إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

البحث عن البرهان.. لما حدث في جامعة جازان..!!

1 ـ 3
الكل يؤمن باستحالة استخدام منشأة تشكل خطرا على حياة فرد واحد فضلا عن أمة بكاملها .. والكل يعلم بأن ارتجال قرار كهذا لا يمكن أن يكون مجازفة أو تحديا للرأي العام ..أو محاولة لرد اعتبار مؤسسة بهذه الأهمية..أوردما للهوة السحيقة بين الثقة وعدم الثقة؛ في جامعة وليدة؛ نشأت لتكون ساقية تمد الوطن بكوادر البناء والرقي..والكل يتفق على سمو رسالتها ونبل مقصدها..وبأنها المؤسسة الأهم على الإطلاق.. وآية صادقة لذروة الجهد التنموي وهي تستهدف صياغة الفكر وتشكيل الوجدان لدى نساء المستقبل ورجاله..والظاهرة التي حدثت للمبنى الأكاديمي في الأسبوع المنصرم؛ يمكن أن تحدث لأي مبنى له نفس المواصفات في الحجم والوزن؛ والسرعة الزمنية القياسية في التنفيذ..بغض النظر عن تفاوت الظروف المناخية.. تلك الظاهرة لايمكن أن يكون إعلانها محرجا لجامعة جازان مهما تفاوتت الأراء في فهمها.
وظاهرة الهبوط التفاضلي الحميد أو ما نسميه بالتطامن يمكن أن تحدث لمنشأة تم تنفيذها في زمن قياسي ومن ثم استخدامها وإشغال بعض مرافقها بالأوزان الثقيلة قبل أن يتخذ هيكلها العام الصلابة النهائية له. والتطامن في بعض الأبنية حديثة التشييد؛ أمر معروف، ويطلق على هذه الظاهرة في لغة العرب الجنوبية ( التراكف) أي الإطمئنان ..ويصاحبه اهتزاز بسيط للمبنى دون تشققات في الجدران أوتساقط للمراج أواللياسة حسب علمي .. ولعله ما حدث بالضبط للمبنى الأكاديمي يوم الأربعاء من الأسبوع المنصرم..وأرجو أن لا يكون تطامنا أو تراكفا من النوع الخبيث الذي يستوجب تدعيم المبني بشكل عاجل.
الإمعان في التضليل..!!
لقد تمكنت جامعة جازان بتفوق لا مزيد عليه من تضليل الرأي العام ولو مؤقتا بالاحتفاظ بحقيقة ما حدث فأعطت بذلك
فرصة للتكهنات والتخرصات والمبالغات ونسج الشائعات ومنحت للخيال مساحة لا حدود لها من التحليق..معتقدة بأنها
ترتكب أخف الضررين..فجاءت التصريحات التي تحمل صفة الرسمية مجتزأة، مبتورة، مرتبكة، متضاربة؛ يلعن بعضها
بعضا.. مما يؤكد وجود حقيقة غائبة لزم البحث عنها واستنتاجها من خلال هذا الكوكتيل المتباين وأولها:
حكاية الـ "آر مسترونق"فلو صحت هذه الحكاية وأن ما حدث لا يعدو كونه سقوط لقطعة آرمسترونق من السقف أمام المدخل عند التاسعة صباحا.. فينشأ عن ذلك السقوط كل هذا الصخب والتراجيديا؛ لتتدخل الجهات المعنية من الدفاع المدني، والأمن العام، وجمعية الهلال الأحمر، وطوارئ المستشفى العام.. وتنظيم عملية إخلاء وفرت لها الجامعة باصات مكيفة ..هكذا تقول الرواية (باصات مكيفة) لنقل الطالبات.
وأقول: لو صحت هذه الرواية فإن أمة من أربع كليات قوامها 3000 امرأة بين طالبة جامعية وأكاديمية تحمل شهادة عليا أو مجموعة من الشهادات ـ يفعل فيهن سقوط قطعة مصنوعة من الورق الهش ما فعل برغم ضآلة وزنها الذي لا يتعدى بضعة غرامات ـ أمة كتلك لا تستحق أن تهيأ لها أكاديمة طويلة عريضة لعدم أهليتها..وليس أمامنا إلا محاولة استحضار مشهد سقوط القطعة من السقف المستعار وهي التي بينتها الصورة الفوتوعرافية المنشورة على موقع الجامعة .. وسيكون السيناريو وردة الفعل وفق الصور التالية:
الصورة رقم1:
تسقط قطعة من السقف المستعار في الصالة الأمامية لمدخل المجمع على رأس طالبة تصادف مرورها في المكان ..
فانطلقت تصرخ مذعورة مما حدث لتهب إحدى الأكاديميات الأقرب للحدث فتقوم بتهدئة الطالبة واحتواء مخاوفها وتبديد
ذعرها.. ثم تتجه فورا إلى المكان الذي ذكرته الطالبة ..وحينما تعاين قطعة الآرمسترونق الواقعة على الأرضية.. تتمتم
قائلة: يالك من فتاة خوّافة.. سامحك الله.. ثم تأمر الفتيات المتجمهرات بالانصراف كل إلى شأنها, وتتجه إلى الإدارة لشرح ما حدث وتنتهي المسألة عند هذه الحدود.. وهذا السيناريو لا يتفق مع ردة الفعل التي حدثت ولا يدانيها.. لكنه المتوقع عند
سقوط قطعة آرمسترونق مقاس 20×20.. حتى ولو وقعت فجأة على رأس طالبة .
الصورة رقم2:
تسقط القطعة متزامنة مع دوي واهتزاز يعم جنبات المبنى مع رؤية تصدعات وتساقط لقشرة اللياسة مما يستدعي مسؤلات المبنى إلى إبلاغ الجهات المسؤولة فورا.. وإخلاء المجمع بسرعة قصوى أدت إلى التدافع الشديد الذي نتج عنه
إصابات استرعت نقلها لتلقي العلاج..وهذا السيناريو يتفق مع تصريح مدير الدفاع المدني في جازان العميد حمود
الحساني لعكاظ . كما يتفق أيضا مع المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني النقيب/ يحيى القحطاني ..ومع الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية الأستاذ جبريل القبي بشأن الإصابات بين منسوبات الأكاديمية.
الصورة رقم 3:
تسقط قطعة بلوك أسمنتية من السقف الحامل للسقف المستعار المثبت بمشدات حديدية قد لا يتجاوز طولها 40 سم ....
فأحدثت دويا عم أرجاء المجمع وتنادت الكليات الأربع للخروج فورا طالما وأن الموضوع أصبح فيه بلوك ومن السقف!! وهذه الصورة تتفق مع تقرير المهندسين الذي كشف النقاب عنه في المؤتمر الصحفي..الذي عقد في اليوم التالي والذي جاء فيه بأن الذعر كان سببه (صوت سقوط جزء من بلكة اسمنتية على السقف المستعار (الأرمسترونج) أثناء عمل المقاول على استكمال إغلاق الفتحات الموجودة بجدران المناور بالسطح العلوي.) ونتساءل ببراءة تامة كيف للبلوكة أن تأخذ طريقها من السطح إلى السقف الأصلي ثم تجرف في طريقها قطعة الآرمسترونق؟ وهل يعتبر اختراقها هذا خارقا للعادة أم لا؟.. وهل يعد سلوكا خاطئا للبلوك منذ أن عرفته البشرية إلى الآن؟!! طالما كان السقف عبارة عن بلاطة من الخرسانة المسلحة المصمتة..أما إن كان سقفا هرديا فيعني أن قوة ما قد حركتها من مكمنها الوثير..وهذه القوة كانت مدعاة لإخلاء المبنى ذي الكليات الأربع .. أما إن كانت الصالة الأمامية لمدخل المجمع عبارة عن منور مسقوف بالآرمسترونق فتلك حكاية أخرى نقر فيها ونعترف بأن قطعة من بلوكة أسمنتية قد هوت من السطح أثناء عمل المقاول سالكة مجرى المنور لتستقر في الصالة الأمامية لمدخل المجمع والذي هو في الأساس أحد المناور..فهل يصدق عاقل مثل هذا؟..وهذا المقاول أومن أجازله العمل أثناء وجود الطالبات يتحمل كافة المسؤلية تجاه ما حدث في ذلك اليوم..طالما وهو إجراء غير قانوني البتة ويخالف الأنظمة والأعراف إذ يجب أن يكون المبنى خلوا من أي عناصر رجالية تحت إي ذريعة..ولا بد من خضوع الجهة التي منحت هذا المقاول الصلاحية باعتلاء المبنى أثناء تواجد الطالبات..أما إن كان بعلم الجامعة فلماذا لم تشر إلى تواجده واقتصر الأمر على إشارة خجولة وردت في تقرير المهندسين وتقول : ( وأوصت بإنجاز التوصية التي تم ذكرها في التقرير الفني المتعلقة بتغطية المناور بحاجز معدني تحت إشراف هندسي خارج أوقات تواجد الطالبات.) تخيلوا ........... اللجنة الهندسية توصي باستكمال العمل خارج أوقات تواجد الطالبات.. تخيلوا .......... لماذا توصي اللجنة الهندسية بذلك؟ هل لأن تواجد الطالبات سيعيق استكمال العمل؟ مع أنه يتم استكماله في منطقة بعيدة عنهن وهي السطوح كما ذكر!!.. أم لأن البلوك قد يتساقط ويحدث جلبة ويتسبب في تكرار الذعر والهلع فيما لو كن متواجدات؟..ثم لماذا البلوك يسقط من المقاول أثناء العمل مع أن التقرير ينص على حاجز معدني ؟ ما الحكمة الكامنة وراء هذه التوصية التي يفترض مراعاتها من قبل المسؤلين في الجامعة لا من جهة محايدة؟ ..هل الفريق الهندسي المحايد أكثر حرصا على مشاعر بناتنا وأخواتنا أكثر من الجامعة نفسها؟..
حكاية فواصل التمدد..
وكانت قاصمة الظهر.. فلا بد من تفسير للصدع الظاهر في جسد المجمع لإبعاد شبح الخوف والتوجس وهو ما يعرف بفواصل التمدد..وهي موجودة ضمن المخطط نظرا لحجم المبنى الذي يزيد طوله عن أربعين مترا وهو عبارة عن مادة بلاستيكية يتم غرسها في أماكنها وفق قياس محدد يستوعب عملية التمدد بالكامل أي أن هذه الفواصل تخضع لاعتبارات مناخية ومستوى التبريد الداخلي ودرجات الحرارة القصوى في الخارج..وتتحكم هذه الفواصل في حركة تمدد الجدران الخارجية بصورة سلسة ومنضبطة فلا تحدث فجأة كالتمدات التي تنتج عن الانفجارات بل لا يمكن رصد حركتها بالعين المجردة..ولا يمكن رصد أي أثر لها ..وإلا لما كانت فواصل تمدد ولقد رأينا في الصور المصاحبة التفتت الذي حدث في الصدع وعدم انتظامه مما ينفي عنه هذه الخاصية تماما ويبرؤه من تهمة فاصل للتمدد..والذي شاهدناه في الصورة ليس تمددا بل انكماشا..بمعنى أن الجدارين قد انطلقا في اتجاهين متضادين فاتسعت الهوة بينهما وهذه العملية الفزيائية تسمى انكماشا لا تمددا ..ولو حدث تمدد للجدارين لزاد التصاقهما ببعضهما حتى يتقلص فاصل التمدد لأنه استهلك حركتهما, وحينها نسمي هذه الحركة بالتمدد.والآن لنتساءل لماذا جازفت هذه المكاتب الهندسية وخرجت بهذا التفسير الأهوج ؟..لكن مهلا لماذا لم يرد ذكر لأي منها بل قيل عنها محايدة؟ هل إيراد ذكرها سيكون عملا دعائيا مجانيا لهذه المكاتب طالما وقد دفعت أتعابها؟ لماذا لم ينشر كامل التقرير موقعا بأسماء المهندسين الذين استوصوا بنسائنا خيرا؟.
حقيقة الهبوط المر..
أما لماذا تحاشى التقرير أي إشارة للهبوط ..فلأن غالبية سكان هذه المدينة يعرف الهبوط جيدا وما تعنيه ثقافة الهبوط للأبنية والشوارع..وكيف أن أحياء بالكامل ابتلعتها القبة الملحية التى يقوم عليها الجزء الواقع في الجنوب الشرقي من مدينة جازان غالبا..وكيف عاثت هذه الظاهرة هدما وتنكيلا قبل تطبيق الحلول الهندسية الحديثة التي جاءت لتقلص من مخاطرهذه الظاهرة المرعبة رغم تكلفتها الباهظة..فهل كان عدم التصريح بحقيقة الهبوط أمرا لازما حتى لا يفسر على غير حقيقته؟. أم أن الأمر كان غامضا بالنسبة للمسؤلين فكان نتيجته هذا التضارب الشنيع في شرح ماحدث أملا في طمأنة وإقناع الرأي العام ؟.
ولا بد من أن الهبوط الذي حدث للمجمع قد جاء ضمن المدى المسموح به هندسيا أو ضمن الحدود المقدور على مواجهتها بالتدعيم أو أي حلول هندسية أخرى ولعل ذلك كان المشجع لمعالي مدير الجامعة في أول تصريح له ليؤكد : ( بأن المجمع جاهز ولم تكن به أي ملاحظات، مطمئناً كافة أولياء أمور الطالبات بأن بناتهم في أياد أمينة، وأنه سيتم عودتهن إلى مقاعدهن الدراسية يوم السبت المقبل إن شاء الله بعد عمل الإجراءات التي تكفل عدم حدوث ما يعكر صفو الطالبات). المجمع جاهز ولم تكن به أي ملاحظات..هكذا قبل تشكيل أي لجنة هندسية تؤيد قوله بسلامة المبنى وجاهزيته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ 3


في غمرة ابتهاجنا بما تحقق ويتحقق من آمال وطموحات طال انتظارها في منطقة جازان..إذا به يطل علينا الوجه الكئيب العابس لذكرياتنا القديمة من خلال الشروخ والتصدعات التي مني بها المجمع الأكاديمي لجامعة جازان.. وبسقوط البلاطة الشهيرة أخذت تتساقط معها أحلامنا مرة أخرى..ومع اهتزاز ردهات المجمع اهتزت الثقة في نفوس آلاف الطالبات في إدارة جامعتهن، ليمتد إلى المجتمع الجازاني المتابع لهذا الحدث الخطير..ذلك الاهتزاز لم يقتصر على المجمع جسدا وقوى بشرية بل امتد ليهز إدارتها بكل عنف وجبروت حتى فقدت تركيزها وتوازنها، فتسجل على الفور سقوطا ذريعا وإخفاقا غير مسبوق في مواجهة الحدث والتصدي له بحكمة واتزان..نعم هذه الجامعة الفتية تدار من قبل إخوة أشقاء وليس منا من يشك في نزاهتم وحبهم الأكيد لأمتهم ووطنهم ..وليس فينا من لا يثمن سعيهم المخلص
وتفانيهم وبذلهم السخي لمجتمعهم كافة والمجتمع الجيزاني خاصة من خلال مواقعهم الوظيفية الحساسة في إدارة جامعة جازان؛ تلك المواقع الوظيفية الهامة لا تقبل باتخاذ القرارات الاجتهادية والإجراءات المرتجلة..التي قد تستهدف ـ دون قصد ـ ثقة الدهماء والعامة في الرموز القيادية على مستوى الوطن ..باعتبارهم على علم ودراية بما جرى ويجري..والإدارة الجامعية التي تذهل عن رسالتها المقدسة عند اهتزاز مبنى وتصدعه؛ ويغيب عنها واجبها الأسمى وهو تكريس الولاء للوطن وقيادته وأمته ليورق ويخضر في نفوس منسوبيها بل على مختلف الأصعدة، لا أن تتجاهله وتخرج على الناس بالغول والعنقاء.. وما علم اللهُ وملائكتهُ والمؤمنون والمؤمنات ممن حضر ونظر إنه بخلاف ما حدث ويحدث.
وأقول:بأن إدارة كهذه ليس من العدل والانصاف اعتبارما قامت به على أنه الوجه الحقيقي لسياسة الدولة تجاه مواطنيها..بل لا يمت له بصلة وهي منه براء.
نعم هم بشر قد يخطئون ويصيبون ويعتريهم الضعف والذهول.. وقد تلتبس عليهم الحقائق..إنما يفترض أن يكون ذلك لوهلة فيعودون بعدها لرشدهم ويستدركون خطأهم ويلتمسون الصفح..وخير الخطائين التوابون ..وتلك سمة أهل الرشاد في كل زمان ومكان.
لقد علمت إدارة الجامعة كما علم عشرات الآلاف من مواطني منطقة جازان ما الذي حدث في المبنى الأكاديمي يوم الأربعاء الفائت.. علمته الإدارة واستيقنته نفوس منسوبيها وشاهدوه بالتفصيل الممل..ويعلمون بأن حدثا كهذا يستحيل تماما كتمانه أو إخفاء الحقائق المتعلقة به.
وتعلم الإدارة كما يعلم البعض من المواطنين قبل ذلك الأربعاء عن العمال الذين يعج بهم سطح المجمع وكيف تتسرب رائحة تبغهم إلى أنوف الطالبات.. وكيف تتفاجأ بعضهن بالعمال وجها لوجه خاصة من أولئك اللائي يقصدن الدور الرابع فإن تصادف وأخطأت في اختيار المفتاح الذي يجب أن يكون الرقم 3 فأن المصعد سيحملها خطأ إلى منطقة العمال .
ولقد علمت الإدارة كما علم غيرهم بأن المدخل الرئيسي للمجمع قد سقطت بوابته الزجاجية قبل يوم الأربعاء واستعيض عنها ببوابة ضيقة جدا لولا لطف الله لكادت أن تتسبب في كارثة حقيقية ساعة إخلاء المجمع مما يقارب 3000 طالبة صبيحة الأربعاء.
وقد علمت إدارة الجامعة بالاهتزازات وضجيج الأسقف والجدارن والشقوق والتصدعات عن طريق المشرفة التي كانت تنقل مايجري لأحد المسؤولين وتصف ما تشاهده وتشعر به عن طريق هاتفها النقال من ممرات الدور الأول الذي تأثر كثيرا بحركة تطامن المبنى أوما يسمى بـ (الترييح ) المفاجئ الذي عمت آثاره كافة الأدوار.
وتعلم إدارة الجامعة بأن ما حدث يستحيل خفاءه ..ولايمكن لعاقل أن يتصور كتمانه ودفن حدث يشهده الآلاف ممن عاش رعب المجمع وفزعه في ذلك الأربعاء.
كما تعلم إدارة الجامعة بأن أدق تفاصيل التفاصيل لما حدث سوف تكون أمام سمو أمير المنطقة خلال دقائق وليس ساعات..بل وكافة مسؤولي الدولة وعلى رأسهم والدنا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ..حتى ولو كان لمجرد الاشتباه في أمر يهدد الأمن والسلامة الجماعية لأكثر من ثلاثة آلاف طالبة.
كل هذا وذاك لا بد وأن إدارة الجامعة تعلمه وتدرك إن ما حدث سيعلم بين الأمة خلال ساعات فقط ..وبرغم علمها المسبق خرجت بنفي قاطع لما حدث.
فلأي شيء يا ترى أنكرت تصدع المبنى؟ وأنكرت الأضرار الجسيمة التي لحقت؟ تلك الأضرار التي لم تستطع احتوائها خلال العطلة الأسبوعية مع ما جندت من طاقات وحشدت من جهود؛ إلا أن أثر الدمار كان واضحا في الصور التي تم التقاطها للأضرار داخل المجمع مطلع هذا الأسبوع من قبل إحدى الطالبات المجازفات؟؟.
هذا الإصرار الغريب على نفي ما حدث يمكننا رده إلى هول المفاجأة واحتدام الموقف الذي جعل معالي مدير الجامعة يخرج عن طور المنطق والمعقول في أول تصريح ضمن الخبر المتعلق بالحدث نشر في موقع الجامعة جاء فيه : (ووجه معاليه بتكليف عدد من المكاتب الهندسية والاستشارية بالبدء فوراً بمعاينة المبنى والتأكد من كافة اشتراطات السلامة فيه وتقديم تقارير مفصلة لمزيد من الاطمئنان على سلامة بناتنا الطالبات اللاتي يهم الجميع دراستهن في أجواء دراسية مطمئنة توفر الراحة والسلامة بالدرجة الأولى.
مبيناً معاليه بأن المجمع جاهز ولم تكن به أي ملاحظات، مطمئناً كافة أولياء أمور الطالبات بأن بناتهن في أياد أمينة، وأنه سيتم عودتهن إلى مقاعدهن الدراسية يوم السبت المقبل إن شاء الله بعد عمل الإجراءات التي تكفل عدم حدوث ما يعكر صفو الطالبات.)
هذا التصريح الذي يجمع بين النقيضين..تكليف لجنة هندسية لمعاينة المبنى ..وقوله في نفس الوقت ( بأن المجمع جاهز ولم تكن به أي ملاحظات)..وهنا بالتحديد بدأت تتدحرج كرة الثلج..فما الداعي لشخوص لجنة هندسية وقد جزم أعلى مسؤول في الجامعة بأن المبنى جاهز ولم تكن به أي ملاحظات؟. ولنفترض أن اللجنة رأت غير ما رآه معالي مدير الجامعة..فليس من السهل أن أقبل منهم خلاف ما ذكره بأي حال..إنما هناك واقع آخر على الأرض كان نتيجته أن 70% من طالبات المجمع لم يعدن إلى مقاعدهن حتى الآن بحسب ما نشر في عكاظ.
وبعد هذا الارتباك.. ولكي تعود الطمأنينة إلى نفوس بناتنا وأخواتنا منسوبات الكليات الأربع فإن وزارة التعليم العالي ستسارع بفتح ملف هذه القضية من محاسبة المتسبب في دخول العمال إلى المجمع..مع المتسبب في حادثة الأربعاء.. ومن ثم تعيد الأمور إلى نصابها السوي مبدية أسفها لما حدث ومبرئة كافة منسوبات المجمع وطالباته من الكذب والطيش والتهور وافتعال الخطر المحدق وتبين للناس أن ما حدث كان مبررا ومنه الأذي الجسدي الذي لحق حوالي ثمان طالبات تم نقلهن لتلقي العلاج..كل ذلك سيلملم الأحلام الساقطة من الأعين وهو أقل القليل مما ينتظره ثلة من الرجال والنساء يشعرون بخطر يهددهم في منطقة جازان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3/3
والآن دعونا نتساءل ما الذي سيحدث بالضبط؛ لو التزمت الصمت كافة الجهات الحكومية المعنية بهذا الأمر وعلى رأسها وزارة التعليم العالي؟.
والجواب: ( لن يحدث شيء) ..
وسواء تمت تحركات إيجابية أو لم تتم.. وفي كل الأحوال : على كافة الطالبات المنتميات للمجمع الأكاديمي الحضور وتلقي محاضراتهن بصورة اعتيادية كما كان الحال قبل الأربعاء المرعب.. وأن لا يسجلن المزيد من الغياب الذي سينالهن شخصيا ويمتد أثره السلبي لتحصيلهن العلمي.
وفي كل الأحوال : على من استشعرت الخطر ورابها ما شاهدته من التصدعات والتشققات والميولات التي نهشت جسد المجمع وأنهكت قواه.. أن تضع في حسبانها أن المجمع بني في الأصل ليكون مرفقا عاما.. وإن المرافق العامة التي تحيطها من شوارع وجسور وطرق وتخطيط ومنشآت وتصريفات سيول غالبا جرى ويجري عليها ما أصاب المجمع الأكاديمي من تصدعات وشقوق وتهشمات وضعف وهزال..وأن المخاطر المحدقة بها لا يمكن اختصارها في ارتياد كليتها في المجمع الأكاديمي؛ بل في غابلية الأماكن لولا لطف الله وعنايته بها.
وفي كل الأحوال: على من شعرت بغصة الظلم والقهر..واغرورقت مقلتها بدمعة الضعف والذل والهوان حينما استمعت لتصريح مدير الجامعة أو وكيله وهو يقسم بالله العظيم إن الذي حدث ماهو إلا سقوط بلاطة آر مسترونق ولا شيء آخر وكانت سببا لتلك الفوضى العارمة..على من مرت بهذا الإحساس لعلمها وتيقنها من الحدث الحقيقي بتفاصيله المرعبة أن ترفع أكف الضراعة بالدعاء والابتهال أن يغفر ويصفح عنهما من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. وأن يلتمسن لهما سبعين عذرا.. أولها عدم الاطلاع على ماحدث من تداعيات بسبب الهبوط المفاجئ لمبنى المجمع نتج عنه مانتج.. وفوق كل ذي علم عليم.
وفي كل الأحوال: على من فقدت جنينها أو أسقطت حملها أثناء التدافع من ذلك الباب الضيق الوحيد أن تصبر وتحتسبه لدى بارئه الذي سينتصف له ولها من المتسبب ـ إن لم تعف عنه ـ في يوم لا ينفع فيه مال ولابنون.
وفي كل الأحوال: على من أصابها الهلع والذعر نتيجة تحرك المبنى وتصدعه أن تتناسى تلك اللحظات المكفهرة وأن ترمم نفسيتها بذكر الله الدائم ..فبذكر الله تطمئن القلوب، ثم تحتسب روعها وهلعها عند الله الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
وفي كل الأحوال : على من تفاجأت بوجودها أمام العمال وجها لوجه طيلة الأسابيع الماضية أن تكتم غيظها وتدعو للمتسبب ـ الذي أوجدهم داخل المجمع ـ بالهداية والغفران فذلك أدنى لذهاب مافي نفسها من حنق وألم.
وفي كل الأحوال: على من فقدت الثقة في رؤسائها ومسؤوليها أن تتذكر دائما ضعفهم.. فتصفح عنهم وتجعلهم في حل مما أصابها نتيجة آدميتهم التي تقبل السهو والغفلة والنسيان.
وفي كل الأحوال: على من لحقه ضرر من أولياء الأمور أو خامره الشعور بالهوان..وكاد يجزم بأن صوته يتبدد في عراء موحش..وأنْ لا نصير ولا معين له، أن يتذكر ماورد على لسان نبي الله صالح في قوله تعالى : ( إن ربي قريب مجيب).
وفي كل الأحوال : على كافة المتابعين لتداعيات ما حدث في المجمع الأكاديمي لجامعة جازان وأخص منهم حملة الأقلام في المنظومة الإعلامية أن لا يتسلل الإحباط إلى نفوسهم..وأن لا يدعوا هول الصدمة تأثر على رسالتهم السامية تجاه وطنهم وأمتهم..طالما تثبتوا واستيقنوا وتحروا الصدق وأخلصوا النية وقصدوا وجه الله بإقامة العدل..فإن للكلمة الصادقة فعلها السحري وتأثيرها الأكيد.. وأن يجعلوا من النقد الهادف والمسؤول مبضعا جراحيا في كف طبيب لا خنجرا مسموما في كف غوغاء ..وأن يكون النقد أداة للتنوير يصاغ من خلالها الذوق العام.. وبواسطتها ينفض الغبارعن القيم المثلى في وجدان الأمة من صدق ونزاهة..وإشاعة للحب والتسامح وإقالة العثرة لمن عثر فإن الله غفور رحيم.
ـــــــــــــــــــــ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::