إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

قبائل فيفا اليهنوية الخولانية 9



9



         الحلقة الأخيرة
ماهو والكذب ؟ .
عندما احتج عدد من الأخوة القراء على وصفي لبعض أقول الباحث بأنها تندرج في قائمة الأكاذيب؛ مطالبين أن أتحاشى هذا الوصف، ولم ألمهم على ذلك فقد تخفى على الندرة من القراء تلك الحدود الفاصلة بين الخطأ والصواب، والصدق والكذب، واليوم سنعرض لهذه الفروق بشكل مفصل ليتبين لنا مدى مطابقة الوصف لواقع تلك العبارات التي وصفتها بالكذب حين استللتها من أقوال الباحث ولا يمكن نعتها بغير ذلك ، لننظر تعريف الكذب والصدق حتى نفصل بينهما، فلا نسمي الأشياء بغير اسمائها فننعت الكاذب صادقا والصادق كاذبا وفي ذلك فساد وشر وظلم بيّن،  قال الزركشي: (الكذبُ: الإِخبار عن الشيء بخلاف ما هو به، مع السهو والعمد، وشرطت المعتزلة العمد، وفي الصحيح : «منْ كذبَ عليَّ متعمدًا... » ) البحر المحيط  (6 / 77) .
قلتُ : الكذب عند الزركشي ومن تابعه هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سوءً كان سهوا أو عمدا فلا تعريف له إلا الكذب، أما المعتزلة فاشترطوا تعمد الوضع في الخبر بما يجعله مخالفا لما هو فيه .. وحجتهم أقوى فالمتعمد أمكن وصفه بالكذاب، ونعت خبره بالمكذوب، بينما الفريق الأول يذهب تعريفهم للخبر عند الاطلاق ولا يمتد إلى المُخْبِر الذي قد يكون في حكم الساهي . 
(الصدق: في اللغة: مطابقة الحكم للواقع، وفي اصطلاح أهل الحقيقة: قول الحق في مواطن الهلاك، وقيل: أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلا الكذب. قال الكشيري: الصدق: ألَّا يكون في أحوالك شوب، ولا في اعتقادك ريب، ولا في أعمالك عيب، وقيل: الصدق: هو ضد الكذب، وهو الإبانة عما يخبر به على ما كان.) التعريفات للجرجاني ص132 .
وقد ذكر قبل ذلك ما يحسن أن نورده هنا وهو قوله : ( وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.) الجرجاني التعريفات ص89 .
قال المؤلف : (قد يكون فيفا اسم حلف كما قيل (عسير ) هو اسم لحلف تم بين قبائل شنوئه [هكذا] وقبائل مذحج في عهد الملك "شمر يهرعش" الذي غزا فيفاء قبل البعثة النبوية، وقد وجد هذا في نقوش أثرية ) ج1 ص 36 .
قلتُ : فعبارة : (قد يكون فيفا اسم حلف) قولٌ مردود من وجوه :
الوجه الأول : لاستهلاله قائلا : [ قد يكون]، فكلما جاء بعد هذه الجملة ضرب من التخمين، والرجم بالغيب، لا يفيد العلم، ولايصنف في التاريخ ولا الأنساب ولا الجغرافيا ولا النقوش ، ولا الآثار عموما .
الوجه الثاني: إنّ "فيفا" صيغة تأنيث وعلم على جبل فذ يقع شرق مدينة صبيا تسكنه مجموعة من قبائل اليهانية الخولانية، وإذا تحدثنا عن (جبل فيفا) اعتبرنا [فيفا] نعتا لمذكر فنقول : [ وجبل فيفا يرتفع عن سطح..] أما إذا تحدثنا عن فيفا بمفردها اعتبرناها نعتا لمؤنث محذوف فنقول : [ وتقع فيفا في ..] فحذفنا المنعوت وهو [ديار]  تلك الديار التي تشمل السفوح الجنوبية الممتدة على ضفاف جورا، والسفوح الممتدة غرب وشمال ضمد فكلها ديار تابعة لفيفا .
الوجه الثاني : إنّ الحلف في صيغة المفرد لا يمكننا نعته بضمير المؤنث، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لقد حضرت في دار ابن جُدعان حلفا لو دعيتُ إليه الآن لأجبت) وهو حلف الفضول . فلم يقل لو دعيت إليها .
الوجه الثالث: إنّهم يقولون ( فيفا مِهِا جرف يومٍ ولـ امشروقية) بإمالة [مِهِا] للتأنيث ، ولو كان حلفا لقالوا [ مَهَا] دون إمالة للمذكر .
 أما قوله إن الملك "شمر يهرعش" غزا فيفا قبل البعثة النبوية؛ فأكذوبة متعمدة لا دليل عليها مطلقا، ولا سبيل هنا للوهم،  ولا مكان لللالتباس في هذا الخبر مع غيره فموقعها الجغرافي معروف وحدودها معروفة بينة وليس هناك نقش يذكر فيفا أو غزوة لملك سبئي أو حميري، وتأما ما ساقه المؤلف على صفحتي (296و297) من نفس الجزء الأول فقال: ( وفي تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي، إن الملك (شمر يهرعش) جمع قوة في مدينة (صعدة) في خولان العالية، أي الشمالية (خولان جدداً) ثم تقدمت منها نحو الشمال الغربي إلى حدود (خولان) القديمة في وادي (دفا) حيث حاربت القبائل المجاورة الساكنة في الغرب ).... ثم يعلق الباحث بالقول: ( قلتُ: إن من القبائل التي تقع في الغرب وفي الشمال الغربي من صعدة خولان القديمة (خولان بن قحطان) ومنها قبائل فيفاء وبني مالك فيفاء، وهذا يدل على أن ديار هذه القبائل ليست من ديار خولان قضاعة، ولا ينتمون إلى سكانها الخولانيين، فقد حدد النص الذي أورده الدكتور جواد حدود ديار خولان قضاعة بوادي دفا ومن وادي (دفا) تبدأ حدود القبائل التي تقع في الشمال الغربي (خولان القديمة) خولان بن قحطان ) ج1 ص296و297.
قلتُ : سنضطر هنا إلى إعطاء المتابع جرعة أكبر من التفصيل حتى يستوعب هذه الخلطة العجيبة التي قادنا إليها الباحث مع سبق الإصرار، وهنا سنورد العبارة التي نقل عنها من المفصل بتمامها ثم نجري مقارنة بين عبارات الباحث؛ ومع ما أورده الدكتور جواد علي الذي قال : (وبعد أن عاد الملك "شمر يهرعش" من حملته على وادي حضرموت، عاد فقاد حملة أخرى على  "أرض خولان الددن" "أرض خولن الددن", "خولان الدودان". وقد كلف الملك أحد قواده بأن يعسكر في مدينة "صعدة" "بهجرن صعدتم"، ويضع بها حامية, ثم يقوم بقطع الطريق على بعض فلول "خولان الدودان"، وقد نفذ القائد ما طلب منه، فتعقب تلك الفلول. ولما أنهى الملك الحرب التي قام بها في أرض "خولان الدودان" حارب جيشه فلول "سنحن" "سنحان" في وادي "دفا", وقد مَنَّ الإله "المقه" عليه، فأعطاه غنائم وأسرى وسبايا وأموالًا طائلة، أرضته وشرحت صدره. وعاد الملك "شمر يهرعش" فأصدر أمره بوجوب الزحف على "سهرتن" "سهرتان" و"حرتن" "حرتان"، أي: أرض قبيلة "حرت" "حرة"4. وهي أرض ورد اسمها قبلًا، حيث سبق للملك أن زحف عليها، وذلك قبل استيلائه على حضرموت. ولما انتهت القوات من مقاتلة "سهرتن" و"حرتن"، اتجهت نحو الشمال لمحاربة فلول "نشدال" "نشد إيل" في وادي "عتود" الذي يصب في البحر الأحمر، والذي يقع على مسافة "85" كيلومترًا إلى الشمال الغربي من "جيزان". ) مفصل ج 4 ص207 الطبعة الرابعة 2001م [على المكتبة الشاملة] قلتُ : والنص بتمامه موجود في عدد من مراجع، وانظر : محمد بن علي الحجري [لغة الضاد ونقوشها المسندية] ج2 ص1016 ، والآن نتناول الفروق بين النصين :
النص الأول : نقله الباحث عن صاحب المفصل كما أشار وفيه :
   الملك (شمر يهرعش) يجمع قوة في مدينة (صعدة) .
2ـ في خولان العالية،
3ـ أي الشمالية (خولان جدداً).
  ثم تقدمت منها نحو الشمال الغربي .
5ـ إلى حدود (خولان) القديمة في وادي (دفا) .
6ـ حيث حاربت القبائل المجاورة الساكنة في الغرب ).
النص الثاني : لجواد علي الذي نقل عنه الباحث وفيه :
  الملك "شمر يهرعش" قاد حملة على  "أرض خولان الددن" "أرض خولن الددن" . قلتُ : [ترجمتها الجدد].
2ـ كلف الملك أحد قواده بالبقاء في مدينة "صعدة" "بهجرن صعدتم"، ويضع بها حامية .
  ليقوم بقطع الطريق على بعض فلول "خولان الدودان". [ الجداد]
4ـ وقد نفذ القائد ما طلب منه، فتعقب تلك الفلول.
5ــ لما أنهى الملك الحرب التي قام بها في أرض "خولان الدودان" حارب جيشه فلول "سنحن" "سنحان" في وادي "دفا" .
6ـ مَنَّ الإله "المقه" عليه، فأعطاه غنائم وأسرى وسبايا وأموالًا طائلة، أرضته وشرحت صدره.
7ـ عاد الملك "شمر يهرعش" فأصدر أمره بوجوب الزحف على "سهرتن" "سهرتان" و"حرتن" "حرتان"، أي: أرض قبيلة "حرت" "حرة".
8ـ أرض ورد اسمها قبلًا، حيث سبق للملك أن زحف عليها .
  قبل استيلائه على حضرموت.
10ـ ولما انتهت القوات من مقاتلة "سهرتن" و"حرتن" اتجهت نحو الشمال لمحاربة فلول "نشدال" "نشد إيل" في وادي "عتود" .
وفيما يلي قراءة حرفية لمدلول النقش الذي تحدث عنه صاحب المفصل كما أوردها الحجري:
(أبو شمر أولط وأخوه رفأ الشوس من بني حفين وذو زنيم أقيال قبائل أيفع أقنيا المقه الصلم المذهب والذي راق له، وذلك تعبيرا عن الحمد له بأن عادوا بالسلامة والنصر من تلك الغزوات والحملات التي قاما بها مع الملك شمر إلى بلاد خولان صعدة، كما ولاهما الملك شؤون تموين وتدعيم الحراسة لمدينة صعدة ولإقرار الأمن فيها ونواحيها بعد أن حاربهم الملك، وبعد أن قاموا بحملة على قبائل سنحان صعدة القائمين بسروات وادي (دفا)، وقد تغلبوا عليهم وأخضعوهم وغنموا منهم، وقد غزوا هذه المنطقة مع أقوال وكبار وقادة الملك شمر كما قاموا بحملة على السهرات والأطراف منها كما حاربوا قبائل نشود الله بمرتفعات (وادي عتود) وقد حمدوا هيبة ومقام المقه لما حصلوا عليه من كل تلك الحملات من أسلاب وغنائم
كثيرة وإرجاع المتمردين إلى الطاعة فليساندهم المقه بسلامة أسماعهم وطيب الإقامة والحظوة ورضا الملك شمر ووفرة الثمار والأمطار التي ترضيهم بالمقه ) . ج2 ص773 و774 [ لغة الضاد ونقوشها] وراجع نص النقش المصاحبة للمقال .
والآن نستعرض الفوارق :
أولا : عند صاحب الأمانة التاريخية الشيخ الفاضل حسن بن جابر شريف الثويعي :
1ـ الملك شمر يجمع قوة في مدينة صعدة . (صاحب الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء)
2ـ الملك شمر يقوم بحملة على خولان صعدة واسمهم خولان الأجدود، [الجداد].( صاحب المفصل في تاريخ العرب).
3ـ الملك شمر يغزو بلاد خولان صعدة  (النص الأصلي للنقش ــ عن الحجري )
النتيجة: تطابقت أقوال المفصل والنقش، وشذ قول صاحبنا مؤلف الاستقصاء.
ثانيا : عند صاحب الأمانة التاريخية :
1ـ خولان العالية ...( الاستقصاء )
2ـ .................( لا وجود لها في المفصل )
3ـ .................( لا وجود لها في النقش)
ثالثا: عند صاحب الأمانة التاريخية :
1ـ أي الشمالية (خولان جدداً).(صاحب الاستقصاء لتاريخ جبال فيفا)
2ـ .................( لاوجود لخولان الشمالية عند صاحب المفصل)
3ـ ................( لم يرد ذكر لخولان الشمالية في النقش) .
رابعا : عند صاحب الأمانة التاريخية :
  ثم تقدمت منها نحو الشمال الغربي .( الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء).
2ـ لما أنهى الملك الحرب التي قام بها في أرض "خولان " حارب جيشه فلول "سنحن" "سنحان" في وادي "دفا" .( عند صاحب المفصل).
3ـ وبعد أن قاموا بحملة على قبائل سنحان صعدة القائمين بسروات وادي (دفا)، وقد تغلبوا عليهم وأخضعوهم ( نص النقش).
النتيجة : إن صاحب الاستقصاء انفرد عن المفصل والنقش بقوله تقدموا نحو الشمال الغربي.
خامسا : عند صاحب الأمانة التاريخية والدقة واحترام العلم والبحث والتحرير :
1ـ إلى حدود (خولان) القديمة في وادي (دفا) . (صاحب الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء) .
2ـ حارب جيشه فلول "سنحن" "سنحان" في وادي "دفا" ( قال سنحان ولم يرد ذكر لحدود ولا لخولان القديمة .. المفصل)
3ــ قاموا بحملة على قبائل سنحان صعدة القائمين بسروات وادي دفا (قال سنحان بسر وادي دفا ولم يرد ذكر حدود ولا خولان قديمة/ النقش)
النتيجة : انفراد صاحب (الاستقصاء) بذكر أمة يطلق عليها (خولان القديمة) لاوجود لها في المفصل ولا في النقش.
سادسا: عند صاحب أمانة النقل، والتأليف، والبحث العلمي، والباحث المدقق الدقيق، وبقية الصادقين باعث الأمانة من مرقدها :
1ـ حيث حاربت القبائل المجاورة الساكنة في الغرب ( الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء)
2ـ ولما انتهت القوات من مقاتلة "سهرتن" و"حرتن"  اتجهت نحو الشمال لمحاربة فلول "نشد ال" "نشد إيل" في وادي "عتود" ( المفصل قال نحو الشمال الذي أصبح غربا عند صاحب الاستقصاء ).
3ـ كما قاموا بحملة على السهرات والأطراف منها كما حاربوا قبائل نشود الله بمرتفعات (وادي عتود) . ( من السهرات انطلقوا لقبائل نشد إيل التي ترجم اسمها من النقش نشود الله  ) .
النتيجة : انفراد الباحث النحرير بقية البررة الصالحين الشيخ حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي بقوله: (غربا) فلله هو من باحث .
وهكذا يمكننا التماح الفوارق بين النص الذي زعم الباحث أنه نقله من المفصل وبين نصي المفصل والنقش الأصلي الذي كان المؤرخ الدكتور جواد علي يتحدث عنه .. لكن مهلا ! ماذا لو كان الباحث لا يقصد النقل الحرفي عن المفصل وإنما بالمعنى ؟ سنرى لا تستعجلون! ولمن لديه فكرة ولو بسيطة جدا عن الصدق فلينظر هنا إلى استنتاجات الباحث التي استقاها من النص وهو يتعامل معه على اساس أنه اقتباس حرفي وليس فيه أي تصرف .. فتأملوه معلقا:
( قلتُ: إن من القبائل التي تقع في الغرب وفي الشمال الغربي من صعدة خولان القديمة (خولان بن قحطان) ومنها قبائل فيفاء وبني مالك فيفاء، وهذا يدل على أن ديار هذه القبائل ليست من ديار خولان قضاعة، ولا ينتمون إلى سكانها الخولانيين، فقد حدد النص الذي أورده الدكتور جواد حدود ديار خولان قضاعة بوادي دفا ومن وادي (دفا) تبدأ حدود القبائل التي تقع في الشمال الغربي (خولان القديمة) خولان بن قحطان والله أعلم) ج1 ص297.
وأقول : ماذكره من قبائل تقع في الغرب وفي الشمال الغربي من صعدة  ينعتها بـ (خولان القديمة) ثم يزعم إنها (خولان قحطان)، فمجازفة أخرى  أخرى تسمى في نقد الرواية [ الكذب] وقد أسميتها مجازفة، فإذن هي مجازفة واستنتاج لا يعضده دليل حتى تقوم الساعة، وإنما تلاعبَ بالنص فجعل الملك يجمع قواته في صعدة ولم يذكر أنه شن عليها حملة تأديب، والنص يذكر أن الحملة كانت لتأديب خولان الأجدود (الجديدة) في صعدة، ولم يرد ذكر لـ [خولان القديمة] سواء في المفصل أو في نقش دفا ، ولم يذكر [خولان قحطان] في إيهما ، لقد جاء بـ (خولان القديمة) لأنه
اعتقد خطأ أن القارئ سيقع في فخ [ خولان الأجدود] الجديدة، الذي نصبه ليدشن في مقابله [خولان القديمة] موديل 2012م  ولم يعد له حجة  بعد تلاعبه في النقل، ولا يُقبل ما ما بناه عليه لأن حكمه البطلان بالجملة .
وأما قوله : (ومنها قبائل فيفاء وبني مالك فيفاء) فقول لا يلتفت له في شيء، كونه قد بناه على قول باطل قبلا، لكني أود التنويه أنني هنا لا أعلم علما اسمه (بني مالك فيفاء) وإنما (بني مالك)، ولا أطلق عليهم هذه التسمية ولا يعرفون بها في قبائل فيفا [بحسب علمي] إلا ما قد يكون في الشتات للتفريق بينهم وأخوتنا (بني مالك الحجاز) ، وهذا الاستغلال لهذا النعت من قبل الباحث لا يبرره شيء ولا يمكن أن يجعل من هذه التسمية حقيقة تاريخة تحيل إلى تابعية، بل إن منهم شيخ شمل اليهانية وهو من قبيلة آل سعيد الذين ذكرهم التاريخ منذ زمن الهمداني وما قبله وبما أن فيفا من اليهانية فإن القَيْل الذي ترجع له هو العثواني من آل سعيد من بني مالك ومع هذا لم ينسبنا أي باحث إلى بني مالك مع أن ذلك ممكن تاريخيا وقبليا والحالة كما سبق .
إذن فـ (بني مالك) جيراننا لم ينعتهم التاريخ ببني مالك فيفا أبدا وليس هناك مصدر أو مرجع تاريخي ينعتهم بـ (بني مالك فيفا) وهذا مخالف للواقع والعرف والتاريخ،  نعم هم لن يعارضوا الانتماء الروحي لفيفا كما اننا لا نعارض الانتماء الروحي لبني مالك أو سواهم من أبناء هذا الوطن فنحن أشقاء، لكنه ليس هناك فيفا مالك، ولا مالك فيفا، والباحث ليس لديه ذريعة تحمله على هذه التسمية المستحدثة حين يؤرخ لفيفا  ولن يذهب خيالنا عند ذكر (بني مالك ) فنتساءل من هو المقصود عند المؤلف؟ أهي قبيلة بني مالك التي في الحجاز؟ أم هي التي في العراق؟ أم هي جارتنا؟ بل سينصرف الذهن مباشرة إلى بني مالك الجنوب جارتنا وشقيقتنا طلما كنا نقرأ عن فيفا.
أما قول الباحث : (وهذا يدل على أن ديار هذه القبائل ليست من ديار خولان قضاعة، ولا ينتمون إلى سكانها الخولانيين ) قلتُ : لقد صنع الدليل بنفسه وها هو يستدل به، ولم أورد كلامه هذا لأدفعه طالما كان باطلا وإنما أوردته ليعرف القارئ دقة الباحث وأمانته .. ومن يجد في نفسه الرغبة في الدفاع عن الاستقصاء والتمذحج فليأتي هنا ليدافع لا أن يتفرج كيف استدل الباحث على أن فيفا وبني مالك لا ترجع في بلد خولان الأجدود وإنما في بلاد خولان القديمة التي هي خولان قحطان، طالما ساق الباحث أدلة كما ترون!! .. وسيعجز الإنس والجن على أن يجدوا له منفذا ولو كان بحجم ثقب الإبرة، اللهم لا شماتة .
وقول الباحث : (فقد حدد النص الذي أورده الدكتور جواد حدود ديار خولان قضاعة بوادي دفا ) فأقول : هل رأيتم كيف يجازف [يكذب] على الدكتور جواد علي ؟ إنه باحثكم الذي دافعتم عنه هيا اخرجوه من هذا المأزق إن كنتم فاعلين.. لا طبعا هذا يسمى الباطل، فلا نص هناك يحدد ديار خولان قضاعة، ولم يكن النص ولا النقش هو الذي حدده بل يد الباحث وقلمه، وكذبه على التاريخ والجغرافيا والأنساب، ها هو يصنع حججه أمام أعيننا ثم يحتج بها علينا في تذحيج قبائل فيفا اليهنوية الخولانية! . لا طبعا ليس بهذه الطريقة يكون البحث العلمي والاستدلال، ولا هكذذا تساق القرائن، إنه باحث يتعمد المجازفة [ الكذب] على قرائه ويستغفلهم وينسب لأهل العلم ما لم يقولوا حتى يغير في أنساب فيفا .. فيا للعجب !! .
 والباحث لم يكن يعلم أن دليله هذا سيكون الأقوى على تهافت ما لفقه ثم ذهب إلى صحيفة إلكترونية يحكمها الرعاع فيروج لكتابه السقيم مدعيا أنه عثر على أول من أسلم من فيفا .. ولو اكتفي بذلك وغاب عن حملته الدعائية لكان أكثر توفيقا ولكن الله أراد أن يكشف ستره فحضر نهاية المهرجان والمهزلة الدعائية وألقى خطابا بليغا حملَه إلى القراء بواسطة ولده ,, حتى يتأكد القارئ ويطمئن إلى أن الحملة الدعائية قد تمت بمعرفة الباحث فلا يستغل أو يستغفل من جهة آخرى لا صلة لها بالكاتب، فكانت الحملة بتشينه وإقراره ومتابعته، ورضاه، ولم ينكر بندا من البنود التي تضمنتها الحملة الدعائية التي افتتحت بالقول: صدر مؤلف جديد عبارة عن موسوعة بعنوان (الإستقصاء لتاريخ جبال فيفاء) في خمسة أجزاء لمؤلفه الشيخ حسن بن جابر شريف الفيفي ، و من خلال القراءة لبعض ما ورد فيه يُلاحظ القارئ المتأني أن الباحث ـ وفقه الله ـ اكتشف حقائق تاريخية أو جزئيات منها ثم قام بسبكها في نسيج محكم مدعم بالبراهين الواضحة وعلى الوجه الذي يجعلها مقبولة لدى كل منصف .و مما استعرضه المؤلف في هذا البحث على سبيل المثال الآتي:
ـ قبائل فيفاء وأصولها القديمة وأنسابها وبطونها وفروعها الحديثة .
ـ أخبارها في العصر الجاهلي وبعد ظهور الإسلام .
ـ دخول الإسلام فيفاء وما جاورها من القبائل .
ـ أول من أسلم من فيفاء .
ـ دورها في الفتوحات الإسلامية .
ـ الولاة التابعة لهم فيفاء في عصر النبوة .
قلتُ : هل رأيتم كلمة (محكم) ؟ إنها للتغرير والاوالابتزاز فلم يكن البحث محكما أو مسبوكا، ولم يف بشيء مما وعد به القارئ أما بند (أول من أسلم من فيفا) فحكاية مرمعة!! .. ثم ختم هذا الفصل الهزلي من الدعاية بخطاب موجه جاء فيه:
(ـ لم نتجاهل أي شخص كبيراً كان أو صغيراً كما تشاهدون في الكتاب ، والمُنصف لا يُنكر ذلك ، فقد أوردنا أسماء أشخاص لا تتجاوز أعمارهم السنة وربما أقل من ذلك ، وذلك حسب تعاون الشخص معانا أثناء البحث ، وإذا كان من عتب فهو على من يُزودنا بالأسماء حيث أننا أكثر ما نعتمد على جمع هذه الأسماء من أفواه كثير من المتعاونين معنا من أفراد كل قبيلة فنحن لا نُحيط بأسماء أفراد قبائل فيفاء بيتاً بيتاً، وهؤلاء الأشخاص قد يصيبون وقد يخطئون ، وربما قد ينسون بعض الشخصيات من القبيلة من حيث لا نعلم .
ـ ذكرت أنك أعطيتني بطاقة الأحوال الخاصة بك لآخذ منها الاسم والجد ، وفي الحقيقة لا أذكر ذلك ، وقد يكون ما ذكرت صحيحاً ، ولكن الذي أذكره إنك كنت عندنا في تبوك ، ومن خيرة الجماعة ومن الشخصيات الفاضلة وفقكم الله ، ولا أُخفيك سراً أنني عانيت كثيراً في سبيل توثيق بعض الأسماء ، فبعض الناس لا يعرف من أجداده إلا من كان مثبتاً بالهوية فقط مما يضطرنا للبحث عن حقيقة نسبه من بعض قرابته أو جيرانه ، وقد يخطئون أو يصيبون فيما يقولون .) ثم ذيل الخطاب بالتوقيع :
محبكم : حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي.
قلت : أعد قراءة السطرين الأخيرين في ضوء نقله واقتباسه عن الدكتور جواد علي من المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام .
ويا أيها الأخوة القراء كنت أرغب مواصلة الرحلة خدمة للبحث العلمي والتاريخ والانساب، ولأن ما سقته حتى الآن لا يشكل ثلث ما في (الاستقصاء) من الطوام المهلكات التي تدفع القارئ الأمين إلى التنويه عنها، لكنه الملل الذي يعصف بك وأن تقلب الأكاذيب مجتهدا أن تقدم لها موازنة .. وحين تكتشف الباطل عيانا بيانا جهارا نهارا فإنك تشعر بالملل لا محالة .. وهذا تبديد للجهد والوقت، ووصيتي  للقارئ الكريم أن لا يحسن الظن في مصنف اسمه  "الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء " فقد احتشد بالباطل وتعمد صاحبه الكذب والدس والطعن دون أدلة مهما لفقها وتلاعب فيها إلا أنها تبدو في غاية الضعف والتضارب والتناقض حينما صاغها في مهزلة لا تخطر على بال باحث مهما تجاهل قيم العلم والمعرفة وانتهب المؤلفات السابقة للشيخ علي بن قاسم ولم يشر إليها إلا في حالات خاصة ونادرة إلى ما اجتمع له من مؤلفات وبحوث آل طارش وغيرهم وليته تركها على ما هي عليه لكنه تصرف في نصوصها أحيان كثيرة حتى يسلم من مغبة النقل دون العزو وسماها (الاستقصاء لتاريخ جبال فيفا) فراح يكتب عن مذحج وتاريخ مذحج وأخبار مذحج فأبعد النجع.. اعتقادا بأن ذلك سيبعد عنه التهمة، وحين استعرضنا استقصاءه لم يسلم له دليل، ولم تتماسك له حجة. وفي خضم الفساد العصري العميم، كان لا بد من مواجهته دفاعا عن شرف العلم وصيانة له أن تدنسه الأنامل الآثمة التي لا تؤمن بقيم الصدق والأمانة والدقة والنزاهة، فيضاف إلى التراث البشري مالا يصح أن ينتمي إليه وإلى الفكر.. وللعلم شرف رفيع لا يناله الأدعياء . أيها الأخوة كان هذا حكمي على الاستقصاء ومنهجية صاحبه قصدت بها وجه الله ثم خدمة للعلم، وقد غضب من غضب ورضي من رضي اللهم إن كان  جهدي قصدت به رفعة العلم ونزاهته فاكتب لي ثواب عملي واغفر لي وتجاوز عني أنت حسبي ونعم الوكيل .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين . انتهى .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::