إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

قبائل فيفا اليهنوية الخولانية 10



10
سراة جنب التي هي اليوم (سراة عبيدة) سلسلة جبلية بطول 70 كيلو مترا أفقي أما فيفا فجبل مستقل يبلغ طوله الأفقي حوالي 14 كيلومترا في عرض يترواح من 7 كيلو مترات إلى 9 لكن المؤلف أسماه سراة .. وأضاف لها فيفا لتكون (سراة فيفا) وما حد أحسن من حد !! .
قلتُ : من قرأ كتاب (الاستقصاء لتاريخ فيفاء) سيعثر على جملة من المآخذ المتعددة ولا يسلم منها المؤلف مهما تكلفنا له الأعذار، ومنها : الاجتهاد فيما لا محل فيه للاجتهاد، كموضوع انتساب قبائل فيفا إلى هانئ بن خولان بن عامر. فالمؤلف مستيقن تماما من مسألة تواتر هذا النسب، ويعلم تمام العلم أن ذلك ترويه أجيالٌ عن أجيال تماما كما تروي قبيلة الأشراف نسبها، واحتشدت أشعارهم بهذه (اليهنوية) ثم (الخولانية) ، وفي القاعدة الفقهية ( لا جتهاد مع النص ) ، ولم يختلف العارفون في نسب قبائل فيفا ، مطلقا لم يحدث اختلاف ، وكلهم على يهنويتها الخولانية ومع ذلك قال :  ( إلا أني أختلف معهم [يقصد من سبقه في ذكر نسب قبائل فيفا] في بعض وجهات النظر حول نقاط معينة ، أهمها النسب لأهميته، وهي اجتهاد شخصي مني كمعالجة لجزئية مهمة من تاريخنا وتاريخ المنطقة مبني على أساس ثابت من أدب المناقشة والدلائل والقرائن الثابتة) ج1ص13 .
 وتأمل مرة أخرى هذه العبارة : ( وهي اجتهاد شخصي مني كمعالجة لجزئية مهمة من تاريخنا وتاريخ المنطقة مبني على أساس ثابت من أدب المناقشة والدلائل والقرائن الثابتة ) .
قلتُ : الضمير ( هي ) عائد للنقاط المعينة، أما كلمة (مبني ) فتعود على (اجتهاد) ، بحيث جاء الاجتهاد (على أساس ثابت)، ولننظر مدى مطابقة هذه العبارة للحق والواقع، فالأساس الثابت الذي يوجب الاجتهاد نلخصه في التالي :
أولا : (خفاء الحكم) ، ومسألة النسب إلى هانئ بن خولان غير خافية في قبائل فيفا ، وقد ذكر اشتهار ذلك صراحة لكنه أرجعه إلى الذهول والنسيان [ ستجد ذلك مفصلا في الحلقة الخامسة من هذه السلسة وناقشناه باستفاضة ] .
ثانيا : (تضارب الأقوال داخل فيفا حول النسب)، وهذا ما لم يحدث منذ استقرت أصول تلك القبائل في جبل فيفا ونمت وازدهرت من عصور ما قبل الإسلام إلى يومنا هذا والأول يروي للاحق انتماءهم لخولان بن عامر عن طريق الفرع هانئ بن خولان .
ثالثا : (تضارب الأقوال حول النسب من خارج فيفا) ، وهذا لم يحدث مطلقا بين قبائل خولان بداعيتيها (الفرودي) و (اليهنوي ) أو بين (شعشع) و (العَلْيَيْن) أو ( صحار ) سحار (وجماعة) ، فكل هذه الشعوب تعلم انتساب فيفا إلى هانئ بن خولان .
رابعا : (التضارب في نصوص الوثائق والأعراف حول انتمائها) وهذا لم يرد بتاتا في أي وثيقة كانت، فهي أي قبائل فيفا تبرم معاهداتها وأعرافها وأسلافها النصية مع القبائل الأخرى على أساس الانتماء والنسب الذي تعرف به ونصت عليه الوثائق لقبائل هانئ بن خولان بن عامر على الدوام ، أو قبائل خولان عموما .
فإذن : لا أساس ثابت يزعمه المؤلف أو يدعيه ليكون دافعا لاقصاء قبائل فيفا عن (هانئ) ثم عن (خولان بن عامر)، بل جاء بالغول والعنقاء دون مبررات منهجية علمية، أو منطقية عقلية جدلية .ثم لننظر العبارة التي تلتها وهي قوله : ( أدب المناقشة)  .
قلتُ : يقصد بهذه العبارة : حق الباحث في تناول ما يرى أهمية بحثه ونقاشه ، ولا بأس فذلك حق مكفول للعلم والبحث ، شريطة أن يوجد المشكلة أولا ، وهو مالم يقم به إما لجهل منه وهو المرجح، أو لتجاهل أملته اغراءات حظوظ النفس المختلفة، وهو أمر متوقع، ولأن المشكلة غائبة تماما ولايمكن التكهن بها أهي فقهية تعود للإرث؟، أم منهجية شرعية تعود للأعراف والأسلاف القبلية المتفق عليها؟ أم تقسيم قبلي جديد لا
ينظر للأصول والأنساب، اخترعه المؤلف على أسس سياسية بحتة؟ إذا ما أخذنا في الاعتبار أن قبائل سراة جنب المذحجية شمال قحطان تقع في الأراضي السعودية ومشيختها سعودية ، بينما غالب خولان بزعامتها القبلية وشمل مشيختها في أبناء (مقيت) شمال شرق صعدة باليمن .. فالمؤلف لم يوجد المشكلة التي دعته إلى خلط الأوراق، والعلم لا بد أن يناقش ما يتعرض له ولا يغيب جذر المشكلة أو يركَبُها هكذا دون سرجٍ أو زمام، والعلم سيتصدى له ويسأله : ( أنّى لك هذا )؟.         
وتحت عنوان منهج الكتاب قال المؤلف : ( بذلتُ جهودا مرهقة من البحث في المصادر، والمراجع، والتقصي، والمتابعة، لاستنباط الحقائق من بين أطناب الشوائب والاجتهادات، وإعادتها إلى مسارها الصحيح حتى نقدم لأجيالنا مرجعا من جذورنا التي تضرب في عمق التاريخ ) ج1 ص17 .
قلتُهو يسمي ما فعل استنباطا للحقائق من شوائب الاجتهادات ، وأنا أسميه كذبا صريحا وتلفيقا وخرفعة محموم ، والخوف من الولاءات القبلية لا محل له في العقيدة الوطنية لأبناء فيفا حيث تتلاشى كل الولاءات في حضرة الوطن ، وليس هناك ما يدعو إلى صناعة رابطة قبلية على أرض الوطن وهدم الروابط القبلية والأنساب خوفا من انتمائها إلى خارج الوطن ، وقد ظل هذا القسم اليهنوي الخولاني على الوفاء بالعهد لأرضه ووطنه وولاة أمره منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وإلى اليوم وستظل ، وليس هناك من داع إلى فصلهم عن جذرور نسبهم بالكذب والهلس ولا يشكل ذلك هاجسا لدى الدولة، ونصف قبائل جنوب الجزيرة العربية فروع من قبائل يمنية كبرى ولا ينتظر المسؤولون في دولتنا الرشيدة من أحد أبناء تلك القبائل التبرأ من نسبه وإنكار جذوره لينال زلفى ، فمن لا خير فيه لماضيه كان من باب أولى أن لا يكون فيه خير لحاضره ومستقبله سواء أكان من يام الحاشدية أو هانئ الخولانية أو فرود الخولانية أو ودعان أو آل جابر أو غيرها.
ثم كيف نقرأ التراث وفق عاطفة مذحجية؟ وقد تركنا مؤلف الاستقصاء هكذا بين عاطفتين ولم يقدم خطة أو مقترحا لمواجهة اليهنوية الخولانية التي يضج بها مورثنا الأدبي، من أخبار قبائل، ومواثيق ، وأسلاف، حين قال بأن قبائل فيفا مذحجية انتسبت خطأً لخولان بعد أن نسيت جدها الحقيقي الذي هو مذحج!!، وبهذا يكون تراثنا من الشعر والقصة والخبر بحاجة لقراءة أخرى تتفق مع المحمولات الجديدة وتواكبها، من أجل الإبقاء على هذا التراث وعدم التخلص منه بحجة صدوره عن عاطفة ضالة، تحزن لفقيد لا صلة لها به، وتمجد امة أخرى وتعتقدأنها تمجد نفسها..وتغضب على أبناء عمومتها وهي لا تعلم انها إنما تغضب على ذاتها، وتهجو ابن عمها ولا تعلم إنما تهجو نفسها، وتعادي جيرانها وتتحالف ضدهم وهي لا تدرك غنما كانت تتحالف مع الغرباء ضد نفسها، أمة ترثي فقيد مذحج على أنه من خولان، وهذه العاطفة الضالة كان سببها نسيان أبيها وجدها، والذهول عنهما كما أفادنا مؤلف كتاب "الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء" وهنا مرثية لأحد الشعراء المعاصرين لنقرأ بعض ما جاء فيها على سبيل التمثيل، قال الشاعر :
سبحان رب العرش ذا يحكم بما يريد // خولان بِنْ عامر فـِ ظلمة تبكي امردود
                                 يا مَكْثَرَ الأسف
سالم على ميداننا قـِ دِّلِيَ اللحود //وابن علم يحيى فـِ فيفا باب من حديد
وقوله :
الله انا سالك تيجب النصر للحفيد // عثوان قلب اليهنوي ومروح الوريد

تم نفلها بتصرف اقتضاه المقام من موقع بني مالك على الشبكة الألكترونية،وهي طويلة ولم يُذكر قائلها إلا أن مناسبتها تؤكد حداثتها وهي رثاء الشيخ سالم العثواني وشيخ فيفا حسن بن علي اخترت منها للنشر ما تعوزه قراءة أخرى تسير في الركب الجديد، فهذه العاطفة الجياشة ستكون لمذحج وفقا للاستقصاء تم صرفها خطأً لخولان، وهذا الحزن والأسف والثكل إنما هو في مذحج وفقا للاستقصاء لا في خولان، وسنواجه هذا التضارب في العاطفة بمنهجية الباحث حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي، وهي [الشطب]، ولا شيء آخر فنشطب الجد (خولان بن عامر) من الشطر الثاني لكي تستقيم العاطفة في النص وتتوجه وجهتها الصحيحة فيصبح بعد الشطب : [ رجال بِنْ مذحج فـِ ظلمة تبكي امردود]، إنما قد نقع في إشكالية بسيطة وهي كون الشيخ سالم امعثواني رحمه الله ليس من ردود مذحج وإنما من ردود خولان وفي هذه الحالة يتوجب علينا السير مع "الاستقصاء" لنعيد العاطفة مجراها الصحيح فنذهب لـ [شطب] خولان واستئصاله من الأنساب كما استأصلناه من النصوص ونحرق الجزء الأول من الإكليل الذي خصصه الهمداني لأنساب خولان . ثم نجعل بدلا عنه مذحج فيصبح امعثواني من ردود مذحج حين لا وجود لشيء اسمه خولان . لكن ذلك أيضا سيفتح ثغرة بسيطة إنما يمكن تلافيها بسهولة ويسر، وتتمثل في بقاء قضاعة على خارطة الأنساب بما ينتمي إليه من أعلام في جاهلية وإسلام، ذروتهم أنصار خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، مع إصرار التراث الإسلامي على ذكرهم وإيراد نسبهم، وما علينا في هذه الحالة إلا أن نجمع كتب الأنساب التي أتت على ذكر قضاعة أوترجمت لأبنائه من تاريخ خليفة بن خياط، إلى كتاب الاستيعاب لابن عبد البر، وما تلاه من كتب الرجال، مرورا بسير أعلام النبلاء للذهبي، وميزان الاعتدال له، ثم لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، وجميع موسوعات التراجم على رأسها كتاب الأعلام لخير الدين الزركلي، فنحشدها أجمع ونحرقها من أجل بقاء مذحج، وحين يأتي من يحتج علينا أن حِمْيَر كان له ولد اسمه قضاعة وقد اختفي من خارصة أنساب العرب سنة 2012م متزامنا مع ظهور مصنفٍ اسمه "الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء" عندها لزمنا أن نجمع كل المصادر التي تذكر قوما اسمهم (حِمْيَرْ) ونحرقها ونتخلص منها، فلو نجم شخص يدعي أنه افتقد أبناء سبأ بن يشجب ، عمدنا فورا إلى المصادر التي تذكره فنؤججها ونتأكد أنها [خَفِتَت] تماما .. فإن تجرأ أحدُ وتساءل مابال قحطان بن عابر ضاع واحدٌ من فروعه؟ .. عمدنا إلى جميع المصادر التي تأتي على ذكره فأحرقناها في كومة واحدة .. وحين أخذت ألسنة اللهب تتصاعد تذكرنا أننا بهذا قد محونا مذحج من الوجود بينما كان هدفنا الأساس هو محو خولان بن عمرو بن قضاعة لا سواه، فإن استنقذنا بعض المصادر حفاظا على مذحج فقد أحيينا ذكر خولان ولابد . وإن تركنا النار تواصل مهمتها فقد أزلنا مذحج لا محالة . وكأنه يلزمنا لتغيير حقيقة تاريخية ثابتة أن نضرم النار في التراث العربي والإسلامي على مر العصور، ونهدم سلسلة الأنساب أجمع ونشطبها حتى لو كان ذلك التغيير في بيت من الشعر الشعبي الملحون .. أما الثمن فهو تذحيج قبائل فيفا وشطب نسبها إلى خولان. هل رأيتم استحالة العبث بالأنساب ؟ وهذا ما لم يكن يدركه مؤلف كتاب الاستقصاء ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::