7
نماذج لمنهجية الباحث في التَّذحيج
أولا : النقل عن نص ظاهره الفساد
قلت لكم في الحلقة الخامسة إن الأدلة التي اتكأ عليها المؤلف لتذحيج قبائل فيفا فاسدة وأشرت للنصوص الثلاثة التي استلها الباحث من مؤلفات سائمة وزعم أنها تنتمي للتاريخ والأنساب وقلتُ :
فليست من مصادر التاريخ ولا الأنساب ولا الجغرافيا في شيء، ولا يرجع لها في أي شأن كمصدر يختص بفيفا، وهي لا تعرف موقعه من خريطة الأرض مهما تكلفنا الاجتهاد، ومن يأتي على ذكر فيفا عرضا في ربع سطر عبر مجلدين فلا يعد مصدرا لأخبارها، وأنسابها، وجغرافيتها، لأنه في الحقيقة لا يعلم عنها شيئا، وليست موضوعه . انظر الحلقة الخامسة من هذه السلسلة . وقد سمعنا الباحث وهو يقول :
( ولذلك فإني أجدني أميل إلى ما قاله المؤرخون الأخيرون عاتق بن غيث البلادي، وأبو سعيد عمر بن غرامة العمروي، والباحث محمد بن جابر شامي ، من أن قبائل فيفاء تعود من قبيلة مذحج المعروف ( بمالك بن أدد)، وأرجح ما ذهبوا إليه من نسب هذه القبائل إلى مذحج، وقد أراني أجزم به لعدة أسباب ) ج1ص302 .
قلتُ : البلادي يعد في البلدانيين المعاصرين رحمه الله، إلا أن الباحث ينعت الثلاثة بالمؤرخين إمعانا في تسمية الأشياء بغير أسمائها . إنما كان العمري ناقلا عن البلادي، وجابر شامي ناقل عن البلادي والباحث ينقل عنهما النص بتصرف ليبدو الأمر وكأنها عبارة مختلفة، ثم متى انضما إلى قائمة المؤرخين ..لا إله إلا الله .. فإذن ليس هناك إلا نصا واحدا يقول بمذحجية قبائل فيفا تم نقله عن البلادي من كتابه (بين مكة واليمن)، واليوم سنعرض له سويا بالقراءة والمناقشة، وقد مر بكم كيف مال، ورجح، وجزم، في ثلاث ثوان لا غير، فقال : ( ولذلك فإني أجدني أميل إلى ما قاله المؤرخون الأخيرون عاتق بن غيث البلادي، وأبو سعيد عمر بن غرامة العمروي، والباحث محمد بن جابر شامي ، من أن قبائل فيفاء تعود من قبيلة مذحج المعروف ( بمالك بن أدد)، وأرجح ما ذهبوا إليه من نسب هذه القبائل إلى مذحج، وقد أراني أجزم به لعدة أسباب ) ج1ص302 .
وهذا مستند الباحث، قال عاتق بن غيث البلادي عفا الله عنه : ( فيفا : اسم قبيلة كبيرة من جنب، سكنوا جبلا شاهقا خصبا كثير القرى والمزارع والمياه ويقع شرق صبيا وهو أدنى السراة الى الساحل، فسمي جبل فيفا، كما قيل : وادي حرض، وحرة كنانه، وجبل عسير ، الخ ) وأضاف قائلا : (ولهم سحنة خاصة يعرفون بها، ولهم لهجة تختلف عمن حولهم ولكنها لا تختلف كثيرا عن لهجات قبائل جنب الأخرى.. ومن فروعهم:
1ـ امعمامي ( العمامي) وأحدهم عَمّي .
2ـ امجشم (الجشم) واحدهم جشمي
.
3ـ امداثر (داثر) داثري
3ـ امداثر (داثر) داثري
.
4ـ امجافي ( الجافي) .
4ـ امجافي ( الجافي) .
5ـ آل المدري
.
6ـ بلحكم ( بنو الحكم) .
6ـ بلحكم ( بنو الحكم) .
7ـ آل متعب.
.
8ـ بنو شراحيل : هم وشراحيل الحرث من بعض كذا قالوا . قلتُ : [ وقد سبق أن
8ـ بنو شراحيل : هم وشراحيل الحرث من بعض كذا قالوا . قلتُ : [ وقد سبق أن
نسبهم
إلى خولان] .
9 ـ آل الظلمي .
10ـ آل سلمان .
11ــ آل أمتويع ( آل التويع) .
12 ــ آل عمر .
13 ــ امتيب ( التيب) .
14 ــ الأبيات.
15ــ الأشراف.
16 الحرابية .
والفيافية يقولون أن بلغازي فرع من فيفا) . بين مكة واليمن ص294 و 295.
قلتُ : فهذا هو النص الذي اقتطفه الباحث من أوله دون أن يشير لتاليه طالما كانت بغيته تتوقف عند التذحيج بقبائل فيفا الخولانية؛ فعززه، ونصره، ووقّره، ودافع عنه ما وسعه الدفاع، ولم ينقده، أو ينبه على أغلاط صاحبه وأوهامه، بل رجحه، ومال إليه، وكاد أن يجزم به، وكان أحرى بصاحب الاستقصاء أن يحسن اختيار مصادره التي يمكن النقل عنها والتعويل عليها، والاستئناس بمحتواها، كالرسائل العلمية، والبحوث المُحَكّمَة، والمصادر التي خضعت للتحقيق من أرباب التخصص، فما كل مصنَّف يصلح كمرجع أو مصدر وجلها بين النطيحة، والمتردية، والموقوذة، وما أكل السبع، ولننظر هنا ما الذي سيسلم له من هذا النص؟ .. .
قول عاتق بن غيث البلادي يرحمه الله : إن (فيفا اسم قبيلة كبيرة)، وهمٌ، وزلة، فليس صحيحا أن فيفا اسم يطلق على قبيلة، وإنما يطلق على جبل شاهق يقع إلى الشرق من مدينة صبيا في نهاية خط مستقيم طوله (30) ميلا تقريبا.. وتسكنه عدة قبائل تنحدر من هانئ بن خولان بن عامر، وقوله : فسمي جبل فيفا كما نقول : وادي حرض، وحرة كنانة، وجبل عسير . فأقول : هذا لا يصح وهو قياس فاسد فتلك قبائل ، وهذا اسم جبل، أما عسير فالمشهور أنها سلسلة جبلية شديدة الانحدار عسيرة المرتقى، فأُسقط الموصوف ونُسِبَتْ قبائله إلى النعت .. فقيل العسيري .. تماما كما نفول القَهَري، فالقهر صفة للجبل وهي الصخور العملاقة واحدها قهرة، في لسان عرب الجنوب، وهي (الصفاة) فيُسقط الموصوف وينعت إلى الصفة ويقال ناجي القهري [ من شعراء خولان الشعبيين المعاصرين]، لكن نسبته إلى (امقهرة) وهو حيد صخري يقع جنوب بني خولي ، وقبائل فيفا تنتمي (للمكان) ، كما يقال قبائل بيشة، أو قبائل الطائف، ويضافون إليه فيقال قبائل فيفا واحدهم الفيفي؛ كالصنعاني، والمكي، والدمشقي، والصعدي ... إلخ .. وبديهي أنها إضافة للمكان لا للجد فليس في مذحج جدة اسمها فيفا ولا جد بها الاسم، وإنما هي أوهام البلادي ليس إلا .
وقوله : (لهم سنحات خاصة يعرفون بها) في منتهى الغرابة، ووصف من لم يرهم، وكيف يمكن تطبيق ما قاله على أرض الواقع ؟ ذلك محال، وبالتأكيد أبناء فيفا كغيرهم من سكان الجبال في عموم جزيرة العرب لا يختلفون عنهم وإنما البلادي نُقِلَ له؛ ولم يشاهد ولم يتحقق من صحة وسلامة عبارته .
أما الفروع فقد ساقها بشكل عجيب ينم عن جهل شديد تجاوز الجغرافيا إلى النسب، فزاد فيها ونقص، وأورد من لا يُعرف ومن لم يُسمع عنه أمثال النسبة إلى العِمِّي، أو من الفروع كجشم ، والجافي، والتيب، والحرابية، كل هذا التخليط يؤكد جهله بفيفا جغرافيا ونسبا وكأنك تقرأ عن فيفا غير التي نعرفها .
وختم بالقول : إن فيفا (تدعي أنّ بلغازي منها)، وهذا ليس صوابا، بل الصحيح أن فيفا وبلغازي تعودان نسبا إلى خولان بن عامر ولكن جهل المؤلف أوقعه في هذه التناقضات التي لا تستقيم مع الواقع المسلم به . هذا النص اليتيم الذي نقلناه هنا بتمامه ودون تجزئة هو كل ما زعم بإنه قد نقله عن المؤرخين وكان غاية بذله وجهده الجهيد!. وخلاصة القول فلا يصح أن يكون ما سبق مصدرا أو مرجعا تاريخيا وجغرافيا لفيفا وأنسابها. فعيوبه ظاهرة لكل ذي عينين، لكنه المنهج المختل الذي اعتمده الباحث لتذحيج قبائل فيفا اليهنوية الخولانية، فتعلق بأهداب نص سقيم، متضارب، واهٍ، متهالك، لا يصح الأخذ به والتعويل عليه ، فينسب قبائل فيفا الخولانية إلى جرفٍ، أو أكمة، أو جدّةٍ اندثر خبرها وتلاشى ذكرها وتبددت أقوامها، وانتبذوا النسبة إليها، ليختصم فيهم التاريخ والجغرافيا والأنساب .
9 ـ آل الظلمي .
10ـ آل سلمان .
11ــ آل أمتويع ( آل التويع) .
12 ــ آل عمر .
13 ــ امتيب ( التيب) .
14 ــ الأبيات.
15ــ الأشراف.
16 الحرابية .
والفيافية يقولون أن بلغازي فرع من فيفا) . بين مكة واليمن ص294 و 295.
قلتُ : فهذا هو النص الذي اقتطفه الباحث من أوله دون أن يشير لتاليه طالما كانت بغيته تتوقف عند التذحيج بقبائل فيفا الخولانية؛ فعززه، ونصره، ووقّره، ودافع عنه ما وسعه الدفاع، ولم ينقده، أو ينبه على أغلاط صاحبه وأوهامه، بل رجحه، ومال إليه، وكاد أن يجزم به، وكان أحرى بصاحب الاستقصاء أن يحسن اختيار مصادره التي يمكن النقل عنها والتعويل عليها، والاستئناس بمحتواها، كالرسائل العلمية، والبحوث المُحَكّمَة، والمصادر التي خضعت للتحقيق من أرباب التخصص، فما كل مصنَّف يصلح كمرجع أو مصدر وجلها بين النطيحة، والمتردية، والموقوذة، وما أكل السبع، ولننظر هنا ما الذي سيسلم له من هذا النص؟ .. .
قول عاتق بن غيث البلادي يرحمه الله : إن (فيفا اسم قبيلة كبيرة)، وهمٌ، وزلة، فليس صحيحا أن فيفا اسم يطلق على قبيلة، وإنما يطلق على جبل شاهق يقع إلى الشرق من مدينة صبيا في نهاية خط مستقيم طوله (30) ميلا تقريبا.. وتسكنه عدة قبائل تنحدر من هانئ بن خولان بن عامر، وقوله : فسمي جبل فيفا كما نقول : وادي حرض، وحرة كنانة، وجبل عسير . فأقول : هذا لا يصح وهو قياس فاسد فتلك قبائل ، وهذا اسم جبل، أما عسير فالمشهور أنها سلسلة جبلية شديدة الانحدار عسيرة المرتقى، فأُسقط الموصوف ونُسِبَتْ قبائله إلى النعت .. فقيل العسيري .. تماما كما نفول القَهَري، فالقهر صفة للجبل وهي الصخور العملاقة واحدها قهرة، في لسان عرب الجنوب، وهي (الصفاة) فيُسقط الموصوف وينعت إلى الصفة ويقال ناجي القهري [ من شعراء خولان الشعبيين المعاصرين]، لكن نسبته إلى (امقهرة) وهو حيد صخري يقع جنوب بني خولي ، وقبائل فيفا تنتمي (للمكان) ، كما يقال قبائل بيشة، أو قبائل الطائف، ويضافون إليه فيقال قبائل فيفا واحدهم الفيفي؛ كالصنعاني، والمكي، والدمشقي، والصعدي ... إلخ .. وبديهي أنها إضافة للمكان لا للجد فليس في مذحج جدة اسمها فيفا ولا جد بها الاسم، وإنما هي أوهام البلادي ليس إلا .
وقوله : (لهم سنحات خاصة يعرفون بها) في منتهى الغرابة، ووصف من لم يرهم، وكيف يمكن تطبيق ما قاله على أرض الواقع ؟ ذلك محال، وبالتأكيد أبناء فيفا كغيرهم من سكان الجبال في عموم جزيرة العرب لا يختلفون عنهم وإنما البلادي نُقِلَ له؛ ولم يشاهد ولم يتحقق من صحة وسلامة عبارته .
أما الفروع فقد ساقها بشكل عجيب ينم عن جهل شديد تجاوز الجغرافيا إلى النسب، فزاد فيها ونقص، وأورد من لا يُعرف ومن لم يُسمع عنه أمثال النسبة إلى العِمِّي، أو من الفروع كجشم ، والجافي، والتيب، والحرابية، كل هذا التخليط يؤكد جهله بفيفا جغرافيا ونسبا وكأنك تقرأ عن فيفا غير التي نعرفها .
وختم بالقول : إن فيفا (تدعي أنّ بلغازي منها)، وهذا ليس صوابا، بل الصحيح أن فيفا وبلغازي تعودان نسبا إلى خولان بن عامر ولكن جهل المؤلف أوقعه في هذه التناقضات التي لا تستقيم مع الواقع المسلم به . هذا النص اليتيم الذي نقلناه هنا بتمامه ودون تجزئة هو كل ما زعم بإنه قد نقله عن المؤرخين وكان غاية بذله وجهده الجهيد!. وخلاصة القول فلا يصح أن يكون ما سبق مصدرا أو مرجعا تاريخيا وجغرافيا لفيفا وأنسابها. فعيوبه ظاهرة لكل ذي عينين، لكنه المنهج المختل الذي اعتمده الباحث لتذحيج قبائل فيفا اليهنوية الخولانية، فتعلق بأهداب نص سقيم، متضارب، واهٍ، متهالك، لا يصح الأخذ به والتعويل عليه ، فينسب قبائل فيفا الخولانية إلى جرفٍ، أو أكمة، أو جدّةٍ اندثر خبرها وتلاشى ذكرها وتبددت أقوامها، وانتبذوا النسبة إليها، ليختصم فيهم التاريخ والجغرافيا والأنساب .
ثانيا:
عدم إحاطته بالمختلف والمؤتلف ذهب الباحث ـ كما مر
بنا ـ ينبش أسماء مذحج وكلما عثر فيهم على علم يتفق اسمه مع جد قبيلة خولانية
نسبها إليه فورا، بل تعدى ذلك إلى الأمكنة فاجتهد في نسبتها إلى أعلام مذحجية،
فجاء في ذلك بما لم يسبق إليه وكأن الأسماء العربية حكرا على قبيلة دون سواها فلا
هلال إلا في مذحج، ولا شراحيل ، ولا حرب، ولا الصلت، والحكم، وحين توهم الباحث أنه
يعود لمذحج، ولم تسفعه معارفه الصرفية في اسم (ثويع)، وهل النسبة إليه (الثويعي)
أم (الثوعي)؟ .. رجح عنده ــ وهو صاحب ترجيحات فاسدة بل أشد فسادا ــ إن (ثويع) ما
هو إلا ذلك الذي عند مذحج ومن هنا سارع إلى تذحيج قبيلته الخولانية القضاعية
الحِمْيَرِيَّة أصحاب تاج العرب لآلاف السنين، ورحمة بالقارئ الكريم آثرت عدم نقل
ما ذكره عن نسب قبيلتة آل الثويع، الذي تراوح بين عدنان وقحطان، وفي الحلقة
الماضية عرضنا لبعض أدلته في تذحيج قبائل فيفا الخولانية
.
ثالثا : تهافت فرضياته وشذوذ استنتاجاته تحت عنوان (الفرع الأول من فروع القسم الأل آل عبيد ) قال المؤلف) :وهذا الفرع خليط من عدة فروع من أبناء جلد بن مذحج، ومراد بن مذحج و خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج، ومن القبائل العدنانية ومنهم أشراف بفيفا . ولا تخلو بعض من قبائل فيفاء بصفة عامة من نقائل من أبناء خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الذين ذابوا بينهم ومع مرور الزمن انتسبوا إليهم ) ج2 ص9 قلتُ : ( خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج ) سيلزمكم أمة تنقضي قبل العثور على هذا الخولان، وإنما ورد نص في الإكليل هذا هو (وتقول خولان إن عمرو بن سعد أخا حجر هاجر الى النبي صلى الله .عليه وسلم، وهو عم يزيد بن حجر بن ...) وكان سببا في وهم من نقله من النسخة المخطوطة فانظر العبارة : (خولان إن عمرو بن سعد أخا حج..ر ) فقرأها المصحفون ( خولان (إ)=ب ن عمرو بن سعد أخا (مذ) حج ...ر ) فلم يتنبه طالما كان منهجه في التَّذحيج يدعوه دائما إلى قبول الأخبار دون فرز أو تمحيص فقرر إن قبائل فيفا مذحجية إنما توجد بين بعضها نقائل من خولان قضاعة، هكذا [في البعض وليس في الكل]!!، هذه النقائل الخولانية كانت سببا في إذابة القبائل المذحجية الرئيسية، للتتلاشى وتضمحل ثم تنسى أصلها وجذورها وتنتسب أخيرا إلى خولان بن عامر!! . والنقيلة كما نعرف هي أسرة تلجأ إلى قبيلة كبيرة لأسباب عدة، وإنما هي المجازفة التي تتحطم على تخومها السنن الكونية ويتبدد المنطق والعقل ويصبح هباء تذروه الرياح ، لقد عجز تماما أن يقدح في انتساب قبائل فيفا إلى خولان بن عامر، فلجأ إلى هجاء مذحج على هذا النحو الذي تنهمر له عبرات أعدائهم ..ووصفهم بالذهول عن أصلهم ومحتدهم وجذورهم واضمحلوا في نقائل خولانية [ بحسب وصفه] .
ثالثا : تهافت فرضياته وشذوذ استنتاجاته تحت عنوان (الفرع الأول من فروع القسم الأل آل عبيد ) قال المؤلف) :وهذا الفرع خليط من عدة فروع من أبناء جلد بن مذحج، ومراد بن مذحج و خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج، ومن القبائل العدنانية ومنهم أشراف بفيفا . ولا تخلو بعض من قبائل فيفاء بصفة عامة من نقائل من أبناء خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة الذين ذابوا بينهم ومع مرور الزمن انتسبوا إليهم ) ج2 ص9 قلتُ : ( خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج ) سيلزمكم أمة تنقضي قبل العثور على هذا الخولان، وإنما ورد نص في الإكليل هذا هو (وتقول خولان إن عمرو بن سعد أخا حجر هاجر الى النبي صلى الله .عليه وسلم، وهو عم يزيد بن حجر بن ...) وكان سببا في وهم من نقله من النسخة المخطوطة فانظر العبارة : (خولان إن عمرو بن سعد أخا حج..ر ) فقرأها المصحفون ( خولان (إ)=ب ن عمرو بن سعد أخا (مذ) حج ...ر ) فلم يتنبه طالما كان منهجه في التَّذحيج يدعوه دائما إلى قبول الأخبار دون فرز أو تمحيص فقرر إن قبائل فيفا مذحجية إنما توجد بين بعضها نقائل من خولان قضاعة، هكذا [في البعض وليس في الكل]!!، هذه النقائل الخولانية كانت سببا في إذابة القبائل المذحجية الرئيسية، للتتلاشى وتضمحل ثم تنسى أصلها وجذورها وتنتسب أخيرا إلى خولان بن عامر!! . والنقيلة كما نعرف هي أسرة تلجأ إلى قبيلة كبيرة لأسباب عدة، وإنما هي المجازفة التي تتحطم على تخومها السنن الكونية ويتبدد المنطق والعقل ويصبح هباء تذروه الرياح ، لقد عجز تماما أن يقدح في انتساب قبائل فيفا إلى خولان بن عامر، فلجأ إلى هجاء مذحج على هذا النحو الذي تنهمر له عبرات أعدائهم ..ووصفهم بالذهول عن أصلهم ومحتدهم وجذورهم واضمحلوا في نقائل خولانية [ بحسب وصفه] .
قلتُ
: فالعرب تُعنى بأنساب حيواناتها فكيف بأنسابها ؟ .. وتلك الأقوام السائمة التي
هجاها الباحث بشكل مقذع، لا يمكن أن يكونوا أبناء عمومتنا قحطان الغلباء، وحاشاهم
عن هذا الهجاء، ولا نرتضي لأحد أن يصورهم على هذا النحو الكاريكاتوري من
الكَلَحَان والخجامة الظاهرة والفلتَان مهما كانت ذرائعه .
2ـ تحت عنوان ( قبيلة آل مشني التي تعرف الآن بآل مّشنية ) قال المؤلف :
( قبيلة آل مّشنية هي إحدى قبائل آل حجر بالحلف ويترجح عندي والله أعلم إنها تعود في الأصل من إلى مشني من أبناء الصلت بن الحارث بن معاوية الخير الجنبي بن عمرو...) إلى أن يقول ( ولكنها انفصلت عنهم في زمن غير معروف وتحالفت مع آل حجر من آل عطاء كما تفعل كثير من قبائل العرب . ومع مرور الزمن تطورت كلمة اللقب من آل مشني إلى آل مشنية مثل آل ثوعة الذين يعرفون الآن بآل الثويع، وآل الإمامي الذين يعرفون الآن بآل العمامي والله أعلم ) ج4 ص169 .
قلتُ : استنتاج غريب فعلا ، ولا يعد تطورا بل تقهقرا ! ولو اطلع قارئ من خارج فيفا على ما قاله الباحث هنا لربما خفي عليه أن الباحث كان يريد الوصول إلى جد مذحجي بغض النظر عن منطقية ما يسوقه، طالما كان منهجه تذحيج كل شيء يمر به في طريقه فلم يستثن حجرا أوبشرا، أو شاخصا جغرافيا، أو واديا، أو لحجا ، أو ساقية، إلا وخلع عليهم جبة التذحيج . ولو اكتفى بالمشهور والمعروف لكان أولى، فيقول إنهم ينتسبون إلى أمهم (امشْنِيَة)، وهذا ما درجت عليه كثير من القبائل العربية العريقة في انتسابها إلى أمهاتها على مر العصور. والأصل أنها إحدى قبائل الحجري ومنهم عاس ولد عطا في إحدى وثائق تأسيس سوق فيفا بداية القرن الثاني عشر.
2ـ تحت عنوان ( قبيلة آل مشني التي تعرف الآن بآل مّشنية ) قال المؤلف :
( قبيلة آل مّشنية هي إحدى قبائل آل حجر بالحلف ويترجح عندي والله أعلم إنها تعود في الأصل من إلى مشني من أبناء الصلت بن الحارث بن معاوية الخير الجنبي بن عمرو...) إلى أن يقول ( ولكنها انفصلت عنهم في زمن غير معروف وتحالفت مع آل حجر من آل عطاء كما تفعل كثير من قبائل العرب . ومع مرور الزمن تطورت كلمة اللقب من آل مشني إلى آل مشنية مثل آل ثوعة الذين يعرفون الآن بآل الثويع، وآل الإمامي الذين يعرفون الآن بآل العمامي والله أعلم ) ج4 ص169 .
قلتُ : استنتاج غريب فعلا ، ولا يعد تطورا بل تقهقرا ! ولو اطلع قارئ من خارج فيفا على ما قاله الباحث هنا لربما خفي عليه أن الباحث كان يريد الوصول إلى جد مذحجي بغض النظر عن منطقية ما يسوقه، طالما كان منهجه تذحيج كل شيء يمر به في طريقه فلم يستثن حجرا أوبشرا، أو شاخصا جغرافيا، أو واديا، أو لحجا ، أو ساقية، إلا وخلع عليهم جبة التذحيج . ولو اكتفى بالمشهور والمعروف لكان أولى، فيقول إنهم ينتسبون إلى أمهم (امشْنِيَة)، وهذا ما درجت عليه كثير من القبائل العربية العريقة في انتسابها إلى أمهاتها على مر العصور. والأصل أنها إحدى قبائل الحجري ومنهم عاس ولد عطا في إحدى وثائق تأسيس سوق فيفا بداية القرن الثاني عشر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق