-كنت أتوقع أن تكون الرجل الذي انتهرني بالأمس؟؟...
-(..........)-
نعم...نعم...معك حق ، فأنا لم أكن مهذبا كما ينبغي.. لكن أتراني هذا الصباح أستطيع مقابلته؟
-(..........)..
وبتلقائية متطرفة...قفزت باتجاه الرجل الآخر الذي بدا عالقا في أتون تداعيات لم تزل تصادر وقته وتستوطن كل المساحات الممنوحة للتفاعل مع مايدور خارج الذات..
إنني لا محالة أقف أمام شخص (موتور) حقا..فالتعليمات لا تنص على خلق ابتسامة مفتعلة يعلقها فوق شفتيه كل صباح..
تقدمت نحوه بحرص شديد.. (وبكلمات مخنوقة)
-يا أخ..لوسمحت.. ممكن أقابل ال...؟ (مشيرا بإصبعي نحو الباب الذي مازال مغلقا إلى هذه اللحظة)..
-(...........).بدأت تساورني الشكوك ويستبد بي القلق..حتى صوتى بدا متهدجا ، وعباراتي تتعثر ببلاهة، لاتخطؤها الآذان العابرة.. تراجعت للوراء ، حتى أسندت ظهري للجدار..ثم أعدت في نفسي ترتيب بعض العبارات المؤثرة ، التي ستذوب لها الأكباد وتتفطر منها الأفئدة!..
لكني تساءلت ماذا لو لازمتني هذه الحالة من التنامي المضطرد لسوء الطالع ؟ أتراني...؟
-صباح الخير.. (يكتفي الجميع بإلقاء نظرة متثاقلة نحو مصدر الصوت)
وها هو يلج بخطوات هادئة محاولا التوغل حيث أقف تماما..وجهه كان شاحبا يضج بالإنهزام ويفيض بالألم...
أعود لتنسيق العبارات...
ماذا لو نظمت قصيدة ؟أليست أبلغ وقعا من النثر ؟
ثم... عدلت عن هذه الفكرة الشائكة.....الباب في الجهة المقابلة مايزال مغلقا حتى هذه اللحظه..
والمزيد من الناس تتقاطر الى حيث نقف تماما..
وفجأة أصبح المكان يضيق بشده..الأصوات أخذت تتنامى..
تعلو..العبارات اختلطت..
لم تعد مفهومة!!..لغط..ضجيح..صراخ..... ....
تساقطت الأشياء لتدوسها الأقدام..
ألفاظي المنمقة سقطت هي الأخرى ضمن الأشياء..
تلاشت تحت الأقدام المعروقة لتلفظ أنفاسها الطاهرة إلى جانب ملف علاقي متواضع!!.
(2007)
0 التعليقات:
إرسال تعليق