زال الشباب ولاح الشيـب فـي اللمـم
ولازمتنـي همـوم قـط لـم تــرمِ
فاندب معي ناضر الأيـام قـد ذهبـت
ما شأنها هكـذا كالطيـف فـي حلـم
أيام في جانـب (المـرواح) أذكرهـا
وفي (المُقَمعَـل) ياكـم طفـت بالغنـم
حتى إذا ما شويهاتـي اشتكـت ظمـأ
يممت( ريسان) عنـد الجـدول الشبـم
حيث الينابيـع تجـري فـي جداولهـا
رقراقـة تتهـادى فـي حمـى الأكـم
وحولنا الروض يزهـو حيـن باكـره
بالأمس غيث همـى مـن وابـل رزم
والطير يشدو على الأغصان في جـذل
يمـجـد الله بالترتـيـل والـنـغـم
أو الظبـاء التـي تـرتـاده طـفـلا
أوانـس عصـم يصـدرن لـلأطـم
وفي الروابي لدى( المبدى) كم انتثرت
سحائـب الدمـع مـن عينـيّ كالديـم
أشكو لك ما أقاسـي لوعـة وجـوى
فتضحكيـن وأنـتِ تسفكيـن دمــي
كأنـك مـا علمـتِ بالـذي فعـلـت
عيناك في خافقـي المرهـون بالسقـم
يـا جانـب (الشـط )آه كـم بجانبـه
تقطعت مهجتـي مـن لافـح الضـرم
سكبت فيه الصبا حتـى انتشـى ثمـلا
واخضر فـي جانبيـه يابـس النشـم
فلتذكري وقفتـي عنـد الأصيـل بـه
ونظرتـي لغـة تغنـي عـن الكـلـم
فتقبليـن وفيـكِ الـشـوق أجمـعـه
والشوق يجتاحني كالسيل فـي العـرم
فنقطـف الزهـر لا لهـوا ولا لعبـا
ونجمـع العشـب لا للشـاء والنـعـم
لكـن إذا مـا رآنـا بعـض حاسدنـا
رأى صغيرين فـوق الشـك والتهـم
عودي فما زلت أحيا فـوق صخرتـه
يسومنـي البعـد ألوانـا مـن الألـم
عشرون عاما طواها الأمس وانصرمت
أصغي متى سوف تدنو خطـوة القـدم
عـودي إلـيّ ولا تخشـي مقولتـهـم
شيخان قد خرفا مـن سطـوة الهـرم
حفر الباطن /1410هـ
حفر الباطن /1410هـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق