أتيتُ وليس في جعبتي ما أقدمهُ لكِ هديةً سوى هذا السرب
من لغةٍ أمسكتُ بها ذات صباحٍ ربيعيٍ ممطر..
لغتي التي ربما أفْصَحَتْ عن توقي الأزلي ؛ للوقوف على تخوم
مملكتك العصية على الاقتحام ..سرب لغتي يخلو تماما من أي
لفظ سبق انتهاكه من قبل ، تحت دواعي الخلود في دفء فؤادك
الفردوسي..
لغتي ليس فيها ( أحبكِ ) طالما قَبِلَتْ الدخول على حدائق أخرى
وأمكن ظهورها في ساحات غير ساحتك..
( أعشقكِ ) هي الأخرى لفظة أصبحت مبتذلة مستهلكة وفقدت
بريقها لكثرة ما غُلّفَتْ به من الزور والبهتان بل كأنها مصيدة
لكسر قلبك على مر الأزمان..
أعلم يقينا بأن قاموس الشعر منذ أن اكتشف سحر مقلتك إلى اليوم..
هو عندكِ محض هراء وترف موسيقي لا يعنيك في شيء..
وأدرك تماما مدى سخريتك من شعراء الدنيا عندما يتبارون في
وصف سجاياك ..وخصالك التي لم يكتشفوها بعد!!
حتى الإغريق حينما أيقنوا بأنك من تهبين الخصب والنماء للجنس
البشري احتاروا أيرفعونك إلى مصاف الآلهة الكاملة أم لأنصافها ؟..
فكانوا أيضا محل تهكمكِ القاسي الشديد..وما ذلك إلا لغموضك الذي
اقتادهم لهذه الحيرة ثم الغلو..
لغتي لم تلدها ثقافة جسدك الواقع بين ثديين ونهدين ..الأول ممتلئ بالغذاء
والثاني مكتنز بالرواء..لا ..إنها ليست من ذلك في شيء على الإطلاق..
بل إن لغتي أنجبتها حالة ثالثة وتشكلت بحكمة .. وحين اشتد عودها
قررتُ أن أستقل رذاذ عطرك وأسافر في كونك الأعذب دون اسئذان
لأشيِّدَ ـ على مساحة مزهرة دون الشغاف ـ مقعدا لم يطأه أحدٌ قبلي .
لهذا كله خلت لغتي من عبارات الاستجداء والوله والذوبان والتلاشي
لأنني لست في حاجة إليها أبدا طالما كنت خلية في جسدك!!
0 التعليقات:
إرسال تعليق