إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

أناشيد الرعاة..!!


(مقطع من
نشيد الصِّبا )
لم تكن هناك بوادر تنذر بقدوم العاصفة ؛ لكنها فجأة اجتاحت سكون الحقل ووداعته.. فزرعت الفوضى في صفوف الذرة المنتصبة نحوالشمس..محطمة سيقانها الغضه..لتتهاوى العذوق الفتية بقطلها مفترشة الأتلام المبتلة ، أنما ليس بالندى فحسب!! فقد بللتها-على المدى البعيد- ناصية معروقة لفلاح مترع بالتفاؤل والأمل..كانت غَرْسَة تتهيأ للخروج إلى المرعى ديدنها كل صباح..وما إن فرغت شقيقتها الكبرى من جمع الحليب حتى انطلقت تسوق قطيعها بألفاظ عتيقة تستجيب لها الأغنام على نحو مدهش..وبصوت أوبرالي حاد تُبدد مابقي في جعبة الصبح من سكون الليلة المنصرمة ، ليتناهى إليّ صوتها الزاجر كي أنطلق لملاقاتها عند الطرف الشمالي للقرية حيث اعتدنا أن نلتقي دوما ، فيتلاشى القطيعان بين أشجار السدر الواقفة على ضفاف الوادي الذي استمدت منه قريتنا الصغيرة اسمها الشهير..وليس وحده الاسم الذي تدين بفضله قريتنا لهذا الوادي العظيم ، بل بميلادها الأول بين أحضان مناهله العذبة الفياضه...
وهاهي غرسةُ مقبلةً..
كضياءٍ على شفتي فَلَقٍ جديدٍ..
تُسافر في دمي ألقا وفتونا..
فحين ابتسمتْ..
تيقّنْتُ أن نهارا تعطّر بالأغنيات..
يغذ الينا الخطى.. فنهضتُ..
أردُّ السلامَ..
ثم
أصافحها ونمضي سويا...
***
غرسة في مثل سني تماما ..تخطت عامها الثاني عشر باشهر قليلة .. وعبر هذا الوادي الفسيح الذي يمتد أمامنا حتى يلتقي بالأفق البعيد نحوالغرب..كنا ندفع أغنامنا عبر ضفته الجنوبية صاعدين ببطئ إلى الهضبة الخضراء؛ حيث تنعم قطعاننا بالمرعى الوفير وننعم بالظلال الوارفة..هناك لا نلبث حتى تطوقنا غابة كثيفة من أشجارالسدر المتطاول نحو السماء..تدثره حلة زاهية من الكين الذي يغرينا أن نُمضي بعض الوقت كي نحصل على حباته الصفراء اللذيذة .
أتحفز وألقي حجرا ثقيلا ليهتز له جذع نافر فيتساقط علينا يانع الثمر ..نلتقطه ..نجمعه.. وألقي حجرا آخر.. فتهطل الثمار..نجمعها..نلمّها..ونتابع المضي باتجاه الربوة الى الشرق.
شكلت أغنامي سربا مستقلا تقوده غالبة..وهي العناق الأكبر سنا..وربما كانت الأم والجدة لمعظم أفراد القطيع..كنت أطلق عليها هذا الاسم لغلبتها وتحكمها في سيره وحركة اتجاهه..وإذا ماغفلت عنها للحظة وجيزة فأنني سأتحمل نتائج قراراتها المباغتة.. مما يكون سببا في تهكم جدتي وهي تسألني بسخرية شديدة : من الذي يرعى الآخر؟!.
وهنا تستقل غرسة بقطيعها لترعى شمالي الربوة التي أعتلي متن صخرتها البارزة؛ كعادتي في مثل هذا الوقت المبكر ..إنها تمنحني مجالا أوسع للرؤية..ومن هنا أشعر بأنني أحلق عاليا ، فتصبح كافة التفاصيل في سهل منخفض إلى الأسفل مني..وبمقدوري أن أرصد الحركة داخل القرية وهي تفتح ذراعيها لأشعة الشمس التي أدرت لها ظهري الآن وأنا أتأمل بريقا ينعكس من حجر المرو الذي جلبه سالم ليزين به نوافذ بيته حينما يكتمل.
إنه مشهد مألوف يتكرر كل يوم، دون تغيير يذكر، نفس الفعل والحركة في ذات المكان؛ والوجوه المألوفه ذاتها..لوحة أكاد أحفظ كافة تفاصيلها عن ظهر قلب..وبالرغم من ذلك فأنا لا أشعر بالملل.. ولولا الدهشة التي أحملها إزاء الأشياء عندما أبصرها للمرة الأولى..هي التي تبعد شبح الاحساس برتابة التكرار الذي يميز هذه اللوحة التي اعتدت أن أمارس إعادة ترتيبها من فوق هذه الصخرة..فتلك الشجرة العتيقة التي تقبع فوق الحيد الصخري عند الطرف الشمالي للقرية أجدها أكثر أناقة لوكانت في الجانب الآخر..لست أنا وحدي من يرى ذلك ـ بالنسبة لهذه الشجرة على الأقل ـ فقد كان ماطر ووصديقه محسن يتمنيان زوالها ويدعوان بهلاكها في مبالغة شديدة لا أعرف لها سببا، في حين تنعم شوقة بظلالها الوارفة وهي تراقب واردات القرية كلما خرجت ابنتها في معيتهن لجلب الماء من النبع القريب، وكأنها لاتقوى على فراقها طرفة عين..فيمنحها ظل هذه الشجرة العتيقة فرصة إبقاء الصبايا تحت بصرها ذهابا وإيابا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::