ، ولم تمض غير لحظات يسيرة حتى انبعثت الحياة في الشوارع الملاصقة للفندق ، يتناهى إلى مسمعي بوضوح ميلاد نهار (تَعِزِّيُّ) الملامح ، يماني الهوية ، عندها انطلقت بحثا عن مصدر الضوضاء الفتية .
وقفت أمام مدخل الفندق مباشرة وأخذت أتفحص المشهد بعناية شديدة ..الشارع أمامي ضيق للغاية ..بالكاد يسمح لعربة واحدة أن تمر دون أن تلحق الأذى بالسيارات المركونة على الجانبين..والملتصقة تماما بالأبنية ذات الطابع المعماري اليمني ..خلتها لا تتجاوز أربعة طوابق في الغالب.. كان الشارع خلوا من المارة إلا من عاملة النظافة التي بدت منهمكة في أداء عملها بكل نشاط وحيوية ..إنها سيدة يمنية أحسبها تخطت الستين عاما..وأمامي إلى اليمين دكانا مفتوحا غادره صاحبه لأمر ماّ فتجاوزته مواصلا السير إلى اليمين حتى ناصية الشارع ومنه انعطفتُ مرة أخرى يمينا ممتطيا الرصيف وقد عمرته حركة السابلة رغم الأجساد التي ماتزال تتوسده وهي تغط في نوم عميق مستغلة ما بقي في جعبة الصبح من برودة وهدوء كاذب .. لقد شعرت بشيء من الحزن والمرارة وأنا أتحاشى مجموعة من الرجال المسنين يفترشون قطعا من الكرتون يأوون إليها في أعقاب الليالي المتخمة حرمانا وبؤسا وشقاءً!! ومع تقلبهم أثناء النوم فإنهم يستيقظون وقد أصبحوا في منأى عن كراتينهم تلك.. أَلاَ إنه لا يصح إلاَّ الصحيح!!..فهاهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء حقيقة لا مجازا ..تستر أجسادهم أسمال رثَّة مهترئة لا تتناسب والقيمة الحقيقية للإنسان.
وفي المطعم المجاور لمراقدهم ، تناولت افطاري المكون من الخبز مع القهوة المرة ..وبينما كنت أتأمل بناءً عظيما يقف على ناصية جبل منيف يطل على مدينة تعز من الجهة الجنوبية الشرقية..عبر بمحاذاتي أحد عمال المطعم ..إنه شاب أنيق ربما في الثلاثين من العمر..فسألته عن ذلك البناء ؟ أجاب : تلك قلعة تعز الأثرية وهي من الشهرة بحيث لا تخفى على الزائر لهذه المدينة..قلت : فإنني غريب عن هذه البلاد ولم يسبق أن رأيتها ..ثم أشرت ناحية الرصيف ، متسائلا عن تلك المجموعة النائمة ؟ فابتسم الرجل وقال : سترى على شاكلتهم أعدادا لا تحصى إذا قدِّر لك أن تطوف بأرصفة شوارع المدينة إنهم مجانين..قلتُ : فهؤلاء أغلبهم من المجانين الذين غادروا مواطنهم الأصلية وأصبحوا في جملة المشردين بلا مأوى أورعاية صحية..لا أحد يسأل عنهم أو يلتفت لهم أو يحدب على شيخوختهم .. والحكومة اليمنية تضطلع بأعباء جسيمة ، وقد أبلت بلاءً حسنا في كثير من الجوانب المتعلقة بالتنمية ، لكنها في ذلك كله تتكئ على المعونات الدولية في تصديها لقوائم طويلة من المتطلبات الملحَّة ..ومازال الكثير منها غائبا أوعديم الفاعلية كالمؤسسات الإجتماعية المؤهلة للقيام بدورها الحيوي ومنه رعاية هذه الفئة البائسة..إن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الشعب اليمني لا يمكن التنصل عنها وخاصة منهم الأشقاء العرب ، وفي مقدمتهم دول الخليج ، التي ما انفكت تسهم في بناء اليمن ، وتقف إلى جانب الشعب اليمني ..غير أن الفتق أعيا على الراقع من جهة ، ومن جهة أخرى : فإن الوضع القائم يتطلب مزيدا من البذل والسخاء ، أو قل هو الواجب الذي تتحتمه أواصرالأخوة ، ووشائج القربى .

من وحي تعز...!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"تعزٌّ" بقلـب الأرض للفكـر موئـلُ
وقلبٌ بروض المجد يزهـو ويرفـلُ

"تعزٌّ" علـى جيـد الزمـان قـلادة
وإكليـل مـجـد "بالسعيدة"مـاثـلُ

"تعزُّ" المدى الغافي بأحضان ربـوة
من العشـق لا تسلـو ولا تتملمـلُ

شمـارخ "صبرٍ"جللـتـك مهـابـة
وأولتك مـا نـال الكريـم المبجـلُ

وأبلى جديد الدهرمن عصر"مُكْـرِبٍ"
وأقيـالُ ذي "سَمْعِيَّ"عنـه تحولـوا

ومر به عصر "الرسولـي" ومضـة
كما لاح في كف"الجُراتـي" صيقـلُ

فقـام بـه التوحيـد دِينًـا ودُنْـيـة
وغار من التشطير ما كـان يُنهـلُ

"تعزٌّ" جرى في سنـة الكـون إنـه:
(على قدر أهل الفضل تأتي الفضائلُ)

وتأتيـك أفـذاذ العقـول مواكـبـا
فتسموا بها ـمن راحتيك ـالشمائـلُ

ضربتَ لهم في ساحة العلم موعـدا
فكـان لقـاءً بالجـوى يتسـربـلُ

"تعزٌّ"لقد أجرى بـك القـوم أنهـرا
وفاضت ينابيـعٌ وجاشـت مناهـلُ

وأذكيت روح البحث في كل جهبـذ
فأمَّـتْ زُرافـاتٍ وخَفَّـتْ رواحـلُ

سيبقى نميرالماء في الأرض كامنـا
ويخفـى إذا لـم تفترعـه الدلائـلُ

متى مـا رأيـت العلـم هـم لأمـة
فقل: هاهمو عزُّوا ، وهبُّوا، وأقبلـوا

كأفقـال عـلانٍ تـجـود غـلالـه
غذاها وأنماها مـن المـزن هاطـلُ


0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::