إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

الإحالة في (صقيع) للقاصة شيمة الشمري.



صقيع :
نهض من نومه ليلا، لاحظ الفراغ الذي يشاطره الفراش، بحث عنها، وجدها في حالة تلبس علمي، صفعها ومزق أحشاء(الكتاب)، أخذها من يدها إلى السرير، هناك اعتذر لها، تودد إليها؛ فخيم الصقيع على الغرفة.

وقبل أن ألج إلى النص وددت أن أسجل هنا احتفائي الخاص بالقاصة المبدعة شيمة الشمري وهي تنطلق في رحاب القصة القصيرة جدا لتشكل علامة بارزة.. وصوتا مميزا لفت الإنتباه رغم حداثة التجربة
التي احتوتها الباكورة الأولى تحت عنوان "ربما غدا" الصادرة عن نادي الدمام الأدبي .
وفي الحقيقة لم أعثر على مجموعتها هذه حتى الآن، وإنما سبق أن اطلعت على الكثير من نصوصها القصصية المنشورة هنا وهناك وبعض مما كتب عنها ومن بين هؤلاء الدكتور عاطف بهجات الذي قال عن المجموعة : " جاءت هذه القصص على هيئة لقطات متتابعة لترسم مشهدًا واحدًا، هو علاقة الرجل بالمرأة، وهي جدلية تشكل هاجسًا إنسانيًّا عند طرفيها على حد سواء."
والقاصة شيمة الشمري تنتمي للمدرسة الكلاسيكية ذات النص المفتوح أو هو السهل الممتنع ..ولعلي سألتقي بالمجموعة في تناول عما قريب حال توفرها بإذن الله، وهنا آثرت أن استعرض واحدا من نصوصها المنتمية لذات المدرسة بعنوان "صقيع" وهو البوابة الأولى ولافتة الرسالة وجانب غير يسير من مضمونها.
والصقيع الذي هو أقسى حالات البرودة القاتلة لاخضرار النبت وألق الزهر وتلاشي عبث الفراشات الملونة، وغياب تغريد الطيور، وتقهقر عربدة الحياة والجمال حول النهر، بل وصخب المدن .. كل هذه التفاصيل يحيلها وجود الصقيع إلى غياب.. والعنوان جاء للتعبير عن برودة المشاعر واتصافها بعدم الثبات والاضطراد.. تماما كما يفعل الصقيع بالماء فيحيله إلى تركيب هش يحمل في ذاته الاستعداد على التحول حينما تتوفر له المحفزات، كهذا الزوج تماما الذي قد يتحول تحت إلحاح المعرفة والتنوير والنص يحتوي إحالات متعدة منها :
الأولى وتتجه إلى مصادر الثقافة التي أخذت تتسع وتحيط تفاصيل حياتنا اليومية لتتراوح بين مقروء ومرئي ومسموع، يأتي ذلك على المستوى الإعلامي العام..بينما تظل تلك الطفرة العلمية التي تجتاح شعوب الأرض تتخذ دائرة أقرب وأقوى فيتكرس وجودها على هيئة مناهج مفروضة لا بد من إنجازها في زمن محدود معلوم، وهو الأمر الذي دفع بالبطلة إلى التسلل من فراش الزوج لتنجز فرضا ماّ،
مصادر الثقافة المتاحة هذه قد تضبط المرأة بها متلبسة، كما كان الحال بالنسبة للكتاب مما يجعل الإحالة تمتد وتتشعب وتأخذ بعدا قويا يفرض نفسه على القاصة فاستحال نصا يسجل لقطة ماثلة من مجتمع بعينه..
الإحالة الثانية تذهب مباشرة إلى النسق الثقافي الذي ينتمي إليه الزوج وترصد ردة فعله حينما يعثر على شريكته (البطلة) "في حالة تلبس" كما أثبته النص وهذه العبارة تختصر الرؤية والحكم من جانبه تبعا لمحمولاته السابقة فتصبح "حالة تلبس علمي" كوصف يطابق المشهد المرئي من جانبه للزوجة المنزوية هناك في خلوة مع الكتاب ولأنه أمام (حالة) تعقبها إضافة غائبة هي : (شاذة) تستدعي الغضب والحنق وتبرر ثورة الرجل وإعادته الأمور إلى نصابها الطبيعي بحسب رؤيته حينما يصفع الزوجة ويوسع الكتاب قتلا وتمزيقا حتى تندلق منه الأحشاء إذ كان هوالشريك الآخر في صناعة ذلك الجرم المشهود في نظره.
الإحالة الثالثة: وتذهب إلى التودد والاعتذار الذي يعقب جر الزوجة من يدها وسحبها إلى السرير..وبما يفضي إليه ذلك من إحالات متتالية ولكن ما يهمنا هنا هي الأجواء التي غلفت ذلك التودد والإعتذار وتتمثل في صفع الزوجة وتقطيع كتابها، لتبدأ قصة لا يمكننا الإلمام بتفاصيها إذ تبدو شديدة التعقيد..لكنها تدور حول العاطفة والحب الذي لا معنى له أوقيمة من جانب ذلك الزوج ليسدل الستار على دورة الصقيع مرة أخرى فيغلف المكان..
وتظل شيمة الشمري تقدم لنا صورة الرجل إلى جانب المرأة في نسخ موجودة تبرزها كما هي على الحقيقة والواقع وليس بالضرورة أن تكون هذه النسخ غالبة لكنها نماذج حية بيننا وتمثل الواقع المرير بكل أسف ..لا كما اعتقد الدكتور عاطف في قوله بأنها تقدم لنا: " صورة الرجل كما تراه هي، وهي صورة لا تمثل الواقع بقدر ما تجنح إلى الخيال".




0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::