بسم الله الرحمن الرحيم
أماه: سلام من الله عليك ورحمة منه وبركات..
ها أنا أتخطى عتبة الخمسين..
الإبن الثالث بين أبنائك يصارع أعباء الستينات وآلامها..
فأسأل الله أن يمتعك بالصحة والعافية وأن يختم لنا جميعا بخير..
أماه: لتعلمي أنك الأهم بين أوراق ولدك/ محمد بن مسعود الفيفي..
يشهد الله على ذلك..
ولم تكن ورقة مطوية أو مؤجلة ضمن ما انطوى واحتبس من شعري أونثري إلى حين!! ..
وصحيح أنك لاتحسنين القراءة أو الكتابة إلا من أربعة أحرف هم أ ب ت ث..!!
تلهج بهم أناملك كلما عنت سانحة من قلم أوطلاء لتزدان جنبات الكوخ العتيق بشيء من تلك الخربشات..أب ت ث!!دون زيادة أونقصان..
فعارضت طمسها لتظل شاهدا
-بعد عمر مديد -
على مرور امرأة عظيمة ذات يوم من هناك..
تدعى عافية بنت سلمان جبران الفيفي..
هي أنتي يا أماه.. ..أقول فعلا...
لاتحسنين فك الحرف..
غير أن ذلك لم يكن ذريعة حتى لايسيل مدادي برسالة إليك..
أسوة بابنتك مريم .. في مواسم القحط والجفاف..
فقد تعلمت منها عدم التسويف والمماطلة!!
أماه: لقد كانت رسالتها تلك هدية بمناسبة عودتي الى الحياة مرة أخرى..
مفاجأة سرتني حد البكاء!.. رغم أنها قديمة..
وسبق نشرها..لكن التوقيت كان مختلفا..
وفضلت أن يكون ردي برسالة إليك..
علها تفعل مافعلته رسالتها إلي..
أما المناسبة فهي عودتي إليك مبتسما..
لأكتب المزيد من إملاءاتك النادرة.
.وأكتشف المزيد من أسرار لهجتنا الأثرية..
فلقد كنت أماه سببا في إماطة اللثام عن غامضها دون قصد..
مفرداتك التي لم يصبها التلوث..
هي المعين الثر الذي نهل منه البحث المعروف ب(الكشف عن القواعد في اللهجات العربية القديمة) حدثتك عنه..
واعترفت لأهل الفضل بفضلهم..
أماه لن أسرد معاناتك وأبي أيام السغب والغصص!!
فقد نثرتها في عمل روائي عنوانه(أناشيد الرعاة) أهديته لثلاثة ..
كنتي أولهم أماه...
أمي الغالية:
لا يوجد في هذا الكون هدية تعبر عن مقدارحبي لك..فأهديها...
غير دعائي ربي جل وعلا.. أن يجزيك الجنة ..
وحتى نلتقي ..الله يرضى عليك ياأماه!!
(ولدك محمد)
0 التعليقات:
إرسال تعليق