إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

في صالة المغادرة..!!

*حسن بن فرحان المالكي
الخارطة المعرفية التي تشكلت في الذهن بمرور الزمن.. كادت تنحسر عنها الحدود الإفتراضية ذات عام مجدب فتصبح نهبا للتصدع والفوضى..غير أن سير أعلام النبلاء ـ متصدرا ـ وفي معيته قمم أخرى، أسست إطاراً صلبا ، وأعادت ترميم الخارطة ، بل وأضافت لها تفاصيل جديدة..تلك نقطة فاصلة بين حدين مختلفين للتحصيل المعرفي ، بين النزهة والتريح عن النفس من جانب ، والسعي الجاد للإكتساب من ناحية أخرى ، وينهض فرق ذو قامة فارعة بين الجد والهزل ، غير أنهما يشكلان لازمة لابد منها للسائرين ؟!! مع ختلاف في امتداد الهامش الممنوح لأي منهما على حساب الآخر..ومن ذلك الهامش يستمد الإنتماء ويستفاد التصنيف والمفاضلة.وبناء عليه : فقد كان ذلك التحول المفاجئ ناتجا حتميا للقاء العرضي العابر الذي تم على هامش التكريم سنة 1417هـالذي أقيم في فيفاء لأجل الاستاذ حسن بن فرح الفيفي .لقد أدهشني حسن المالكي في إلمامه الكبير بالتراث ، مع استقلالية عن الرؤى المقولبة سلفا ، والبحث عن مكامن الضعف ليقومه أوينبه عليه .. فاستوقفتني هذه الخصائص الفذة ورأيت فيه أملا أحسبه وابلا.. يغمر جدبا ذاويا..في وقت ننهج الى منهل ثر فياض .فكأنما أنا حاسد إذا حسد !! إذ سرعان ماكسر قلمه ، وكبح لجامه ، فجئته زائرا ومواسيا ، فالتقاني في المكان المعلوم ، وركبت الى جواره يسألني عن أخباري و..عندما أوقف عربته ترجلنا منها ، ثم ولج بنا الى مكتبة عامرة ..تحتل طابقين كاملين ، تحفزك رفوفها المكتنزة بعناوين المصادر والمراجع لتراثنا .. وقد تزينت بعلامات ثلاث ، علي هيئة دوائر حمراء ، وصفراء ، وخضراء ، لا يكاد يخلو منها جلد أوغلاف.. وإن تفاوتت في العدد من كتاب لآخر ، وأغلبها كان يحمل هذه العلامات مجتمعة..ومنها اليسير بعلامتين، وعلامة واحدة فيما ندر.. الممرات كانت تضيق بأكداس الرزم وبعضها لم يفرز من أوعيته الكرتونية..قال لي : ـأهلا وسهلا .. نورت منزلنا يا أخ محمد!!قلت : هذا إذن منزلك ؟؟..فأخبرني عن تلك العلامات ؟ فعلمت منه أن مقصدها هو الإفصاح عن عدد القراءات المنجزة لتلك الأسفار الضخمة..و من خلال الملاحظة أزعم بأن مكتبة المالكي تشف بدقة عن علمه وسعة اطلاعه..بقيتُ في ضيافته حتى أوشك أن يفد علينا يوم آخر ..كنا نتنقل بين عناوين كثر ..بدءا بالإنقاذ مرورا بالبيعة ..ناولني نسخة من كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) الذي نشرته صحيفة الرياض حينها .. ونسخة أخرى من كتاب (بيعة علي بن أبي طالب) الذي شاركته في تأليفه السيدة أم مالك الخالدي ..كان يتحدث بإسهاب عن ضعف الرسائل الجامعية التي تناولت الجانب التاريخي لبيعة علي والأحداث التي عصفت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان ..وأفرزت تلك المدارس المتعددة..جازما أن بعض الروايات التاريخية كان آفتها (سيف بن عمر) الذي نقل عنه الطبري دون تثبت ..وكان يحدثني بحماس عن ضوابط الصحبة والصحابة ـ الذي أخرجه كتابا في وقت لاحق ـ كنت طيلة حديثه أهز رأسي كي أوهمه بأنني أدرك كل الذي يتحدث عنه ..وفي الحقيقة أنني على خلاف ذلك تماما ..قلت في نفسي سأدير دفة الحديث إلى وجهة حتى أستطيع مجاراته.. لأخرج من صمتي الذي يجعلني أشعر بالغياب التام,,بل كدت أجزم أنني لم أعد أشغل حيزا من الفراغ في تلك الأمسية ..لقد تلاشيت تماما !!.. غادر المجلس ليجلب لنا برادا آخر من الشاي بادرته قبل أن يضع ما بيده وقلت.. كيف أنت والأدب ؟؟ ضحك وقال: عن أي أدب تسألني ؟؟ ثم أردف : لتعلم يا أخ محمد أن اطلاعي عليه زهيد وبضاعتي فيه مزجاة .. ـ (عندها بدأت أساريري تنفرج وتنبت من جديد ) وقلت في نفسي الآن جاء دوري ـ .. ثم تابع يقول: عن قراءتي فهي فيه لم تتجاوز تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف وبروكلمان ..وبعض القراءات المتفرقة في كتب التراث ..كابن قتيبة والمفضل والأصمعي والجاحظ.. ولم أطلع على الحديث منه سوى طه حسين والعقاد والرافعي والمنفلوطي .. خاصة الشعر الجاهلي لطه حسين .. وقد بدأت في تأسيس قسم يحوي الى جانب الأدب العربي الأدب العالمي ، الذي لا أخفيك تقصيري الشديد نا حيته.. الأدب يا أخ محمد سجل صادق لمعاناة الأنسان وآلامه وتطلعاته وعصارة فكره وتجاربه.. واستمر والله يتحدث وأنا منصت أتعجب ..واسترسل إلى أن عرج على (الثابت والمتحول ) لأدونيس ..فقفزت من موضعي .. ـ أين موقعه من هذه الرفوف ؟ـ هو في القسم الأدبي في ملحق المنزل سأصطحبك اليه ..كانت الرفوف تحوي مالذ وطاب مما كنت أقرأ عنه ولا أراه .. أشار الى نسخة من (سير أعلام النبلاء) ماتزال في غلافها الكرتوني .. إنها لك يا أخ محمد وها هو الثابت والمتحول وتلك أعداد مجلة البحوث .. وأخذ يجمع ويناولني ويسأل هل قرأت كذا وكذا ـ كتب في الأدب والبلاغة ـ وأنا أجيب بالنفي ..ثم يعلق : ليس لديكم مكتبات يا أخي .. نحن هنا نستفيد من معارض الكتب التي تقام ، بينما أنتم تتابعون أخبارها فقط.. أثمرت تلك الزيارة للصديق حسن المالكي عن مكتبة ضخمة ..أسست رؤية أعمق .. ومن خلالها اتخذت قراءتي منحى مغايرا دون أدنى مبالغة..
** سلسلة مقالات (في صالة المغادرة) للذين عرفتهم من أعلامنا المفكرينوالأدباء.. والمؤثرين في المشهد الثقافي ولا تعتبر تراجم لهم..
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::