إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

قبائل فيفا اليهنوية الخولانية 11

11

ما بعد الرحلة


دائما قيل : "كفى المرء نبلا أن تعد معايبه"، وقد التزمت دوما تجاوز المحاسن التي هي أصل في العلم إلى الخلل الذي لا يمكن التغاضي عنه وهو الطارئ على العلم، والأجدر بالناقد أن يشير لمواطن الضعف أولا ثم يتجاوزها إلى مواطن القوة والجمال، وهذا المنهج لستُ فيه بدء وقد درج عليه الكثيرون من أرباب النقد .. وإذا كان من السهل حصر العيوب في بحث "الاستقصاء" فإنه من العسير استعراض محاسنه في مساحات لن تكون ضيقة مع ضعف الهمة وتضعضع العزيمة وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن باب الأمانة والإخلاص أدعو المؤلف إلى إعادة تنقيح بحثه وفق منهجية واستراتيجية علمية اكثر رصانة، وليس بالضرورة أبدا أن يكون وفقا لما قلت فلا أدعو لنفسي وافكاري أبدا وإنما وفق المنهجية الخاصة بدراسة التاريخ والأنساب، وتلك أمنية كل محب حتى يخرج البحث بشكل أروع وأعمق بما يخلص إليه من نتائج، وسيسعد المنصفون بكل تعديل منهجي علمي حتى ولو كان مخالفا لرؤيتي مائة وثمانون درجة ذلك لا يهم، بل المنهجية وحدها هي الفيصل .. ومن أساسياتها تخلص الباحث من الأهواء والنزعات والميول العاطفية كي لا تؤثر سلبا على نتائج بحثه فيخرج للناس ذرائع تذهب لدعم رغباته وميوله ، ومعه تنكب سبل البحث من المناهج العلمية والحرص الشديد، والحياد التام، فلا يوجد عمل بشري كامل، ذلك محال، ولا ندعي أن كتابا بشريا أو بحثا يخلو من عيب أو نقص، حتى عمل الناقد ومنها هذه الحلقات التي قرأت فيها "الاستقصاء" فلا أعدها في القول الفصل، ولا تخلو من العيوب والنقص ويبقى الكمال لله، وكل ما نقوله ونكتبه عرضة للنقد والتعديل والتصحيح إلى ما شاء الله .
وكنت فيما مضى من حلقات أعرض ما رأيته جانب الصواب، ولم أداهن أو أمالئ الصديق الكريم والأخ الفاضل على حساب العلم والمعرفة والمنهجية والضبط والتحقيق، فسميت الأشياء بأسمائها، سالكا في ذلك منهج نقد الرواية والرواة عند أهل الجرح والتعديل وجعلتها أداة لا أتجاوزها أو أعدوها إلى غيرها ما استطعت وذلك هو البغي والظلم والحيف، فتجردت للنهوض بهذه المهمة ما وسعني التجرد والحياد، حفاظا على العدالة وصونا لها من أن يقتحمها من لا يحسن مقاربتها، قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) آية (58) النساء . ومحاولة مني لتدارك الضعف فقد اجتهدت في المذاكرة، وراجعت منطلقات أحكامي، وعدلتُ مقالاتي مرات عدة بعد تسليمها للصحيفة الناشرة وأزعجت رؤساء التحرير في كل من الشقيقتين فيفاء أون لاين وفيفاء نيوز ، حتى فاض بهم الكيل واكتفت فيفاء أون لاين بنشر النسخة ما قبل التعديل الأخير من الحلقة السادسة ونشرت فيفاء نيوز النسخة الأصلية
ولهذا جاءت مختلفة، كل ذلك من أجل أن تكون الأقرب للصواب.. وكانت هذه الرحلة التي استغرقت تسع حلقات طوفنا فيها عوالم كتاب " الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء" لمؤلفه الشيخ الفاضل أبو عبدالله حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي أمد الله في عمره وخلع عليه أثواب الصحة والعافية ونفع بعلمه، وجعل جهده وبذله في موازين حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون، وهو رجل جاد ومثابر عرفته مهتما بكل ما يتعلق بفيفا وتاريخها، ووجدته باحثا شغوفا بالمطالعة والتحصيل في شتى المعارف، يتمتع بدماثة الخلق وطيب المعشر، رجلٌ أعدُّه من أبناء فيفا المخلصين، وكتابة التاريخ أكثر حساسية من غيرها، وقد ولَّى عهد الانحطاط الفكري إلى غير رجعة بمشيئة الله، وأصبح النقد والمتابعة شريكا فاعلا في الحركة الفكرية التي يشهدها عالمنا العربي.
بقي النقد محايدا منذ انطلاقة النهضة الأدبية والفكرية التي امتدت إلى المملكة في ستينات القرن الميلادي المنصرم رغم النشاط في حركة التأليف والنشر المتصاعد بشكل واضح إلا أنه ظل متقوقعا على نفسه، وبقيت المؤلفات في التاريخ والجغرافيا والأنساب في منآى عن التناول النقدي إلا بعد وفاة أصحابها، وذلك من شأنه تكريس ما حررته ولهجت به في أذهان الجيل ، وتحاشي المعاصرين لتقويم النتاج الفكري لمعاصريهم يزيد من تفاقم ضعفه، فبقيت ثقافة النقد مغيبة غير مدركة، وكيف يمكن استيعابها والحال هكذا؟، ووالله لو كان والدي أو ولدي أو شقيقي من ألَّف وخلط الأوراق في مصنف علمي متداول لتصديت له وتابعته وبينت ما أعلمه من خطل منهجه، وقد سكت القوم عن زيف بعضهم حتى إذا أصبح المؤلف من أصحاب القبور نهض النقد من مرقده بالنقد لتناول نتاجه ولكن بعد فوات الأوان، حيث تكون المعلومة قد ترسخت في الأذهان وأصبحت من المسلمات لدى الجيل، والسكوت عن الزلل سبب في استمرائه، ولو سألني سائل عن الدوافع الحقيقية لما أقوم به من نقد للمعاصرين؟ وهذا يخالف ما اعتاده الناس منذ زمن الإنحطاط الفكري؟ لقلتُ: لا سبب سوى عشقي للمعرفة، وللمعلومة الصادقة، التي يسوءني رؤيتها مشوهة شمطاء مكفهرة .. لا أحد ينصرها أو يدافع عنها في زمن الفساد، ولن يسألك الله عما جهلته من العلم مثلما سيسألك عما علمتَه وكتَمتَه ولم تبينه للناس، وذلك هو دافعي الذي يشعرني بالرضى سواء كنت فيه مخطئأ أم مصيبا؛ لا يهم، والأعمال بمقاصدها، ليس لي في ذلك أي مردود مادي أو معنوي، وليس هناك من يدعمني أو يحرضني أو يناصرني إلا الله ثم ضمير المعرفة، ولا أنتظر ثوابا غير ثواب الله ورضاه.. ومن هذا المنطلق كنت أرحل مع كتاب "الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء" غير متجاهل الروابط التي تجمعني مع مؤلفه الفاضل الصديق الوفي الشيخ حسن بن جابر شريف الذي كانت له معي وقفة مشرفة لايمكن نسيانها مطلقا حينما زارني في منزلي بجازان قبل عدة سنوات ومازال جميله يطوق عنقي ما حييت فأثابه الله وأجزل عطاءه لقاء بره بي ومساندتي، وليست لي أية بحوث في الأنساب أو التاريخ، لفيفا أو غيرها، وقد كنت ألفت قديما [لمحة تاريخية أدبية عن فيفا] وتم فسحه، لكني وزعت نسخته مصورة وأخي حسن لديه نسخة منه عديمة الفائدة كما أشار وقد والله صدق، لقد كان طموح الشباب ورغبتي حينها أن أكون في قائمة المؤلفين، لكني عدلت عن هذه الفكرة نهائيا، ومازلت أحتفظ بها إلى الآن ولعله جاء من أبنائي من يكملها ويطبعها ذات يوم متى تيسر ذلك، أما أنا فقط فلا ، وهذه رسالة للدهماء خصوصا: [بإنه لا دوافع من حسد أو غيرة أوسواها هي التي أملت رحلتي مع الاستقصاء البتة] قلتُ : ومناهج البحث العلمي متاحة لمن شاء أن يتصدى للبحث والتأليف، وعليه أولا أن يحصر المشكلة، ثم يدرسها جيدا ويضع الفرضيات لحلها وهو مالم يتحقق في الاستقصاء الذي أوجد مشكلة حقيقية قائمة، حين تصدى لموضوع لا يعد في الإشكالات وإنما في المسلمات وأمر النسب حكمه التواتر، لقد خلق مبحثه مشكلة لا يمكن السكوت عنها أو تجاوزها في ظل منهج متضعضع واهن لم يخضع لنقد الباحث أولاً، فارتضى له أن يخرج على هذا النحو من التضارب فجاء يلعن بعضه بعضا .
نعم أحفظ لأخي الشيخ حسن بن جابر كافة حقوقه كاملة لا أبخسه شيئا بمشيئة الله، كما أحفظ للعلم حقوقه فلا أبخسه شيئا، ولن يلزمني أحدٌ بالتغاضي والسكوت عن حق العلم، وخصوصا حين تردني الأسئلة والاستفسارات مارأيك بما قاله فلان في تاريخ فيفا؟، ولو لم أكن ممن يسألون في هذا الصدد لما بينت حكمي، والغريب أن يأتي من يطالبني بالسكوت .
وهنا آثرت أن أنوه ببعض منهجيات الباحث وأولها : تبني الشك بغض النظر عن تفريطه فيه وتوظيفه الخاطئ إلا أنه لافت للنظر كفعل يحمد لأجله الكاتب، ولن يعد تناوله نقدا ما لم يشك في المعطيات الماثلة كحافز ومحرض على الانطلاق والتنقيب عن الحقائق المستيقنة، وهكذا نجد المباحث الناجحة التي يكتب لها الخلود دائما تمنح الشك براحا أكثر اتساعا ضمن معادلاتها الساعية إلى اليقين، وهو المنهج الذي يمنح الباحث قدرا كبيرا من الشجاعة والحرية والاستقلالية بغض النظر عن النتائج التي يتحكم فيها المنهج ، فخرج كتاب " الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء" بأحكام وفرضيات جديدة مثيرة للجدل لم تكن لترى النور لولا ذلك المبدأ الذي أتقنه المؤلف وهو يتعامل مع موضوع مكرور لا جديد فيه، وقد يكون الشطط مدعاة لطلب القسط .
ثانيا : منهج الاستقصاء في حفظ الأنساب .
إنها الخطوة الثانية بعد شيخنا ومؤرخنا الأسنى القاضي المبجل علي بن قاسم بن سلمان الفيفي، خطوة ستحسب لصاحب "الاستقصاء" وبها سيذكره التاريخ ما دام هذا الجزء النبيل من ساق الغراب : جبل فيفا وقمته المنيفة العبسية، وبلاد بلغازي وقمتها الشامخة صماد، وجبال بني مالك بقمتها السامقة طلان . خطوته إلى التوسع في ذكر الأسماء المعاصرة، ولن يعيبه كونه اعتمد على ماسبق تدوينه من قبل الشيخ على بن قاسم ومتابعته في نقل الأخطاء كما وردت في المنهل قبل اربعة عقود لن يعيبه ذلك حين اتخذه أساسا في التوسع لسلاسل الأنساب على هذا النحو الذي قد يراه البعض إسهابا لانفع فيه، ولاشك أنني وددت أن تكون الأنساب في عشرة أجزاء فتلك هي القيمة العالية التي ستبقي "الاستقصاء" حيا آلاف السنين .. هذا الحشد والشمول من المؤلف سيكون نواة لحفظ أنساب فيفا حتى انتهاء الزمان، وسجلا ومرجعا ثم مصدرا حين تتعاقب الأمم وتتوالى الأعصر . فأخذ الكاتب على عاتقه إشباع هذا العنوان واستقصى كما لم يُسبَق إلى ذلك في تاريخ فيفا، ووعد أن يحقق ذلك يقينا ففعل ووفى بما وعد، وسيستدرك ما فاته من النسب ويعدل قوائم الأسماء والسلاسل الخاطئة ويرجع إلى تنويهات القراء فالمشروع مشروعه وإن كان جليلا وشاقا إلا أنه له أهل وكفؤ نسأل الله له التوفيق والسداد لاستدراك ما يستوجب الاستدراك، وبخروج الطبعة الثانية منه سيتعزز خلوده وسيبقى فذا كقمة العبسية لا ينال من تطاولها تعاقب الأيام تماما كما سيبقى ذكر مؤلفه في أذهان الأجيال المتعاقبة من أبناء فيفا وهو معاصرنا الشيخ حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي أطال الله في عمره علما من أعلام فيفا ورمزا من مفاخرها العظام .
ثالثا : المنهج الجغرافي الذي التزمه الباحث عندما نَصِفُ كتابا بالنفاسة فإننا نقصد استيعابه عزيز المعارف، ونادر المعلومات، ونعده مصدرا لها، ومن يمعن النظر في كتاب "الاستقصاء" يجد ذلك جليا حيث احتشد بالمعلومات الجغرافية العزيزة عن فيفا بصورة شاملة ودقيقة مستفيدا ممن سبقه فجمع وأوعى وأخرج مرجعا بحق في هذا الجانب لا يضاهيه مرجع سابق عن فيفا، فلم تخلو صفحة من صفحاته من معلومة تتعلق بنسب أو قصة أو حادثة أو إحالة طريفة تتعلق بفيفا .. والمؤلف سيستغني بالتأكيد عن الكثير من الحواشي الموسوعية الخارجة عن موضوع الكتاب في الطبعات القادمة ليكون بعدها أنفس ما أُلِّفَ عن هذا الجزء من ساق الغراب، ولعله قد يستغني عن اللون الأحمر فيما يخص أبيات الشعر، ويتخلص من تاريخ مذحج وأنسابها لعدم العلاقة بقبائل فيفا اليهنوية الخولانية .. كما أنه سيهتم بالعزو والاقتباس بشكل يرتقي به إلى مصاف البحوث المحكمة والرسائل العلمية .. والمؤلف وفقه الله حينما تأخر في إصدار الكتاب كل هذه السنين التي كما أشار في المقدمة فإنما كان يحشد ويستوعب ويضيف بغض النظر عن الخطأ والصواب والصدق والكذب الذي سيعسى إلى تخليص الكتاب من أوزارها في طبعاته القادمة ليزداد نفاسة وقوة وخلودا .
المتابعين الكرام باسمكم جميعا أتوجه بخالص الشكر والتقدير لابن فيفا البار الشيخ حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي لقاء ما بذله من الجهد والوقت ليخرج عملا لا ينكر أهميته إلا جاهل جحود، والكمال لله وحده، ونصيحة أبوية لكل الباحثين الشباب من أبناء فيفا هواة التاريخ والأنساب الاهتمام بالأبحاث التي من شأنها أن تسد ثغرة تاريخية مجهولة متكئين على معطيات التكنولوجيا الحديثة، وبهذه المناسبة أهديكم هذا العنوان الذي ذكّرني به أخي عبدالله وهو: ( جبل فيفا في العصر الحجري) خذوهُ واشتغلوا به حتى يخلص تماما وستنهال عليكم العناوين تباعا..
وامتناني أخيرا لمؤلف الاستقصاء الذي أتاح لنا فرصة الحوار والمذاكرة فيما يخص فيفا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::