إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

سلطنة القَزَعَة .. مجرد أسطورة !.







عبر هذا الخبر المثير خرجت علينا صحيفة فيفاء أون لاين ، بأسطورة (سلطنة القزعة) ونعتتها بـ " قلعة السلاطين قديماً و حاضرا"، فرأيت لزاما عليّ توضيح عدد من النقاط المتعلقة بهذه الأسطورة :

أولا: لنتأمل المعطيات التي بني عليها الخبر.!!.
1ـ منطقة أثرية.
2ـ تعود للقرن السابع الهجري.
3ـ قلعة تسمى قلعة السلاطين قديما وحاضرا.
4ـ وجد فيها قبل فترة قطع أثرية تؤكد ذلك.
وأقول : لا صحة لشيء مما ذكر أعلاه، وإنما هي تدليسات وأكاذيب، وأوهام معشعشة في ذهنية كاتب الخبر ليس إلا .. وهي تشبه تماما اسطورة سلطان القزعة، وتركض في مضمارها.

ثانيا: سلطنة القزعة ، عنوان يصنّف في مثيولوجيا الشعوب، ومحله كتب القَصص، والأساطير، والخرافات، فلا سلطنة هناك ولا سلاطين، حتى يلج الجمل من سَم الخياط، والتاريخ بكل مصادره الشفهية والمدونة، اعتبر هذه السلطنة مجرد "سالفة" مكانها الأسطورة ولا تصح في التاريخ، وها هو في موسوعته يوردها أستاذنا مؤرخ فيفاء، حسن بن جابر الحكمي، في قسم القصص، ص(328 ـ331) حين لم يكن لها علاقة بتاريخ فيفاء، الذي عقد له فصلا مستقلا تحت عنوان فيفاء عبر التاريخ ص (68ـ125) . ومن البديهي جدا أن لا يكون لهذه الأسطورة علاقة بالأثر كما سنرى لاحقا، وهو يتبرأ منها ، كما تبرّأ قبله التاريخ .

ثالثا: الدكتور فيصل الطميحي مدير الآثار والمتاحف بمنطقة جازان قال في هذا الصدد :
(لقد زرتُ الموقع الذي قيل بأنه أثري في سفح فيفاء ثلاث مرات متتالية، وفي الحقيقة لم أشاهد أي شواخص أو أطلال لحصن البتة، رغم العثور على كسر من الخزف الملون في محيط القَزَعة يعود تاريخها إلى حوالي القرن السابع الهجري، إلا أن ذلك لا يعد سببا كافيا لاعتباره موقعا أثريا يجب تسويره، طالما وقد خلا من أي تفاصيل ذات قيمة تاريخية تتسم بالخصوصية .. أما القصبات والأبنية المستديرة التي تنتشر بكثافة في المناطق الجبلية بشكلها المستدير، فإنها تنتمي إلى التراث المعمراني لمنطقة جازان) انتهى بنصه.
قلت: بدأت تتفكك وتنحل العقد حول المزاعم التي وردت في الخبر المنشور ومنها القطع الأثرية التي قيل أنها تؤكد قيام سلطنة في القزعة، واتضح أنها كسر خزفية، لا تحيل إلى عاصمة، فإذن ليس التاج الذهبي لسلطان القزعة، أو القراب المرصع بالكهرمان لسيفه، أما الخزف حتى عهد قريب، فهو الآنية المستخدمة في الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، وسنعثر على كسر منه في كل لقفة من فيفاء، طالما كانت مأهولة من آلاف السنين، لكنه في الغالب لا يحيلنا إلى حضارات أمم سالفة، بمقدار ما يعطينا فكرة عن الحقبة التاريخية التي وجد الانسان فيها بتلك النقطة من الأرض. ألم أقل لكم ؟.

رابعا : ابن آل كاملة جدّ متأخر جدا، أواخر القرن الثاني عشر عند المبالغة، ولا ريب إنه كان على قدر وفير من الشجاعة، والبطولة، والإقدام، مما منح خيال الحكواتيين مجالا خصبا لوضع الأساطير وعزوها لبطولاته، بحيث وصلت إلينا حكايات مماثلة، كلها تدور في ذات الفلك.

خامسا: حفظت لنا الأسطورة اسم البطل (حسن .. ابن آل كاملة ) كما جرت بذلك العادة، لكنها أغفلت اسم السلطان لتنعته بـ (سلطان امقزعة) هكذا إمعانا في التنكير، كذلك أغفلت أساطير فيفاء كل ما يتعلق بأخبار هذا السلطان وسلطنته المزعومة من نفوذ وفتوحات وأثر، مما يعني أنه لا سلطان هناك ولا سلطنة.

سادسا : فحوى الأسطورة، في منتهى القبح، ولا تصح في السياق الخرافي، فضلا عن صحتها في السياقات الأخرى ومنها التاريخي ( الآثاري). وفي الحقائق التاريخية الثابتة، ما تعتزّ به فيفاء وأبنائها، وتتشرف به، وتتطاول تيها وفخرا، وفي ذلك غنى عن التنقيب في حواشي الخزعبلات والسوالف عن كل فاقرة لا تضيف لفيفاء وأنسابها إلا الألم، على أنه لا يمكننا التنصل عن التاريخ، لمجرد إيلامه، أو تحاشي قبوله لما يحتويه من خسائر فادحة، بل نسلم به طائعين طالما كان هو التاريخ.

ثامنا : في تراثنا الكثير من الأساطير التي يمكن التعلق بأهدابها، وفيها الكثير من المجد ومما ( يُبيض الوجه ) ـ على الأقل ـ عند التباهي به وذكره، كسالفة ( امحم عقيصاء الذي ركب الغمام ، أو برقان الذي أمسك الصاعقة، ونسج منها قدّوما نجر بها صخرة "الحقواء" حتى استطاعت الأبقار أن ترتاد حيادها، ليس ذلك فحسب بل ثقب صخرة "الخاشة" وجعلها خِزانة لمعداته الخرافية، فهل ما فعله يعد في الآثار؟. بالتأكيد.. ولكن الأسطورة نشأت وترعرعت في أمة تعتقد بأن الصاعقة عبارة عن قطعة حديد حامية، قد تقع في غدير بارد فينالها ذو حظ عظيم وإلا لما لاقت رواجا.

تاسعا : يبدو والله ولي العلم أن الخبر الذي نشرته فيفاء أون لاين لم يكن القصد منه كشف النقاب عن موقع أثري وسلطنة ضاربة في أعماق التاريخ، وزيطة وزمبليطة، لكني عجزت كغيري عن التكهن بالغاية منه، فلم أتبين مقصده حتى اللحظة. إنما أمر محير أن تولد مدينة أثرية ذات قلاع وحصون وسلاطين في الماضي والحاضر .. تأملو قليلا في كلمة الحاضر . أن تولد هكذا فجأة ودون مقدمات، ولا يعلم عنها شيئا سوى ذلك المحرر الذي قام بصياغة الخبر، ونشره ولعل ذلك المحرر المسكين لا يعلم مغبة فعلته الشنعاء، وهي التدليس والتزوير والكذب على الله ورسوله والمؤمنين، حين زعم بوجود سلطنة تاريخية تم اكتشاف قلاعها وحصونها وآثارها في دمنة امقزعة، بحقو فيفاء.
فمن أين له ذلك ؟.
ـــــ

هناك تعليقان (2):

  1. اعتقد بانه لا أحد يهتم بمثل هذا الخبر
    او بما كتبة من تهجم على محرر الخبر

    اراك اتعبت قلمك الأدبي في تفنيد خبر صحفي اثري تراثي بعيد كل البعد عن تخصصك .

    لماذا نخوض في كل علم وفن ؟
    ما المانع ان نؤمن بالتخصص فقط , ونركز عليه ؟

    تحيه برائحة قهوة الصباح الباكر ..

    ردحذف
  2. لماذا نخوض في كل علم وفن ؟

    أهلا وسهلا بك..
    لا أجد طرحي قد شذ عن اهتمامي الأصل (الأدبي)، الذي يعتبر التاريخ والآثار عنوانا فرعيا ضمن القائمة، لما فيه من الفنون الإبداعية الإنسانية، ولذلك جعل التاريخ والآثار قسما من كليات الآداب عند أهل الأرض.
    شكرا لك.

    ردحذف

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::