إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

مي زيادة ..


مي زيادة (1886 - 1941)

(الحلقة الأولى)
لا أحد لا يعرف مي إنها أشهر من نار على علم.. وقد احترت كيف تكون البداية ؟.. أمن قصتها, الإنسانية أم من حياتها الأدبية ,الحقيقة هناك الكثير الكثير من المحاور التي تقف أمامي وتغريني بالدوارن والتصدي لها في هذه الأيقونة التى تلج بي نحو عالم ثري للغاية ,كتبت قبل أكثر من عام مسودة ولكني لم أوافق عليها فهي والله لاتليق بمقام من كتبت فيه .مقامه ووزنه في الأدب,, ولكني أخيرا قررت أن أكتب على سجيتي.. ودون تكلف!!.
لقد ألف حول مي الكتب والقصص والسير والمقالات وتحدث عنها من عرفها ومن لم يعرفها إنها فاتنة الشعراء وملهمة الأدباء أحبها بل عشقها عظماء عصرها ولكن أحدا منهم لم يفز بها؟؟!!
هل كانت مي زيادة ضحية الرجال؟ فلم تعرف استقرارا ولم تعرف هدوء ,,هل تشظى قلبها ,,هل مزقه كثرة العابرين أو الفارين اليه,؟؟ لا أحد يعلم هل جنى عليها كل من عشقها؟ وتألم من عشقه لها وصرح بذلك ,, هل جنى على مي قلمها وعقلها وروحها الخفيفة وجمالها الفتان؟؟؟؟ لا أعلم!! ولا أعلم حقيقة فيم سنبحث هنا بكل دقة ..ولكن دعونا نبحث عن الضحية.. فهناك مراسلات كثيرة يمكن للقارئ الحصول عليها من كتب الأدب ..بينها وبين الكثيرين ممن عاصرها اخترت منها ما كان بينها وبين جبران خليل جبران ...............
1- من مي إلى جبران
11 آذار 1925
صديقي جبران
لقد توزع في المساء بريد أوروبة وأمريكة , وهو الثاني من نوعه في هذا الأسبوع , وقد فشل أملي بأن تصلني فيه كلمة منك . نعم إني تلقيت منك في الأسبوع الماضي بطاقة عليها وجه القديسة حنة الجميل , ولكن هل تكفي الكلمة الواحدة على صورة تقوم مقام سكوت شهر كامل ...لا أريد أن تكتب إلي إلا عندما تشعر بحاجة إلى ذلك أو عندما تنيلك الكتابة سرورا , ولكن أليس من الطبيعي أن أشرئب إلى أخبارك كلما دار موزع البريد على الصناديق يفرغ فيها جعبته ! .. أيمكن أن أرى الطوابع البريدية من مختلف البلدان على الرسائل , حتى طوابع الولايات المتحدة وعلى بعضها اسم نيويورك واضح , فلا أذكر صديقي ولا أصبو إلى مشاهدة خط يده ولمس قرطاسه ... ولتحمل إليك رقعتي هذه عواطفي فتخفف من كآبتك إن كنت كئيبا , وتواسيك إن كنت في حاجة إلى المواساة , ولتقوك إذا كنت عاكفا على عمل ولتزد في رغدك وانشراحك إذا كنت منشرحا سعيدا .
مي زيادة


ونتساءل .. من هو الفارس الذي فاز بقلب مي؟ من بين أولائك العظماء الشعراء الأذكياء النخبة؟ هل هو الشاعر جبران خليل جبران ؟ هل كان أنطوان الجميل ؟ هل هو العقاد ؟ هل هو ولي الدين يكن ؟ هل كان مصطفى صادق الرافعي ؟ أم خليل مطران ؟ هل كان أحمد لطفي السيد؟ أم أمرير الشعراء أحمد شوقي ؟ أم الشيخ مصطفى عبد الرازق ؟, هل كان الدكتور طه حسين ؟
يقول أحمد شوقي وقد دهته الحيرة وأخذ منه الافتتان بمي كل مأخذ كأديبة ومفكرة وحواء فاتنه:
أسائل خاطري عما سباني *** أحسن الخلق أم حسن البيان ؟
رأيت تنافس الحسنين فيها *** كأنهما لمية عاشقان
إذا نطقت صبا عقلي إليها *** وإن بسمت إليّ صبا جناني
أم ان شبابها راث لشيبي *** وما أوهى زماني من كياني

هذا أمير الشعراء يشكو من حسن البيان وهو أبوه وصانعه ويقول إن نطقت وإن تبسمت...فبالله كيف هذا النطق وكيف ذاك التبسم؟ لاشك انه السحر!!!؟؟ وفيها أيضا يقول الشاعر إسماعيل صبري:
روحي على بعض دور الحي حائمة *** كظامئ الطير حواماً على الماء
إن لم أمتع بمي ناظري غداً *** أنكرت صبحك يا يوم الثلاثاء
وهل نلومه؟؟
ماهو ذنبه؟؟؟
إنها مي زيادة.....إذا نطقت سحرت وإن سكتت فتنت....هذا هو ذنبه!!
عودة إلى رد الرسالة...
من جبران إلى مي:

9 شباط 1919

لقد أعادت رسائلك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها مركبا إثر مركب .. تلك الأشباح التي ما ثار البركان في أوروبا حتى انزوت محتجة بالسكوت , وما أعمق ذلك السكوت وما أطوله ! .
هل تعلمين يا صديقتي بأني كنت أجد في حديثنا المتقطع التعزية والأنس والطمأنينة , وهل تعلمين بأني كنت أقول لذاتي , هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا , قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ووقفت في قدس الأقداس فعرفت السر العلوي الذي اتخذه جبابرة الصباح ثم اتخذت بلادي بلادا لها وقومي قوما لها .
هل تعلمين بأني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كما وردت على رسالة منك ولو علمت لما انقطعت عن الكتابة إلي , وربما علمت فانقطعت وهذا لا يخلو من أصالة الرأي والحكمة .
التوقيع/ جبران خليل جبران .
نعم إنها صبية ليست كالصبايا.. في سن الرابعة عشر من عمرها دخلت ماري مدرسة للراهبات في عينطورة بلبنان ولابد أن هذا الظرف قد جعلها تنطوي وتنغلق على نفسها ,,أعني الأجواء القاسية في مدرسة الترهبن ,العزلة وقسوة تعاليم الراهبات على فتاة في مقتبل عمرها أيضا؛ وكان فيه تدريب قاس على مقاومة النفس والسيطرة على هواها وكبحها؛ وهذا ما يبدوا واضحا عليها طوال حياتها فهي لم تنسق ولم وتنزلق في هاوية العشق والاستسلام للرغبة ...رغم كل العظماء الذين قاومتهم من أدباء وشعراء ومشاهير وساسة والذين كانوا يخطبون ودها ولا ينفكون يتقربون لها ويعتكفون في صالونها الذي يعقد كل ليلة ثلاثاء ..لا أحد يتحلف عنه أويقاطعه أو يتأخر عن الحضوره.
أجادت ماري إلياس زيادة عدة لغات منها الإيطالية والفرنسية والإنجليزية واليونانية وكذلك العربية؛ وكانت مفكرة موهوبة على جانب كبير من الذكاء , وقد الفت عدة كتب بعدة لغات والحقيقة انها كانت ساحرة في كل شئ عقلها وحديثها حظرتها وشخصيتها..بعث جبران خليل جبران من المهجر في امريكا بكلمة لتلقى في حفل تكريم الاديب الكبير خليل مطران.. والتي أقيمت في الجامعة المصرية في ابريل عام 1913 بمناسبة الإنعام عليه بالوسام المجيدي الثالث ..
كان مقررا أن يلقها أديب ما ولكن الصدفة أو هكذا اتفق أن تلقيها الآنسة الصغيرة ماري زيادة..التي كان عمرها آن ذاك 23عاما , قرأت مي كلمة جبران بإسلوب جعل من كل كلمة نبضة تطرق قلوب مستمعيها ,وسيطرت على عقولهم وقيل أن من حضروا جميعاً خرجوا من الإحتفال لا يذكرون إلا اسماً واحداً هو " مي " صاحبة الصوت العذب والإلقاء المعبر, والفكر الرصين العميق وخصوصا في تعقيبها على كلمة جبران خليل جبران بعد أن انتهت منها .
وقيل إن الجميع ما انفكوا يسألون ويستفسرون عن هذه الأديبة الشابة .. التي تتمتع بجمال الشكل وجمال الروح .. وروعة العقل وعذوبة الصوت معاً!!.لقد فتنتهم وبهرتهم ثم تشاء الأقدار أن تعقد صالونها كل ليلة ثلاثاء ليحضره النخبة وكلنا يعلم من هم أولائك النخبة ونعلم كيف أنهم وقعوا في هواها جميعا!! فعشقوها جميعا .
فلماذا؟ وكيف ؟ ومن هم بالنسبة لها؟
في البحث عن الضحية لابد أن نتحلى بالجرأة لتعيينه علما بذاته ونميط اللثام عن هويته!!.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::