الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده أما بعد فهناك من يحب الإصطياد في الماء العكر دون أن يعرف السبب!! العكر لايشف عن ما بداخله فتظل النتائج مجهولة!! إن هذه الأسرة السعودية المالكة وفقها الله قد تجرد ملوكها من ألقابهم من باب المبالغة في الخضوع والإنكسارفي حضرة النبوة.. فالملك الراحل فهد بن عبد العزيز يرحمه الله أعلن من طيبة مدينة المصطفي صلى الله عليه وسلم أن اللقب الذي يحب أن يتلقب به ويشرفه أن يحمله هو: خادم الحرمين الشريفين!! لم يعلل ذلك لكن دلالته واضح في التوقيت والمكان.. إنه التواضع الجم لمقام النبي الأكرم سيد الأولين والآخرين!!ومن بعده الملك عبد الله بن عبدالعزيز وفقه الله فقد حمل نفس اللقب..امتنانا وتواضعا لله الذي من عليه وعلى من سبقه بالقيام على مهبط الوحي وأرض المقدسات..لقد تجردوا من القابهم مع أنها ألقاب شرعية لا خلاف فيها لكنهم آثروا ذلك في حضرة النبوة.. اسأل الله أن يرفع بها درجاتهم في عليين!! ومن هذا المنطلق فإنه من المعلوم بالضرورة أن الكعبة المشرفه قبلة المسلمين وحرم الله الآمن و مسجد نبيه وقبره الشريف وكافة المقدسات وأطهر البقاع على وجه المعمورة.. كلها تقع الآن ضمن أراضي المملكة العربية السعودية من فضل الله وتوفيقه وهذا لا يجهله أحد.. ولم يكن ذلك مسوغا لأن ينسب السلف إلى الخلف أوتشتق لهم الصفات والنعوت ونخلع عليهم الجنسيات.. فمابالكم إذا كان خاتم الرسل والأنبياء؟؟ الذي يعلو مقامه عن كل وصف لم يقره..وليس لأحد أن يتجرأ ويقول( ويش فيه من إهانه(؟) إذا وصف بأنه سعودي؟؟نموا إليه فزادوا في الورى شرفا..... ورب أصل لفرع في الفخار نمي..(شوقي)لقد اتصفت الرسالات السابقة بأنها اختصت قوما أوأمة .. لمشيئة الله وعلمه الأزلي بما سيكون..فكان نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاتم الأنبياء والرسل..والقرآن الكريم خاتم الكتب السماوية.. والإسلام خاتم الأديان..ولهذا فإن الخطاب القرآني.. جاء مختلفا عن الخطاب في الكتب السماوية السابقة التي أمتدت اليها يد التحريف..جاء شاملا أمميا.. إنسانيا.. فقال تعالى:(هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)٨٢آل عمران (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذير)٨٢سبأ. (وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا)(هذا بلاغ للناس ولينذرو به)٢٥إبراهيم. (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق..)١٤الزمر..(هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون)٢٠الجاثية..(يابني آدم خذو زينتكم عند كل مسجد..)الأعراف ١٣ (يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) الأعراف ٥٣.. وشواهد الشمولية في الخطاب القرآني أكثر من أن نستقصيها في هذه العجالة.. فأذن هذه رسالة للناس كافة بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم للبشرية كافة..فلا وجود للخطاب القومي أوالعشائري أوالعرقي أوالحدود الجغرافية الضيقة في القرآن فقد جاء ليسمو بالإنسان عن هذه التصنيفات.. وجعل المؤمنين إخوة..فإذن لا يمكن بأي حال تصنيف خاتمة الرسالات وعزوها الى هوية معينة كما يفعل جهلاء الأديان السابقة من قولهم دين العرب !! يقصدون الإسلام..أونبي العرب !!يقصدون نبي البشرية.. تماما كالهوية التي أثيرت هنا.. لقد خلت نعوته وأوصافه صلى الله عليه وعلى آله وسلم في القرآن من أي أشارة لهوية إجتماعية أوانتماء عرقي.. أوجغرافي..فنجد :_قوله تعالى:_ الرسول النبي الأمي... ).. ورسوله النبي الأمي.. )..يا أيها النبي.. الخ .. ونحن نعلم إنه هاشمي قرشي عدناني عربي..ولانكاد نلمح ذلك في نصوص القرآن أو السنة... هل قرأتم الحديث.. (سلمان منا آل البيت.. )؟؟طبعا يقصد سلمان الفارسي..فقضية اللغة -لمن يعتبرها ملمح هوية- لم تقف عائقا أمام سلمان في أن يكون من آل البيت!!؟مقام النبوة أعلى واسمى من أي تصنيف اجتماعي..قال تعالى( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وليس هناك من يجهل مغبة نعت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنعوت لم تصح بنص كتاب أوسنة قال تعالى(ماكان محمد أبا أحد من رجا لكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)٤٠الأحزاب..وقال تعالى( لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا..)الأحزاب..٥٧..هذا لمجرد المناداة والمخاطبة.. فكيف بمن ينسبه إلى أمة أوقبيلة أوعائلة أورجل لم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه أقره؟؟..وكيف إذا كان متأخرا عن عصره عصرالنبوة؟ مهما علت رتبته وعظم شأنه..فأن ذلك يؤذي إي أنسان.. ومن باب أولى أن يؤذي رسول الله أن ينسب الى غيرآبائه..قال تعالى: (والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم..) التوبة..١٦ ..وقال :(إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا) الأحزاب ٧٥.. وفقكم الله لما يحبه ويرضى هذا وصلى الله على نبينا وآله وصحابته وسلم..
0 التعليقات:
إرسال تعليق