إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

قراءة في قصة "رجل ٌظلٌ " للكاتبة الإماراتية فاطمة اللامي1ـ2

عندما يتم تجاهل المرجعية العادلة:

قلوب القوارير في ضوء الثقافة القبلية لمعشرالذكور..!!

الحلقة الأولى

حينما عثرت على هذا النص صدفة، لم يساوني أدني شك في أن كاتبته روائية أو قاصة إماراتية لامعة، مما جعلني أواصل الركض خلف الإحالات المتعددة، لأمحو جهلي الذريع ، وغيابي المحزن عن المشهد الثقافي الإماراتي بصفة خاصة.. يأتي ذلك رغم متابعتي المتقطّعة للكاتبة الصحفية الساخرة فاطمة اللامي، صاحبة الزاوية الأسبوعية "مدو وجزر" بصحيفة الإتحاد الإماراتية، ويالسروري حين تأكد لي بأن القاصة الخليجية اللامعة فاطمة اللامي، لم تكن إلا الكاتبة الساخرة فاطمة اللامي، فأثمر التنقيب عن ثلاثة نصوص، وانتابني شعور بالأسى لعدم عثوري على المزيد، لكن ذلك لم ينل من عزيمتي نحو المضي في تناول هذا النص؛ طالما كان مستقلا بذاته؛ ولست في معرض دراسة التجربة القصصية لهذه الكاتبة.

وبناءً عليه فإن ما أقوم به هنا قد لا يخرج عن فضيلتين إن شاء الله:

الأولى : أن أكون بهذا قد سرت على أثر من سبقوني في تناول نصوصها بالنقد، والإشارة، والإشادة، والتقريض.

الثانية : أن أكون في طليعة من تستوقفهم فاطمة اللامي كقاصة من طراز فخم، فألج التاريخ من بوابتها المشرعة نحو الخلود.

وللنص بواباته أيضا والرئيسية هنا : "رجلٌ ظلٌ " هكذا دون تكلف أو إغراق، مبتعدا عن السوريالية متعددة القراءات، وذلك من أجل الولوج السهل، والانسياب الناعم إلى خطاب النص عموما، الذي نجده يسير بشكل أفقي على هيئة دوائر مَوْجِيّة، في حين يظهر الخطاب الخاص بصورته النخبوية المعتادة في خط مستقيم.

والعنوان مستوحى من المثل الشعبي الشهير لدى الأخوة المصريين " ظل راجل ولا ظل حيطة " لمن ألقتها أقدارها للاقتران برجل زهيد النفع، خامل الذكر، قليل الحيلة والتدبير!، فيتنامى السرد من ذلك الواقع الممض للبطلة وهي سيدة عاملة تجد نفسها فريسة الإهمال والتهميش من قبل الزوج "الظل". ومن هذه البيئة المتأزمة، يكرّ شريط الأمس الذي تستحضره بطلة القصة قادما عن طريق السارد (القاصة) وهي تلج بنا إلى النص بقولها : " تمَنّتْهُ عندما كانت فراشات من نور، وأزهار “نُوَيّر” تداعب العمر "، وهنا يشكل الفعل ( تَمَنّتْهُ ) بوابة ثانية للنص، بما يحيل إليه من زمكانية مفترضة.

وإذا كان في التمني هروب من والواقع المكفهر، وإطلاق لرغباتنا المكبوتة. فإن بطلة القصة هنا قد تجاوزت تلك المرحلة وبدأت تدرك تماما مالم تكن تدركه قبلا، وإنه " بالإمكان الغرق في جزر حتى هذا العمق!.. وأنّ بعض الأحلام ستبقى أحلاماً غير مشروعة، وبأنّ التنازل الأول هو المفتاح الأول لتنازلات قادمة"، و " أنّ النساء وسيلة مُثلى يمكن استخدامها لتكفير الذنوب ومسح الخطايا، أو تقديمهن كقرابين للآلهة للعفو أو للصفح أو للتبّرك"

هكذا تبدو الصورة في عيني المرأة وهي تعيش جفافا عاطفيا من قبل "الرجل الظل" الذي لم يحسن قراءتها الوجدانية كما ينبغي، لتنهمر التساؤلات باحثة عن إجابة، على غرار: "هل يمكن للمرأة فعلاً أن تعيش بلا حب دون أن تتآمر على فطرتها؟!". و"هل الحب ترف، وحاجة يمكن التخلص والتحرر منها، أو الاستغناء عنها من دون ألم متى شئنا؟!"

ونجد براعة القاصة في توظيف الرمز من خلال استحضار رواية “المخطوط القرمزي” للروائي الإسباني أنطونيو غالا..بما تمثله من القيم التي تتمحور حولها..متراوحة بين الصراع التاريخي كحدث تقوم عليه الرواية من جهة ، والعاطفة من جهة أخرى كقيمة سامية, تلخصها الرواية في مقولة : بالحب وحده تنتصر الإنسانية، وليس من الصعب اكتشاف الإسقاط الذي تشكلة الرواية على البطلة وما يحيطها من إحالات..إذ كانت مأساتها تبدو أزلية وموغلة في أعماق التاريخ..ومن خلال الانثيال المتسارع لتشخيص المشكلة التي تحاصر البطلة (المرأة) ، نجدها تبدأ بالقول: (..إنه ليس بالماء فقط يمكن التطهر) وهذه العبارة تنطلق من حقيقة ثقافية واجتماعية تشكل من خلالها الوعي لكثير من المجتمعات الشرقية وخاصة الصحراوية منها، فيما يتعلق بقضية الشرف و" العار" وغسل العار الذي يتمحور حول المرأة وأخلاقياتها..وهنا نكتشف بأن المرأة إن حملت بين جنبيها شرفا فإنه ليس لها وإنما لقومها، وكأن المرأة في هذه المجتمعات البدائية حين تنآى عما يخدش عفافها؛ فلا تفعل ذلك من أجلها وإنما من أجل قومها، ووقوعها في الإثم، لا يطهره الماء وإنما دمها في الغالب، كل ذلك من خلال تداعي القناعات التي بدأت تؤمن بها البطلة أخيرا حينما أردفت : (..وإن النساء وسيلة مُثلى يمكن استخدامها لتكفيرالذنوب، ومسح الخطايا، وتقديمهن كقرابين للآلهة؛ للعفو، للصفح، للتبّرك!)..ولن نندهش لقولها: ( وتقديمهن كقرابين للآلهة ) حين نفتش ثقافتنا تجاه المرأة خصوصا التعبدية منها، كحسن القيام عليها بالمعروف الذي يأتي مرضاة للرب، وتقربا إليه، وطلبا لمغفرته..وإنما المؤسف قلة أهل الطاعة وندرتهم الذين يعاشرون زوجاتهم كقرابين طاعة خالصة.

ومن هذا المنطلق لا نجدها تعثر على المواساة إلا في منطقية أقوال الحكماء والفلاسفة، وهي تقرأ رواية "المخطوط القرمزي" وكأنّ غالا يعرفها، وتعمّد أن يُرسل لها تلك الكلمات بين طيات روايته ليقول لها: "سيدتي!: تقليص الحاجات من أجل تقليص العذابات التي يُكلف إشباعها كثيراً، وهكذا توصلتُ إلى أنّ الأشياء التي أحتاجُها صارت قليلة، لأن السعادة يا “صديقتي” ليست في أن نملك وإنما في ألاّ نحتاج!"..وأسلوب القاصة فاطمة اللامي لا يترك خيارا آخر للمتلقي بل كأنها تأخذ زمام المبادرة وتقدم قراءة لمقاطع النص حتى تتأكد بأن رسالتها وصلت كما ينبغي ..انظر إليها وهي تعلق على ما عثرت عليه من حكمة أثناء مطالعتها للرواية حين تقول : " تلقفت كلماته وقفزت تبحث عن ورقة وقلم لتدوّن تلك “الوصفة” السحرية، كانت تحرص على حفظها كأورادها اليومية، في مثل تلك الالتقاطات، أو “الوصفات” " كانت تجدها جرعات متقطعة، لكنها مناسبة من المواساة، لها قوة المسكنات، تجد فيها الكثير مما لم يسعفها الوقت لإدراكه، أو تجريبه لتتجاوز به آلآم تسرّب الأحلام"..ويشفع للقاصة هنا أن رسالتها أفقية موجيّة كما تقدم ولن تضمن تماما إيصالها إلا بهذه الطريقة من المباشرة، والتدخل أحيانا في تقديم قراءة مقتضبة، كما رأينا.. أومن خلال التساؤلات المتكررة التي قد يعتبرها البعض مُثْقِلَةٌ للنص..أما من ناحيتي فأجدها إملاءات لها ما يبررها، وهي تدفع بالنص إلى هذا الطريق. لتحتشد الأسئلة : " أيمكن لتلك العبارات أن يكون لها فعل المخدر على المدى البعيد؟!، لترتسم كمؤشر بوصلة يوجهها للالتفات نحو وجهات مجهولة، قد تشغلها عن الاستغراق في التفكير في ما فقدته من أحلام وأمنيات، لوقف جريمة الاستمراء في استنزاف العمر، بالكف عن التنظير والبحث في مجاهيل مغرقة في العبثية، كأن تبحث مثلاً عن صيغة تُعرّف بك، أو تحدد موقعك في هذه الحياة!، هل يمكن للمرأة فعلاً أن تعيش بلا حب دونما أن تتآمر على فطرتها؟!. هل يصبح من السهل عليها في وقت ما التنازل عن أحلامها؟، وهل من العدل أن تكون تلك التضحية فقط لوجود قصور في الطرف الآخر؟!".

إن هذه التساؤلات لم يفرضها السياق، بل فرضتها رسالة النص عموما، إذ أننا بتأمل الجملة الاستفهامية التي أتخمت النص، سنجدها ذات فاعلية ملحّة في خلق المحفزات الذهنية، للركض خلف إجابات منطقية..بحيث يشكل المتلقي جزءً مهما في منظومة الحل، بدفعه لإيجاد النص الغائب، الذي يتوارى خلف الاستفهامات..يضاف إلى ذلك؛ تكريس الاستفهام، وهنا تولد فاعلية أخرى؛ تشير إلى ( نص استفهامي )..نص يبحث عن حل لمشكلة ما، وهكذا يكون مجيء التساؤلات على هذا النحو الطاغي في مصلحة النص.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::