إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

الصعود إلى فيفاء(قصة واقعية)


**عندما تسلمت أوراقها الرسمية بالمباشرة في إحدى مدارس البنات بفيفاء ، أخذت تتساءل: أين تقع هذه المنطقة من جبال جازان ؟ واجتهدت في جمع المعلومات المتعلقة بالموطن الجديد من حيث الجغرافيا والمجتمع وما إلى ذلك..في وقت كانت المعلومات شحيحة فلا إعلام ولا اتصال بعالم النت ولا يحزنون .. وجلها كانت عن طريق أولائك القلائل ممن سبقوها للعمل في مهنة التدريس في هذه المناطق المنعزلة النائية..كان ذلك في النصف الدراسي الثاني من سنة(1409)هـ حينها كان الجبل غارقا في الظلام الدامس ، وما يصله بالعالم هو ذلك الطريق الترابي الذي يقتحم الجبل من بواباته الثلاث..وكبينة هاتف وحيدة.عند الثامنة ليلا كانت السيدة سمية عبد الفتاح وزوجها السيد محسن الشرقاوي يستقلان سيارة الأجرة إلى مدينة صبيا بعد أن قضيا بعض الوقت عند عائلة ابن خال محسن..الذي يعمل في مؤسسة البلاد الصحفية ..وقد زودهما ببعض المعلومات المهمة ..إلى جانب الاتصال الذي تلقياه من الأستاذ محمود وحرمه عن طريق (كبينة ) الهاتف في (نيد الدارة) قبل أن يغادرا الشقيق من يومين ..الساعة الآن تقترب من العاشرة ليلا فيما كانا يستقلان سيارة جيب صالون ـ من ذات الدفع الرباعي ـ يجلس خلف مقودها السائق موسى الحزوي ، وهو من سكان قرية الجر الأسفل ،بينما كانت هذه هي تجربته الأولى في الصعود إلى الجبل عبر طريق شميلة الترابي ..كان الجو ممطرا والجبل يتدثر برداء ناصع البياض من الضباب الكثيف الذي يغلفه طيلة فصل الشتاء..هنا سأدع السيدة (سمية ) تسرد علينا رحلة الصعود فتقول: كنت أجلس في المقعد الخلفي وإلى يمين السائق كان يجلس زوجي محسن ..يتبادل الحديث معه عبر محاور عدة كان أهما صعوبة الطريق ووعورته ومخاطر الصعود ..كنت أجد في نبرة صوته شيئا من القلق والتوتر ..انعطفنا يمينا وبدأنا نسير في طريق ترابي ضيق تلتمع أمامنا بحيرات صغيرة تركتها مياه المطر.. وما زالت ماسحات الزجاج الأمامي تعمل منذ ربع ساعة تقريبا دون توقف..لحظات وكنا أمام بوابة يقف عندها شرطي بزيه الرسمي ..لم يستوقفنا بل حرر العمود الذي يسد الطريق ..بعد تجاوزنا للحارس أخذ السائق يتحدث عن المخدرات والتهريب وأمورأخرى ..لقد بدأنا نصعد فيما يشبه السلم الحقيقي وقد اسهم البلل في جعل الطريق رخوا زلقا وبدأت عجلات العربة تدور في مكانها وتهتز بعنف شديد مما جعلني أشعر بالخوف .لقد صعدنا قمة وهبطنا فجأة إلى قرار سحيق لنواصل الصعود والأرتقاء..فيما كنت أحاول رؤية أي شيء حولي دون جدوى وكأننا نغرق في محيط من الظلام عدى المصباح الأمامي للسيارة التي نستقلها ..سكون لا يبدده غير محرك العربة الذي أخذ يئن في عالم من السواد المدلهم وما زلنا نصعد السلم المخيف..في ترنح وأرجحة كبندول الساعة ، وفجأة كنا نلج في محيط جديد من السحب ، فلم أعد أشاهد شيئا ، رغم عمل الماسحات الأمامية بانهماك..وأخذت أتلو في نفسي ما أحفظ من الأدعية والتوسلات ..ثم مالت السيارة حتى كادت أن تنقلب فتوقف السائق وطلب من زوجي المسارعة بالنزول ، ووضع حجر للعجلة الخلفية ، فيما هي تنزلق وتهوي للوراء ..ما كاد يفتح باب العربة حتى داهمتني نوبة بكاء شديدة ، وجرت في مخيلتي أحداث مؤلمة ، في لمحة متسارعة ..لحظات كأنها الدهر وإذا بالسيارة تصطدم بشيء أوقف حركتها تماما ..كان زوجي ممسكا بالباب الذي أبقاه مفتوحا ، فلم يغادر ولم يغلقه..كانت قد انطفأ محركها قبل أن تنزلق للخلف..حمدا لك يارب فنحن ما نزال أحياء..السائق بقي مذهولا يلهج بالحمد والشكر، بينما وقف محسن بجانبي للتخفيف عني هول الفزع الذي تعرضت له ..وما أزال راجفة باكية ضارعة..نزل السائق وبيده مصباحا ، يا إلاهي!! لقد كنا على حافة جرف صخري شديد الإنحدار، وقد منعتنا من السقوط تلك الصخرة ، وكأن الله قد أرسلها لتعترض سبيلنا إلى القعر السحيق..!!أخذ السائق يفرغ الهواء من عجلات السيارة واحدة تلو الأخرى ، قائلا بأن ذلك قد يخفف قليلا من الإنزلاق ..صعد السائق وطلب من محسن الصعود ، وأدار المحرك وبسم الله استأنفنا الرحلة ..كان الضباب يغلف الطريق والمطر يزيد حدة المخاوف ..وبدأت أشك أن السائق لا يتبين معالم الطريق ، وأخذت أتلو ما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة أترقب لحظة أن تهوي بنا السيارة في قعر الوادي ..الظلام يزداد شدة وكأن الليل تدثر بليل آخر ظلام مضاعف ومطر وخطر..وبدأ جسمي ينضح العرق نضحا ويرتجف كغصن في مهب الريح ..رغم برودة الجو.. مازلنا نصعد في تعرجات ذات اليمين وذات الشمال..وكلما اجتزنا منحنى أيقنت أن الله قد كتب لنا عمرا جديدا ، ومن علينا بالسلامة ..ولكن السائق يتوقف فجأة ويطلب منا أن نتشهد!! أشهد أن لا إله الله محمد رسول الله.. لقد سقط الجبل أمامنا في هذه اللحظة وسد الطريق والأرض في طريقها نحو الانهيار السريع فتدفننا أنقاضها وتطبق علينا صخورها ..أشهد أن لا إله إلا الله !! كررتها مرارا وشعرت أنه سيغمى عليّ من هول ما يحدث..اللهم يامنجي يونس من الظلمات نجنا بمنك وكرمك..!! والثانية تمر كالدهر ..ولا أدري كيف استطاع السائق أن يعبر من نقطة ضيقة بجانب هذه الكومة الصخرية لنجتاز ذلك المأزق .. كنت أبتهل وأدعو ، يا منجي ، يالطيف ..لم أصدق أننا نجونا من ذلك الخطر المحدق ..وفي أحد المنحنيات الحادة التمحت حوالي خمسة قبور مبنية ومكتوب عليها اسماء اصحابها ..قلت لمحسن يا إلهي ..ألا تشاهد ما أرى ؟ .إننا نسير بين المقابر وهي تممتد على جانبي الطريق بانتظام ..ولو مددت يدي للامستها لقربها وقد كتب على كل قبر اسم صاحبه المرحوم ..قلت في نفسي وقد تكون نهايتي إلى جانب إحداها ..إننا نسير في مدينة الموت والأشباح ..إنا لله وإنا إليه لراجعون...قبور وأسماء هلكى ..وكابوس مروع لم يسبق أن داهمني في حياتي مطلقا..ورغم أن الطريق بدأ يهدأ عنفوانه وصلفه إلاّ أن القبور تتزداد اعدادها كثافة، قلت لاشك أننا نسير في قرافة ولسنا في الخط الصحيح ..الطريق الذي يتوسط المقبرة اصبح الآن منسابا إلى حد مقبول ..وفيما كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة ليلا ..ابصرنا رجلا واقفا أمام مبنى صغيرا..لقد كان الإنسان الوحيد الذي نشاهده بعد الشرطي !! قال السائق أتعرف نيد الضالع ؟ أجابه: هذا نيد الضالع .ولم نلبث حتى كان الأستاذ محمود يصافح محسنا ( الحمد لله على السلامة تفضلوا ياخْوانّا).أما أنا فقد بقيت في مكاني للحظات استجمع فيها قواي للترجل من السيارة ..وبالكاد نزعت نفسي انتزاعا من المقعد الأوسط وأهويت إلى الأرض ساجدة ..كان السائق يساعد الأخ محمود ومحسن في نقل متاعنا من مؤخرة السيارة فالتمحته وهو يهم بوضع بعضه فوق أحد القبور.. الذي كتب عليه أحمد سليمان العبدلي..فانتهرته قائلة : (حاسب ماتحطش شنطتي عل القبر) ..فضحك الأخ محمود وقال (دي خزان ميه ياختي لا قبر ولا حاقة )قلت ..ازاي بقه؟مش هي؟؟إزاااااي....؟؟؟...الله!!!وتذكرت أنني سمعت عبارة تقول:( يا وا كلهن قبور).....لقد قام الأستاذ محمود بحمل الشنط وركنها بجانب باب المستوصف وأدار العربة كما طلب منه السائق بحجة أن المكان ضيق ..ثم أخذ طريقه بعد أن نقده محسن مبلغ 150 ريالا..(انتهى).قلت: لقد جنى السائق عليهما وأخطأ في حقهما بسبب قلة خبرته وعدم مهارته في ارتياد الطرق الوعرة بل أخذ يجرعهما الويلات ..ويذيقهما صنوف التخويف والرعب ..حتى كادت أختنا المعلمة سمية أن تفقد صوابها ، إلى درجة أنها اعتقدت بأن خزانات المياه الممتدة على الطريق العام ما هي إلا مقبرة طويلة وكأن صوتا سمعته يقول (يا وا كلهن قبور)!! وأن الأسماء المكتوبة عليها لم تكن إلاّ لأولئك الراحلين!! وتصورت أنه سيكتب اسمها على قبر مماثل ..في حال عثر على جثتها تحت الركام.. وتخيلوا أخونا التهامي عندما بصر بالكتلة التي سقطت في الخط وهو يعلن أن الجبل انهار ..نعم لقد واجه خطرا غير أن العناية الإلهية قد حفتهم وكتبت لهم السلامة ..كانوا ثلاثة من الغرباء يواجهون تجربة الصعود إلى فيفاء لأول مرة في اجواء استثنائية بالفعل..لقد بقيت الأخت سمية تروي هذه المغامرة المرعبة لطالباتها طلية السنوات التي مكثتها في جبال فيفاء !!تنويه:( كل الأسماء الواردة في هذه القصة ليست حقيقية عدى اسما واحدا فقط..وذلك مراعاة لمشاعر أبطالها الذين لم يتم اخطارهم بالنشر)......................

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::