منذ وقت مبكرجدا اعتدت ارتياد المكان الأقصى باتجاه الهدف..ولم أوطن نفسي على القناعة بأي نتيجة تطفو على السطح..فحصدت الكثير جدا من الإخفاق وخيبة الأمل.. والقليل جدا من ملامسة الأهداف..ولن أسميه فشلا..أو نجاحا..فذلك أمر نسبي إلي حد كبير ، تبعا لتباين التطلعات والظروف المواتية.. لكل فرد..وعادة ما أقف عند النقاط الفاصلة في تجاربي أتأملها.. وأشبعها درسا ، وتمحيصا ، ونقدا ، وتعرية ، ثم أقدم نتائجها للناس فقد تتضمن نجاحا للآخرين!! إنطلاقا من عقيدة راسخة بأن الفعل الذي يهدف للنفع لايخلو من المنفعة..جئت قبل أشهر أحمل مبحثا جديدا لمناقشة بعضا من جزئياته.. إستعدادا لطرحه كورقة عمل في نادي جازان الأدبي لموسمه المقبل..فاعترض غالبية الاصدقاء..ولديهم مبرراتهم التي لم تثن عزيمتي نحو الطرح..مدركا بأن ثلة من مثقفينا سيقرأونه حتى وإن لم يناقشوه بالكيفية المطلوبة وكان هدفي ..فلخصته كاملا وألمحت لنتائجه..ولم يحدث أي نقاش..ولم يحض القسم بذات الإقبال الذي شهده في الإسبوع الأول رغم استمراري في الطرح.. فذهبت أفتش عن سبب لذلك؟ فتعلقت بقضية مستوى المتدني للطرح في القسم الأدبي باستثناء عدد قليل لايتجاوز أصابع الكف الواحدة.. فاستدعيت عددا من الأقلام الفاعلة والواعدة لدعم القسم بنتاجهم فاستجابت قلة-مشكورة-ولكن من الأقلام الوعدة فأقبلوا ينشرون.. إلى جانب ماعثرت عليه بين أوراقي ممن سبق نشره أولم ينشر..آخذا في الإعتبار أن المنتدى الأدبي لايحوي غير قسم واحد يجمع كل الأجناس الأدبية..ليس ذلك فحسب بل أصبح المنتدى يضج بكل العلوم والفنون وماله علاقة وماليس له أدنى صلة!!فإذن الدعم الكتابي المميز وحده لا يكفي في ظل عدم التنظيم لهذا القسم بحيث يستوعب كل الأجناس الأدبية كل جنس مستقل عن غيره..ويتيح فرصة النشر لكل الأقلام المتقنة والواعدة والهاوية والمحاولات الإبداعية ضمن المعايير المعروفة..وكان غياب التنظيم سببا لتصادم مع بعض الأقلام.. وقد حمدت عدم معرفتي أصحابها فلربما تأثرت أحكامي لو كان العكس من ذلك..لقد صدرت عن قناعة تامة بأن ما أفعله هو من صميم رسالة المثقف الذي يتطلع إلى الإرتقاء بوعي الأمة عن طريق الأدب الحق الذي ينهل من مرجعية سامية قدسية..ولمعرفتي بأنه لن يكون مؤثرا مالم تتوفر فيه عناصر ومقومات الأدب الحقيقي الملفت للنظر..فالأقلام المؤهلة ترتفع بالقارئ اليها وترفعه..أما خبط العشواء فهو العبث الذي يخوض بالمتلقي كل الأمكنة والتضاريس وقد يرتاد به الحدائق كما سيقحمه أتون المستنقعات الآسنة..وكلما طهره من خبث ألقاه في أشد منه!! وعلى هذا النحو لن يصل به إلى ربوة غناء وارفة الظلال..وإلى لقاء آخر قريب بإذن الله..طابت أوقاتكم!
__________________
__________________
0 التعليقات:
إرسال تعليق