إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

حالات التعريف في لغة العرب ..لسان قبائل فيفاء أنموذجا..

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ..وصلى الله على من لا نبي بعده ..وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة محققة مستيقنة..وأشهد أن محمدا عبده وخاتم رسله..بعثه الى الناس كافة مؤيدا بمعجزة القرآن..أفصح مالهج به لسان..فبيانه البيان .. ليس بعد بلاغته مطلب لمستزيد.. ولا مبتغى لمريد..فصلى الله على نبينا وآله وصحابته وسلم تسليما كثيرا.. أما بعد:فيسعدني هنا أن أستعرض معكم ملخصا لبحث لغوي أسميته (الكشف عن القواعد اللغوية في اللهجات العربية القديمة(//فيفاء نموذجا//المكان: فيفاء..والجبال المحيطة به وخصوصا.. جبال العبادل.. وآل تليد والريث وجبال رازح في اليمن.الزمان:من 1984م-2008م..
الأهداف: دراسة هذه اللهجة المحلية .أسباب البحث: بعد أن قرأت فصلا عن المسند السبئي في كتاب (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام )للدكتور جواد علي ، وجدت كثيرا من المفردات هي من صميم لهجتنا المحليه فأخذت أقرأ عن نقوش المسند ولهجاته المختلفة.كي أجد الرابط الدقيق الذي يربط هذه بتلك. فقمت بجمع الفاظ المعجم للهجة المحلية ودونت مئات (الاهازيج) والقصائد الشعريه الملحونة.هذه الدراسة: يمكنني تصنيفها بـ (المنهجية) حيث أخضعتها لأصول البحث العلمي الدقيق..الذي تقتضيه الرسائل العلمية.. أسباب إختيار المكان:كوني إبن المنطقه ولدي الحوافز المؤهلة للقيام بذلك وهي: الفضول ، وحب الإستطلاع ، مع القليل من المعرفة التي أخذت تنمو بمرور الوقت.التمهيد: إن الدارس المتمعن لتضاريس الجبل وبيئته يدرك سبب بقاء لهجة هذه الأمة على صورتها العتيقة حتى وصلت إلينا علي هذا النحو..لدرجة أنها تنفرد بكثير من الخصائص عن بقية اللهجات المحيطة بالجبل نفسه إي في ذات النطاق الجغرافي مما يلفت الإنتباه بشكل ملح..نعم إن عوامل جغرافيه.. بيئية.. إجتماعية.. لايمكن إغفالها، أدت إلى خلق الفرصة المواتية أمام هذه اللهجة للبقاء والسلامة من أي تغيير قد يفقدها بعض قيمتها الأثرية.. فأذن قمت بدراسة ذلك التراث الإجتماعي ووجدته - دون تحيز- على درجة كبيرة من الإتقان.. ليس فيه من العشوائية أوالإرتجال مايمكن تعقبه أوالإستدراك عليه.. ومن رأى أنني متحيز أوأصدر عن عاطفة إبن الدار فله أن يراجع الفصل الثاني مخطوط ص57 إلى نهايته ففيه مايغني عن تكراره وليس من نافلة القول أنني أتحامل في بعض الأحيان حتى أسلم -أمام نفسي وأمامكم- من الأتهام بما يأنفه الباحث الأمين..وإيثار السلامة من أي تأثيرات قد تغفل مثلبة أوتفتعل منقبة وعليه كانت دهشتي للدقة الصارمة في كل التفاصيل التي تحيطهم وتأطرهم. فتساءلت: هل تمتد هذه الدقه إلي لسانهم ؟فكانت إجابتي..نعم! غير أنني أحتاج الدليل القاطع والبرهان الأكيد فيسرالله ذلك فله الحمد والشكر .
ولو ألقينا نظرة عامة على اللغة لوجدناها ذات جغرافية متنوعة لا تخرج عن التوزيع التالي:
1ـ جغرافيا صحراوية..= قاموسا صحراويا (مثل)/ سراب /جمل /
2ـ جغرافيا بحرية..= قاموسا بحريا (مثل) / سمبوك/ محارة/غوص
3ـ جغرافيا جبلية...= قاموسا جبليا (مثل)..جبل / طور / ريد /
وهكذا تتعدد بتعدد المستويات..
بيئات متعددة
ولونظرنا إلى الجغرافيا الصحراوية بتفحص سنجدها عبارة عن بيئات متنوعة لكل بيئة سماتها التي تميزها عن غيرها فيمربك قولهم وهذا لسان بعض تميم أوبعض أسد أو قوم من قيس ..كدليل على التنوع البيئي للغة ..وعن هذا التنوع في البيئات..
يبرز الأداء اللغوي (اللحن) النغم الموسيقا..كما تند الاشكالات المختلفة التي تظهر على هيئة أصوات لأحرف لم ترد في لغة القرآن .. كالكشكشة على سبيل المثال الذي يظهر في السنة كثير من قبائل الجزيرة العربية من جنوبها الى شمالها ومن شرقها الى غربها ..ومعه أصوات أخرى اطلق عليها اللغويون والنحاة اسماء عدة اعتبروها مستقبحة حينا ..وحينا عدوها غريبة شاذة .
وأعود فأقول : القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ، ولهذا فقد جمع كل القواميس عبر جغرافية اللغة بمستوياتها المتعددة وأحاط بها واشتمل عليها لنجد ذلك يبرز بوضوح في القراءات (الأحرف)السبعة.. واللغات في القرآن.. والنحو القرآني ..أما مايختص بالقراءات فنلمسه في ذلك الأداء (اللحن ) بين قراءة وأخرى إلى الحد الذي تتيقن معه أن قراءة (ورش) مثلا تتطابق مع اداء لهجة جبال جازان وما يليها من جبال صعدة في اليمن الشقيق وهي القراءة المنتشرة أيضا في شمال أفريقيا.. وانظر على سبيل المثال (أتحاجونني) قرئت (أتحاجونّي) و قوله تعالى (إلا ما عاهدتم عليهُ اللهَ) و(على الموسع قدْره وعلى المقتره قدْره) قرأها بعضهم (قدَره) بالفتح..
وعن اللغات في القرآن فقد وصلت إلينا مؤلفات كثيرة تنزع إلى وجود لغات عدة كالفرس والحبشة والسريان واحتجوا بأنها قد اكتسبت الفصاحة بنزولها في الوحي والحقيقة ليس في القرآن لغة غير العربية البينة الواضحة في الأذهان..من ذلك (الطور) قالوا لغة السريان..وهو الجبل ولو سألت عن الطور في لسان بعض القبائل ومنها فيفاء لقيل لك بأنه جانب الجبل الصخري أو الصخرة العظيمة كالجبل ينطقونها بفتح الطاء (طَور) والحال كذلك في كلمة (حور) في قوله تعالى (إنه ظن أن لن يحور) فقالوا بأنها حبشية.. أو وافقت لسان أهل الحبشة ، وفهموا معناها من خلال السياق بأنها تعني العودة .. وفي لساننا يقولون (حور اموعد ) ويفسرون حور: رِدِّ اليوم... عودة اليوم..وقل في النحو القرآني أنه قد استهلك تأويلات النحاة في مواطن عدة كسر فيها النحو بشكل لزم معه أن تعلل هذه الظواهر النحوية المغايرة للسائد ..ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى :(إنّ هذان لساحران) وبعظهم قرأها بالتخفيف (إنْ هذان لساحران) والشواهد كثيرة في هذا الشأن.
إن تدوين اللغة الذي أنطلقت بواكيره الأولى في مدينة البصره بالعراق على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي -(١٥٧)وفاته سنة مئة وخمس وسبعون هجرية- صاحب أول معجم لغوي (العين)..تزامن مع ظهور علم آخر بدأ جمعه وتدوينه هو علم الحديث النبوي الشريف ، وفق ضوابط وشروط تأثر بها علم اللغة دون شك ، ومن يقرأ (المزهر) للسيوطي يدرك أن ثمت تشددا لا مبرر له على الإطلاق.. ووفقا لتلك الضوابط ، فقد قسموا العرب الى أربعة أقسام ، أخذوا عن قسم واحد ، ونبذوا ثلاثة .القسم الأول:أخذت عنه اللغة وهم (قيس ، وتميم ، وأسد ، وهذيل، وبعض كنانة بعض الطائيين ) هؤلاء أخذ عنهم الغريب والإعراب والتصريف.القسم الثاني: سكان المدن (الحضر) فلم تؤخذ عن حضري قط.القسم الثالث: سكان البراري ، أمثال لخم ، جذام ، قضاعة، غسان ، إياد .فلم تؤخذ عنهم قط.القسم الرابع: من جاوروا عجما أوأختلطوا بمن جاوروا عجما.. فلم تؤخذ عن: تغلب لمجاورتهم الفرس، ولاعبد القيس وأزد عمان لمجاورتها الهند وفارس ، ولا من أهل اليمن لمخالطتهم الهند والحبشة ، ولا بني حنيفة وسكان اليمامة ..ولا من ثقيف وأهل الطائف لمخالطتهم تجار اليمن ..هذا التشدد الذي لامبرر له من أي الوجوه تسبب في إستبعاد أغلب لسان العرب من معاجمها فصرف النظر عن دراسته والإهتمام به.لقد كانت هذه المغالاة كما أسلفت ناتجة عن إجتهاد لوضع ضوابط لهذا العلم حتى لا تشوبه شائبة.. فيدخل على لغة القرآن ما ليس منها. إلا أن من يتأمل المصنفات في القراءات ، واللغات في القرآن..وغريبه يدهش الى الغلو في الجانب التطبيقي إذا كان القرآن الكريم وقد نزل بلسان عربي مبين لم يأنف أن أستخدم لغات نسبها اهل العلم الى أولئك الذين أستبعدت السنتهم أثناء تدوين اللغة. ولو دونت لما عزى إبن حسنون ، (الطور) الى اللغة السريانية في قوله تعالى :(ورفعنا فوقكم الطور) قال :يعني الجبل وافقت لغة العرب في هذه الآية لغة السريانيين (اللغات في القرآن) أبن حسنون (المكتبة الشاملة). هذه إضاءة أولمحة عن ظروف تدوين اللغة لنعلم أن السابقين لم يفعلوا كل شيئ وأن علينا أن نستدرك ونضيف الجديد ولن نكمل مابدأوه وسيأتي بعدنا من يضيف ويستدرك..فإذا نجد وفق هذه المعطيات ضرورة العناية بلهجات العرب التي نزل بها القرآن الكريم ودراستها بعمق وأناة واضافة ما أهملته معاجمها وأخلت به قواميسها ..فلو لم يكن لذلك من محاسن تذكر سوى فهم غريب القرآن والسنة النبوية لكفاه شرفا ونبلا.

المدخل إلى كشف قواعد التعريف
لاحظت أن هذه اللهجة المحلية لفيفاء تجمع في التعريف بين (ال) و(إم) فقمت بجمع ما أمكنني جمعه من أسماء الأمكنه ..التي تبدأ التعريف ب(أل) كـ (الوَرَّاد) بفتح الواو وتشديد الراء (اللّهَيْب) بفتح الهاء..(الرُّمَيْح (...(الشله) ....(الغابر) ....(النَّواعم) ..(البرده) ..(الخاشه)... (القثيث) تلك مواضع جلنا يعرفها ، لم نسمع من يعرفها بـ (إم) فعرفتها به!! فكانت النتيجة مذهلة ، لقد تغير معناها وتبدلت دلا لاتها ، جربوا أنتم ذلك وسترون اننا عندما نقول (إمغابر) لا انصرف الذهنُ الى الغبار دون أن ينصرف إلى علم على مكان..وكذلك (إمبرده) لتحول إلى ظرف زمان لأول النهار، أو آخره ،حيث تكون أشعة الشمس مائلة ويعرف بـ(إمبراد) كان هذا محركا ودافعا لحصر كافة الألفاظ المعرفه بـ (ال) وهكذا بدأت أكتشف صور التعريف.

صور التعريف بـ (إم) عند الأقدمين...
باختصار شديد لقد ذهبوا فيه مذاهب شتى نوجزها هنا على النحو التالي : _ فأبن جني جعلها من الإبدال الشاذ (1)) ويقول ابن هشام : إن هذه للغة(أي التعريف بـ( إم) مختصة بالأسماء التي لا تدغم لام التعريف في أولها نحو غلام وكتاب بخلاف رجل وناس ولباس ، وحكى لنا بعض طلبة اليمن -والكلام لإبن هشام- أنه سمع في بلادهم من يقول خذ الرمح واركب امفرس ولعله لغة لبعضهم لا جميعهم ..)(2). ومع أن التعريف ب (ام) عرف عند نفر من طي في شمال الجزيرة وكثير من قبائل الأزد المطلة على الحجاز ومنها إلى أقصى حدود الجزيرة جنوبا غالب القبائل الموجودة في هذا النطاق ومنها التهامية في الغالب تعرف بالصورتين المذكورتين. إلا أن السابقين تراوحت أقوالهم أنها لغة أهل اليمن كابن أم قاسم المرادي ، صاحب الجني الداني ورضي الدين الإستراباذي في شرح الكافية ،وإبن جني في سرصناعة الإعراب ، وابن هشام في مغني اللبيب ، والزمخشري في المفصل في صنعة الإعراب كلهم قال: أن قلب ال التعريف إم (في لسان حمير ونفر من طي) ويسوقون الحديث الذي رواه النمر بن تولب (ليس من إمبر امصيام في امسفر).الذي قال عنه ابن هشام أنه شاذ لايسوغ القياس عليه(3).......................................

أما أقوال وآراء المحدثين فنوجزها في التالي:إن أبعد ماوصلت اليه دراسات المحدثين حول التعريف ب (ام) من المستشرقين: ما ذهب اليه (حاييم رابين)في كتابه اللهجات العربية قال :_ إن أداة التعريف القديمة (أن) بالنون وأنها تغيرت إلى (ام) التي تغيرت فيما بعد إلى (ال) (٤)ومن العرب المؤرخ اليمني أحمد حسين شرف الدين في لهجات اليمن لم يذكر لـ (ام) التعريف أي شيئ سوى انها إحدى صور التعريف... وفي لهجات المسند لم يتجاوز القول بأن أدوات التعريف عند العرب القدامى ثلاث أدوات (النون) آخر الكلمة و(الألف واللام) أول الكلمة..و(اللام) فقط في أولها...


لقد استعرضنا في لمحة سريعة ما قيل حول التعريف قديما وحديثا ، والذي سنتشبث به من تلك الأقوال ماذكره المستشرق (رابين) والمؤرخ اليمني أحمد شرف الدين من وجود أدوات متعددة للتعريف في لغة العرب.. وفي الحقيقة ليسوا وحدهم من تفردوا بذلك فهناك العشرات أن لم يكونوا بالمئات -ممن سبقوهم أوتلوهم-.. ممن تطرقوا إلى هذا الشأن عبر بحوثهم ودراساتهم المعنية باللغات السامية.لقد احتفظت لهجة (فيفا) بأداتين للتعريف هما(إم) و (ال) على حد سواء ، وجعلواللأداة (ال) أحكاما وقواعد دقيقة جدا.. ومبلغ علمي فيها إلى الآن تسع حالات..

أحكام (أل) .
ونسوق هنا قول واحد من من اهل الشأن هو أبوسليمان البستي : من أن (دخول الألف واللام على الإسم لثلاثة أسباب : إما للتعريف ، أو التجنيس أو التعظيم.. فالتعريف: قولك الرجل والمرأة.والتجنيس: قولك الشاء خير من الإبل أوالذهب خير من الفضة.والتعظيم: كقولك حسن بن علي وعباس بن عبد المطلب ثم تقول : الحسن بن علي والعباس بن عبد المطلب(غريب الحديث للبستي ج 1ص 649 م.ش) . لكنها هنا مختلفة بعض الشيئ كما سيتبين لنا ذلك من خلال الحالة التالية:الحالة الأولى:التقديس: لله ، العزيز الحكيم.. المعبود ، الخالق ، المتفرد بالوحدانية.. المنزه في أسمائه وصفاته.. (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزوجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير) الآية 11 الشورى.فلا يد خل على أسمائه وصفاته جل شأنه (إم) مطلقا..لأنه في الأصل منزه عن التنكير جل جلاله وتقدست أسماؤه.. ومن خصائص (ام) دخولها على مايقبل التنكير.. مثل(رجل) و (بيت) و (وادي) و(جبل).. إمرجل ، إمبيت ، إموادي ، إمجبل... وهكذا.. فإذن يستحيل دخول (إم) على الأسماء أو الصفات أوما أسند أو أضيف الى لفظ الجلالة..ك(الله العوين) أو(العوين الله) أو(العون بالله) (القوي الله) و(الله العالم)؟ و(الله المطلع)؟ والتحية (السلام)فلا يقولون: إمسلام عليكم!! مطلقا.. لأن (السلام) من أسمائه تعالى.. ومنه إذا مرأحدهم بمن يؤدي عملا ما فأنه بعد القائه السلام يردفه بقوله :_والمعونة؟ فيكون الجواب :من الله كل عونه.. فلا يقول (امعونة) الا إذا أستقلت بمفردها عن المعونة التي هي من عند الله.. ونلاحظ هنا أن (العوين) المعين و(العالم)و(القوي)و(المطلع ) يمكن ان نطلقها نعوتا دالة على بعض أحوال المخلوق على غرار (...والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) الحديث.. وهكذا الحال بالنسبة للعلم ، والقوة ، والإطلاع..وغيرها الكثير من النعوت التي يجوز أن نطلقها على المخلوقين.. غير أنها تتغير في هذه الحالة بحيث ينزع منها التعريف ب(ال) وتعرف بدلا منه ب(إم)!! فتصبح: إمعين ، بتكرير الميم، وإمعالم ، وإمقوي ، وإمكريم ، وإمرحيم ، الخ هذ جانب.. والجانب الثاني ما ماله قداسة متمكنة مثل الكعبة,,بيت الله والقرآن كلام الله فلا يدخل عليها (إم ) التعريف مطلقا..ومن هنا يمكننا أن نجتهد في صياغة القاعدة الأولى على هذا النحو:_(لاتدخل أداة التعريف (ام) على أسماء الله وصفاته أوما أسند اليها مطلقا ، لأنها تختص بالدخول على الأسماء التي تقبل التنكير فتعرف بها..
إن الحالة الأولى التي مرت بنا آنفا تمتد في التطبيق الى أبعد مما أشرنا إليه..بحيث يمكننا تطبيقها على المسند السبئي في العصور الوثنية قبل الإسلام ، ..حيث أتخذت تلك الأمم أندادا يعبدونها من دون الله وأطلقوا عليها أسماء شتى، جاء ذكر بعضها في القرآن الكريم كـ (يعوق) و(يغوث)و(نسرا) و (اللات) و(العزى) الخ...وأندادا أخرى لم تذكر بأسمائها ، ومنها ــ المقه ــ كبيرآلهات سبأ ، الذي يرد ذكره في كل أدعيتهم وقرابينهم ، التي سجلتها النقوش السبئية ، على المعابد الوثنية لتلك الآلهة.. وترد في أغلب نصوص القرابين باسم : ـ المقه ثهوان بعل أوام ـ وقد ترد بنعوت أخرى .. غيرأن مايعنينا هو اضافتهم (ال) التعريف لتلك الآلهة ، وهو أمر نادر في لهجات المسند.. مما جعل بعضهم يعتقد أن هذا الإسم من مقطعين : (أيل) وتعني إله و(مقه) ويعني كوكب لامع اختلف فيه من قبل الدارسين للآثار والنقوش السبئية.. أهو الشمس ؟ ام الزهرة ؟ ولكن كلمة (بعل) التي ترد في العادة بعد لفظ (ثهوان) تعني آلهة .. أما (إيل) فعادة ماترد مفصولة بخط عمودي ، كما هو المتبع في خط المسند السبئي بحصر كل كلمة بين خطين عموديين، حتى لاتتداخل الألفاظ ، ويتعذر قراءتها.. فلم يرد أسم (المقه) من مقطين فيما تحت أيدينا من مئات النقوش حتى الآن.. لقد أستوقف (ال) هذا!! عدد ممن عنوا بالتاريخ واللغة ؟ وتباينت الآراء.. ماإذا كان أداة تعريف أم لا؟ في لهجة اشتهرت باسبخدام (إم) للتعريف..فهل نحن نقترب من تفسير منطقي عندما نعلم أن (المقه) كان أعظم وثن في تاريخ سبأ ولذلك عرفوه ب (ال)...للتقديس فتعالى الله وتقدس اسمه عما يفعلون، القائل في كتابه الكريم: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لايملكون مثقال ذرة في السماوات ولافي الأرض وما لهم فيهما من شرك وماله منهم من ظهير)) الآية٢٢سبأ.

الحالة الثانية (التنزيه) كـ: الرسول ، البيت الحرام، الحرم ، القدس ، الكتاب ، ،الوحي ، الأنبياء..الخ.. فلا يدخل التعريف ب(إم) على ما كانت له صفة التنزيه والتعظيم..فاختصت بذلك ولم أجد سببا آخر مع عدم إمتناع تنكيرها ، وإمكان تعريفها بـ (إم).. لكنه ينقلها الى معنى آخر لا علاقة له بالمعنى السابق من حيث التنزيه والتعظيم.. فمثلا عندما نقول : (إمرسول) ونعرفه بام يكون أي رسول ترسله في شأن من شؤنك ويخرج عن دائرة التعظيم بهذا التعريف (إم) ..كذلك الحال في (إمبيت) فإنه يصبح أي بيت آخر.. وهلم جرى في (إمحرم) و(إمكتاب) و(إموحي)

.. وهكذا الحال في بقية الأمثله (امحرم) يصبح احد المحارم في العائلة وهناك موضع يعرف بـ (نيد إمحرم) لم يسمع من يعرفه بـ (ال) ومن الطريف في هذا الصدد.. ما يروى أن أحدهم كان ينادي بالركاب في سوق (الداير) رافعا صوته.. نيد الحرم !.. نيد الحرم! (يقصد نيد امحرم) فاقترب منه أحد كبار السن وانتهره بشده على هذا التجاوز وعدم إدراكه لما يقول !! والقصة بتمامها يرويها الإستاذ/حسن أسعد الفيفي المرشد الطلابي بمدارس نيد الضالع بفيفا.. وأعود فأقول : إن الكثيرين قد يعتقدون أن ذلك يأتي تحاشيا لعدم الوقوع في المشترك اللفظي أو الشبه والنظير الذي سيمربنا لاحقا في فصحيح أن الغلبة في اسم (البيت) هي لبيت الله على سائر البيوت فاستحق التعريف ب(أل) لكن ليس من باب الغلبة فحسب بل من باب التنزيه ولذلك عرف ماسواه من البيوت ب(إم) لتواضعها الشديد الى جانب بيت الله المعظم..وعلى هذا المنوال قس الوحي ،والكعبة ،والأنبياء، والرسول ، النبي.. والكتاب ، القرآن.. مع ملاحظة أن ما أمكن جمعه أمكن تعريفه ب(إم) مثل المصحف الشريف فهم يعرفونه ب(إم )ويقولون (امختمه) لأنه اسم يطلقونه على كيان مادي جلد أوورق مرتب بين دفتين.. وختمت أوراقه وشدت لبعضها.. ويطلق على الجزء من الكتاب ختمة..وقد يكون القرآن الكريم الذي لا يعرفونه ب(إم) تنزيها...

الحالة الثالثةاسم الجنس : الناس ، الملائكة ، الجن ، الشياطين ، الكافرين ، المعورين ، السماوات وعند ما يرد في صيغة المفرد فإنهم يعرفونه بأل لتمييزه عن الأسماء الأخرى قيقولون:(الحي) و(المخلوق) و(الواحد) معرفة ب(ال) للدلالة على كافة الجنس ، ك: قولهم :_عنبٍ وسعٍ (الحي) جافٍ من عز امهيجة بيديه.. أوقولهم : رجلٍ مها سالتٍ (بالحي) يجني من بِنّهِ.. أو قولهم : مكانٍ قريبٍ (بالحي) هايشٍ على أقدامو..وفي قولهم: طريقٍ ضيقه مها واسعه (المخلوق) يٍجَنِّبْ .. وفي قولهم: سا مدرابٍ جابحٍ (الواحد) قافزٍمن فوقه.. وهكذا.وقد سمعنا جميعا أنهم ينزعون الأداة (ال) ويستبدلونها بـ (ام) فتتراجع الدلالة من اسم الجنس الى فئة أو(نوع) وكأنهم يسيرون وفق الترتيب المعروف في علم المنطق..ففي هذه اللهجة (لهجة فيفاء) نجدهم يقولون: إشبح (الناس) مذهم يجودون وافعل مهلهم.. أو ماسمعت هروج (الناس) ومذهم يقولون؟ ثم قارن كيف تتحول الدلاله عند قولهم: ما رويت لي منهم (امناس) أوذا أتوا أمس؟ أو قولهم : كيف حال (امناس) أوذا كنت نحهم؟ أتلاحظ الفرق بين الدلالتين ؟؟ وهكذا تسطيع أن تمثل للحالتين وتستنتج الفروق بينهما في اسم الجنس..
وفي قول الشاعر :
( وما في حزب (الحي) مكنوز وزانتو)
.. الشاهد في (الحي ) إي ماقد يحمله الحاج من مال ونفقة ..فإنه عرّفه رغم وروده بصيغة المفرد إلاّ أن المقصود به اسم الجنس ..
الحالة الرابعة :ما سبق باسماء الإشارة.. فإنهم لايعرفونه ب(ام) مطلقا.. وهي: ،ذيَّ، تيَّ ، ذِ ، تِ ، ذِ لي، تِ لي، وألحق الكاف للبعيد في ذاك وتاك، وسبق ب (ها) التنبيه..في قولهم : هاذِلي الرجل، هاتِلي المره ، وبما أن اسماء الأشارة من المعارف فأن (إم) لايمكن دخولها في تعريف المشار اليه.. ولو فعلوا ذلك لما أستوقفت لهجتهم أحدا لدراستها..

وقد وهم الشاعر اليمني الراحل /القاضي عبدالله عبدالوهاب نعمان عندما اعتقد أن (ام) تستخدم في تعريف كل شيئ!! في قوله (تا مدبعة )!! في نص شعري باللهجة التهامية الدارجة ،بعنوان (طاير امغرب) غناه أيوب طارش العبسي.

الحالة الخامسة
المصدر: فإنهم يعرفونه بـ (أل) مطلقا في ثلاث صور 1ـ عندما يرد منهيا عنه ..
2ـ أومنفيا..3ـ أوسبق بضميرمتصل بأحد حروف الألصاق ..ففي النهي نحو قولهم : (لا تهب القروش) (لا تعطي الجعول) ( لا تحرق الحطب ) وفي النفي ما جاء في قولهم (ما معنا النشب) ( ما بهم الجوع) ( ما معي الوكد) (ما شرى الغنم) أما ماسبق بضمير متصل بأحد حروف الإلصاق ..فنجده في قولهم :(بهم الريب) ( بهم الحفى) (بهم النكد) وهذه الشواهد تأتي بصيغة الدعاء بالويل والنكال على العدو والمغضوب عليهم ..


الحالة السادسة
المنادى المسبوق باداة التنبيه هـا وقد بدأت أشك أنه اسم اشارة وليس أداة تنبيه..في قولهم ( وها الرجل ) (آها القوم)..(يا ها الولد) (أها المرة)..(وا ها اللدة) وهكذا ..
قال الشاعر:
يا ها (العتايق) واحذروا هرج الزرا والمنقدة..
وقال آخر:
يا ها (الفقير ) واقنع بما جا من الله,, ,,, والبرج ياتي راية بعد راية

الحالة السابعة:
المشترك اللفظي: المتساوي كما هو في (القاع ) و (امقاع) و(العافية) و (امعافية)
فالقاع المعرف بـ (أل) يقصد بها أديم الأرض ..أما المعرفة بـ (إم) فتعني شجرة معمرة تنتشر في جبال فيفاء بكثرة.
ورد في قول الشاعر:
(بعدِّ نبت (القاع) وامجراد أيلى نجم) والشاهد في تعريفه (القاع) وقد حرّك (الدال) كسراً في كلمة (بعدِّ) أي بعدد نبت القاع..والتحريك تعني التضعيف هنا..
والعافية : المعرفة بـ (أل) تعني الخير نقيض الشر ..أما المعرفة بـ (إم) فتعني المرأة الذاهبة لزيارة أهلها في مناسبة ما .. فهي تعتفي عافية عندما تذهب للزيارة والجمع يعتفين عافياتٍ ..
وفي قول الشاعر..
ما تطلع البيضا سماط ( العافية ) ....أي لا بد من سفح الدماء وذلك هو نقيض العافية
كما جاء في قول من سبقه ..
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى .........حتى يسال على جوانبه الدم..
يتضح لنا من خلال ما سبق أن هناك أن التعريف بـ (ال) قد أ

الحالة الثامنة:



ليس هناك أدنى شك في أن التمهيد المقتضب الذي سبق البحث قد أغفل الكثير من النقاط الرئيسية التي كان يجب التطرق إليها قبل الولوج لأي نتائج..لما لها من وثيق الصلة في إضاءة الكثير من الجوانب المعتمة حول أهداف البحث.. وأهميته للغة العربية وبحوثها المختلفة.وقد رغبت إلي أخي الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي أن يطلع على ما تم نشره هنا..حرصا مني على الإستضاءة برأيه ولما له من أهمية بالنسبة لي فتكرم مشكورا بطرح عدد من التساؤلات الهامة..والنقاط المثيرة والفاصلة..فكان منها ماكنت أجهله تماما..ومنها ماكان علمي به قاصرا محدودا.. ومنها ما تجاوزته أولمحت إليه بإيجاز.. قاصدا الإختصار ومتعمدا أن يتركز الحديث حول أمثلة اللهجة التي وردت كشواهد للإستنتاجات.. دون التعرض للمباحث الأخرى المتعلقة بجوهر الموضوع وليس ذلك مني ضنا بها.. لكني قدرت أن تكلف نشرها هنا بالتفصيل سيكون عبئا لا أستطيعه في الوقت الراهن على الأقل..ومن تلك النقاط.. الأولى : (الهدف من البحث)؟.يتساءل الدكتور عبدالله في البداية قائلا : (بيد أني أرى بحثكم يثير السؤال: مالهدف منه ؟ - على طرافته - ذلك مالم يتبين لي..).بالتأكيد كان ذلك تقصيرا شديدا من جانبي فقد ذهبت ألخص التعريف بالبحث من حيث الأسباب والدوافع دون ذكر للأهداف : خلا عبارة (دراسة اللهجة المحلية) لم أتطرق لذكر أي مشكلات قائمة.ثم أشفعها بأخرى للحلول النظرية الإفتراضية ثم أبدأ سلسلة من التجارب التطبيقية أتوصل في النهاية الى الحلول المثلى للمشكلات.. ثم أخرج بحل لعقدة التعريف ب(ال) و(ام) كان يمكنني فعل ذلك وهو حق مشروع لي ولاغبار عليه.. فلماذا لم أذكر الأهداف على هذا النحو الذي استعرضته؟ سأقول لكم سر ذلك بالتفصيل.. لقد بدأت الموضوع قبل عشرات السنين دون أفتراض عقدة ما حتى أبحث لها عن حل مناسب هذه هي الحقيقة بكل صدق وأمانة.. بدأت مشتتا دون أهداف واضحة.. سوى إنجاز كتاب بعنوان (فيفاء لمحة تاريخية... أدبية ..شاملة) فند عنه سؤال : مالعلاقة بين لهجتنا والمسند السبأي؟ فذهبت أقرأ ما وجدته من العناوين ذات الصلة بهذا الشأن.. بحثا عن الحلقة الرابطة بين هذه وتلك .. وهنا أصبح الهدف غير سابقه.. فدونت كل اللهجة ودرستها بعمق وأناة لا يمكنكم تصوره بسهولة..على امتداد ما يربوعن عقد من الزمان..واكتشفت أن اللهجات العربية من أقصاها إلى أقصاها تربطها علاقات وثيقة راسخة تمد جذورها إلى أصل واحد لغة القرآن الكريم وليس هناك لهجة أولغية ترجع أصولها إلى لهجة مماثلة وكانت هذه الحقيقة صدمة أخرى بالنسبة لي فلا نقوش المسند السبئي أولهجاته المختلفة كانت تربطها بلهجتنا إلا بمقدار ما يربطها باللهجات المنحدرة من أصل واحد..تنازلت عن ذلك الهدف عن قناعة تامة وبدأت ألملم أوراقي وفي النفس شيئ من لهجتنا وعلاقة مفرداتها بمعاجم اللغة فاعتبرتها لهجة أثرية لم تحض بالتنقيب الأثري الذي قد يكشف لنا أسرارا لغوية لم يهتد أحد إلى كشفها من قبل..فمثلا نجدها تستخدم صيغتين للتعريف..وجملة طويلة من الإشكالات ؟ لكن التعريف كان مايشغلني في بادئ الأمر..إنه هدف مختلف عن سابقيه!!

التي بلغت تسع الى الآن وهي:
1ـ التقديس..
2 ـالتنزيه
3 ـ اسم الجنس
٤ ـ المشار اليه..
5ـ ماسبق بأداة النداء
٦ـ لأزاحة الأشتراك اللفظي..
٧ـ التغلب....8ـ ما جاء بصيغة (المصدر) منهيا عنه أومنفيا..أوسبق بضميرمتصل بأحد حروف الألصاق نحو: (لاتهب القروش)للنهي و(ما معنا النشب) للنفي و(بهم الريب) للإلصاق.9ـ التفخيم : علوالشأن والمكانة في المجتمع معصية.

(1)سرصناعة الإعراب لإبن جني ج1‎‏(‏٤٢٣) -المكتبة الشاملة.(٢) مغني اللبيب لإبن هشام ج١ص١٧(المكتبة الشاملة).(٣) القائل هوابن جني وليس ابن هشام.(٤) لهجة أزد السراة ص٢٦ (عن مصدر للباحث )للدكتور / جمعان بن عبد الكريم الغامدي.(٥) نفس المرجع (عن مصادر للباحث) ص١٦،(٢٦ ).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::