إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

القاضي عبدالرحمن ..!!

سلسلة في صالة المغادرة..
السيد القاضي..
ليس من قبيل المصادفة أن يغمرنا الثناء ، وتنهمر علينا عبارات التشجيع والإعجاب من أناس طارئين على حياتنا ، فذلك أمر جرت به العادة على مر التاريخ.. فيكون ذلك الثناء العابر فاعلا في صياغة وجداننا الطيع المذعان.. وأكبره تأثيرا ونفاذا .. ماقرع أسماعنا في سنوات الصبا وفترة التشكيل المبكرة..ليبرز لا حقا فيشف بكل صدق عن مكنوناتنا التي تصدر عنها اهتماماتنا وقناعاتنا ورؤانا ..فتأتي تبعا لهلقد مكث (عبدالرحمن) فترة طويلة يجوب البلدة متنقلا في ضيافة عدد محدود من الأشخاص الموسرين ، نسبة إلى اليسار المتعارف عليه سنة(1964)والأعوام التي أعقبتها الى سنة (1973) إذ توالت مشحونة بالبؤس والشقاء ، واتسمت بالمحل والجدب ، فعز الطعام وشح وجوده ..وهؤلاء النفر القلائل الذين يؤثرون (عبدالرحمن) بالضيافة والقرا تسنموا الذروة في الكرم والإيثار بين العشائر القاطنة..مع ما يمتازون به من مكانة اجتماعية مرموقة ..فجلهم إما شيخ قبيلة ، أو عريف عشيرة ، أوشخصية يشار لها بالبنان .. كانت تلك السمات العامة التي تجمع بين اصدقائه ومضيفيه..فلقد استطاع أن ينتزع إعجابهم بشخصيته رغم ما يكتنفها من غموض شديد ، مرده الى تصرفاته التي يستخلص منها التناقض لأول وهلة..مما جعل الناس ينقسمون حوله مذاهب شتى ، فمنهم من عده في المضطربين عقليا ..ومنهم من عده في جملة العقلاء ..الذين يرزحون تحت وطأة الهموم والأحزان ..فتعكر صفوه كلما تذكرها ، أو دعاها من الدواعي ما يهيجها من مكمنها ومستقرها ، فيثور ويضطرم !! ومنهم من يرفعه الى مصاف العلماء البارعين في المعارف الشرعية ، بل عدوه بحرا لا يجارى في في علمه وفقهه.. وكثيرا ما يحصل هذا الإضطراب والتباين في آراء الناس تجاه الأمر الواحد فتتضارب الأقوال ..وتتباين الأحكام بين الإنصاف والإجحاف.ولقد حاولت جاهدا العثور على ما يزيل الغموض ويكشف النقاب عن حقيقة تلك الشخصية المبهمة بالنسبة لي..فلم أدع سانحة تأتي على ذكره العابر إلاّ وتوقفت عندها ..ملقيا بسيل من الأسئلة والإستفهامات وخاصة على أولئك الذين خالطوه أو احتكوا به ، واطلعوا على حكايته أوجانبا منها ..فتتعددت الروايات والأقوال لكننا نستخلص منها أن (عبد الرحمن ) كان أحد مشاهير القضاة في مدينة صنعاء إبان العهد الإمامي .. فتعرض منزله لغارة جوية عند قيام الثورة في أوائل الستينات الميلادية ..فدمرته تماما واختلطت أنقاضه بأشلاء عائلته..فكان لفداحة الكارثة أثرها العميق وجرحها الذي لا يزول من نفسه ، ولا يندمل .. وكانت سببا في اختلاط عقله وذهاب لبه .. فخرج من مدينته هائما على وجهه لا يلوي على شيء .. فقادته قدماه الى هذه القرى النائية ذات مساء ..وكما تنبت الحشائش الصغيرة ..وتولد التفاصيل العابرة علي حين غرة منا فقد أبصرناه يجوب الأمكنة .. وتنتظمه الدروب الناسجة للقرية .. بما تنطوي عليه من مفاجآت محتملة تعترض السابلة الغرباء..وعادة ما تكون من غلام لا يعي سوء فعله .. فيقذف الحجارة والشتائم والسباب .. ولكن لم يكن ذالكم الغريب كسابقيه من (الطروش) الذين اعتادوا كسر حدة المشاكسات الصبيانية بالصبر والتجاهل..فقد كان يتصدى لها وكأنه في مواجهة عدو غاشم ..ويشاع أنه دعا على أحد هؤلاء الصبية وقد تمادى في إيذائه.. فاستجيبت دعوته..ومن هنا أصبح مهاب الجانب رغبة أورهبة!!وحين عهد اليه الفقيه موسى القيسي بتلاميذه قطعة من نهار أوائل شتاء 1967م وكنت واحدا من تلك (المعلامة) حضر مكفهرا عابسا يابسا يكاد يتميز من الغيظ ، يحمل (مخباطا) أطول من قامته ..واتخذ من (دكة) الفقيه مقعدا وقاعدة !! فساد صمت رهيب وسكون موحش.. وكأننا تماثيل من حجارة باردة لا حياة فيها .. ومرت اللحظات بطيئة كا الدهر..ثقيلة كالذنب ..بغيضة كالفقر!! وانسلخ أول النهار وأدبرت ساعاته الأولى ونحن على هذه الوتيرة ..وجوم وترقب ..فيما ظل السيد عبدالرحمن صامتا لا يتكلم ..كالجندي في نوبة حراسة مشددة .. يرمقنا بعينين جاحظتين في وجه مستدير ذو بشرة قمحية داكنة ، تؤطره لحية كثة خشنة ..خالطها شيء من البياض، وقد ترك عليه (العنقز) أثرا واضحا يفوق الأثر الذي خلفته سنيّه الأربعين..ليست هذه هي المرة الأولى التي أجدني فيها وجها لوجه مع السيد لكنها بالتأكيد التجربة الفريدة والنادرة التي تجمعنا في هذين الدورين ـ التلميذ والمعلم ـ عل مسرح واحد ..لكن مع ما يشبه وقف التنفيذ..ولو بصورة مؤقتة فقد حل أوان الإنصراف دون أن يتحقق لنا شرف التتلمذ على يديه بالشكل المعهود ..غير أنه ترك في نفوسنا إضافة أخرى..لم نكن نحملها عبر التجارب السابقة عن شخصية المعلم والمؤدب في آن ..وكيف يجب أن نهابه ..ونخشى سطوته ونتحاشى بطشه ..فهذا الدرس الوحيد الذي علق بالذاكرة راسخا مستقرا!! بل لقد محا أو لنقل هذب بعض الذي أعتبره كغيري فظاظة أوعنفا عبر المعلامات السابقة للشيخ عبدالله بن شريف والسيد إبراهيم رحمهما الله ..والحق أنني لم أتعرض للضرب في أي من هذه الكتاتيب ..فقد كنت أشهده لتأتي وطأته على نفسي أشد منها على تلك الأجساد النحيلة الغضة..فأتحاشاه بالحفظ وتجويد الخط..والتزام توجيه المعلم..أقول : لعل شيئا من هذا القبيل قد دفع عني مغبة العقاب وإلاّ فأنا لم أبلغ السابعة من العمر عندما ألحقني والدي بمعلامة الشيخ عبدالله بن شريف رحمه الله التي انتظمت في فناء بيت (ناعمٌ) أوائل 1967م ومن المؤكد أنني في هذا السن المبكرة ليس في وسعي إدراك تلك المفاهيم والقيم ..لكنها قد تند عن أي طفل بالفطرة المحضة..بغض النظر عن جهلنا بالعناوين أو الحقول التي تندرج تحتها هذه الخلال..مرت سنوات عجاف تلاشت خلالها الكتاتيب من قريتنا بافتتاح مدرسة نيد أبار سنة 1970وكنت أحد طلابها الذين تم تصنيفهم للدراسة بالصف الثاني الإبتدائي نظرا للقدر الذي حصلنا عليه من التعليم في الكُتّاب .. ومضينا ندرس ذلك العام حتى تصرم وانقضى..وحصلنا على البطاقات التي تشهد بما أنجزنا ..الأمر الذي لم نعهده من قبل ..فبرز شيء اسمه التفاضل كان مغيبا عنا سنوات المعلامة ..ولعل السيد (عبدالرحمن ) أراد أن يمتحن تحصيلنا ومعارفنا حيث ألقى علينا عددا من الأسئلة عصر الأول من أيام عيد الأضحى المبارك سنة 1971م في دار عمي أسعد يرحمه الله وكان يضم المجلس والدي وأعمامي وقد أنصتوا للسيد وهو يختبرنا ..ففتح الله علي وحصدت قدرا كبيرا من الإجابات الصحيحة ..الى جانب اللغز الذي ختمت به المنافسة ..مما أثار إعجاب السيد فامتدحني مؤكدا على والدي الإهتمام بتعليمي ..الى آخر ما هنالك من عبارات المديح والثناء الذي أطربني كثيرا ..فيما اعتبره والدي وجملة الذين حضروا..مجرد دعابة يقتضيها المقام ـ أقول لعلهم اعتبروه كذلك ـ ويقصد منها شحذ همم الأقران على التحصيل الجاد.. ومهما يكن ذلك صحيحا إلاّ أن الأمر بالنسبة لي كان مغايرا ..ومختلفا عن تلك الرؤية .. فبحسب شهادة السيد عبد الرحمن أنني شاطر وذكي ..ولو لم أكن كذلك لما أثنى علي معرضا عن الآخرين ..ربما كنت في التاسعة ..والتشجيع في مثل هذه السن له وقعه وتأثيرة ..ولعامين متتاليين كنت الثاني على الصف ..أما السيد فقد توارى عن الأنظار بذات الطريقة التي ظهر بها قبل ما يربو عن عقد من الزمان ولعله تصادف اختفاؤه مع إجراء تغييرات قيادية ودستورية مفاجئة أعلنتها صنعاء..
__________________

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::