إيقاعات سحابة   ..إيقاعات سحابة عابرة...   .. لهواة التذحيج : ـ هل سبق أن ذُحِّجَ بك من قبل؟ ـ نحن على استعداد تام للتذحيج بك وفق إمكانيات هائلة سُخّرت من أجل عملائنا الكرام، فقط اتصل على هواتفنا المبينة في هذا الإعلان واستمتع بتذحيجة العمر.   ....إيقاعات سحابة عابرة   ..نرحب بالكتابة لغة الياسمين ضيفة إيقاعات سحابة عابرة في اللقاء الذي سينشر قريبا بحول الله .   . إيقاعات سحابة عابرة...    ..   إيقاعات سحابة عابرة    ..   إيقاعات سحابة عابرة   .. ترحب بزوارها الكرام.. حللتم أهلا ونزلتم سهلا...  إيقاعات سحابة عابرة      إيقاعات سحابة عابرة    للتذحيج العصري إعلاناتنا . ــ هل سئمت أجدادك وترغب استبدالهم بكبسة زر ؟ نحن نستشعر معاناتك دوما .. فوضعنا خبرتنا في مجال التذحيج بين يدي عملائنا عبر القارات . اتصل بنا الآن لتحصل على خدمة إضافية . ...
Loading...

الموت على منحدرات فيفا السحيقة!



الموت على منحدرات فيفا السحيقة!
بقلم أ. محمد بن مسعود الفيفي

=====================

تتكرر المأساة كل عام، وتواصل الطرق العامة والفرعية في محافظة فيفا حصد المزيد من نفوس الأبرياء، ودعم قائمة الضحايا لتتسع وتتضخم مع مرور الأيام، تلك الطرق التي ما انفكت تُسَطرُ فصول هذه القصة الموغلة في الدموية، المستغرقة في أتون الوحشية، يُشَكِّلُ فيها القادمون من المدن المختلفة نسبة مرتفعة، وقد يزيد من عمق المرارة في النفس أن بينهم من جاء لغرض النزهة والاصطياف وقضاء جزء من العطلة السنوية بين مروجها الخضراء، والاستمتاع بأجوائها المعتدلة، جاهلا دروبها الخطرة، وطرقها الوعرة المهلكة، وإلا فالكل ضحايا والكل أرواح بريئة، ولا فرق بين من تردّى فقضى نحبه مصطافا غريبا عن دياره، وآخر من أبناء فيفا ابتلعه منحدرٌ سحيقٌ أثناء سعيه اليومي المعتاد.
يتساءل الكثيرون من أبناء محافظة فيفا، ومثلهم القادمون من شتى بقاع الوطن عن الأسباب الجوهرية التي أبقت الطرق في محافظة فيفا على هذه الصورة الراهنة من البؤس والتعاسة ما يزيد عن ربع قرن من الزمان فلا تمنح عابريها ومرتاديها إلا الموت والفناء، والهلع، والرعب، والخوف والترقب، كل الطرق في محافظة فيفا يتم تصنيفها في الطرق الزراعية المؤقتة، وهو ما أسهم في حرمانها من اللوحات التحذيرية، والإرشادية، وغيرها من التعريفية، لتبقى هذه الطرق تشكل لغزا محيرا يصعب حله لكل غريب قادم إلى فيفا، فلا يدري أي وجهة سلك وأين ستقذف به الطريق، وبعد كل مجزرة ترتكبها الطرق في هذه المحافظة نقرأ سببا وحيدا وهو الإفراط في استخدام الكوابح للمركبات أثناء هبوط المنحدرات الشاهقة مما يفقدها الفعالية المطلوبة فتودي بحياة ركابها وتقذف بهم إلى قرار الأودية البعيدة والشعاب السحيقة لنشهد المزيد من الأشلاء والحطام المصبوغ بالدماء .
مؤلم جدا هو ذلك الحادث الذي شهدناه بالأمس على مقربة من طريق الحزام شرق الجبل، وراح ضحيته أربعة من زوار المحافظة، والقصة التي سردها الناجي الوحيد تدمي القلوب، وهو ينقل صورة هي الأكثر تراجيدية على الإطلاق بين الحوادث السابقة، حينما أخذ يركض في اتجاهات متباينة بحثا عن مغيث، فيما ظلت تختزن ذاكرته الغضة مشهدا مروعا جمع بين الهول والفزع والجزع، إنه المشهد المريع الذي رآه بعد أن استقرت العربة المنكوبة أسفل المنحدر مطبقة على ما بداخلها من أشلاء. ومع هذه الحوادث المتكررة نعود لنتذكر الحالة الراهنة للطرق في محافظة فيفا، وكلما كان الحادث موغلا في الدموية والفتك كلما بالغنا في التنظير والاجتهاد في اقتراح الحلول الناجعة للحد من مآسيه ولتذهب ـ في نهاية المطاف ـ أدراج الرياح ويظل الحال كما هو عليه دون تغير أو تحسن ، أتعلمون لماذا لا يتغير شيء؟ نعم ! .. فلو ابتلعت هذه الطرق سكان فيفا عن بكرة أبيهم، وألحقت بهم قبيلة سبيع قاطبة؛ فلن يُغيّر ذلك في الأمر شيئا، والكل يعلم من هنا إلى العاصمة إن الطرق في محافظة فيفا غير مؤهلة لارتيادها من قبل البشر، وإن ذلك يعد مجازفة محفوفة بالهلاك مجهولة العواقب، تستقبل العابرين بحشد من التهديدات التي لا نهاية لها، تتراوح بين إفساد ميكانيكية المركبة لتتحول إلى ركام من المعدن المتهشم ومقبرة لمن بداخلها حين تهوي في قرار سحيق، إلى ما هناك من مخاطر أخرى كالانهيارات الصخرية، والانحراف المفاجئ ،والانزلاق خارج المسار المحدد بفعل الرمال والخرسانة المتناثرة من الحاويات التي تدكه وتُفاقِم إفساده وتهالكه دون حسيب أورقيب، في ظل إهمال أزلي فلا صيانة حقيقية تستوجب تسميتها صيانة، لا أكتاف تحد من أنزلاق المركبات إلى الهاوية، لا لوحات تحذيرية تنبه السائقين إلى أهمية تعشيق التروس الثقيلة وعدم المبالغة في استخدام الكوابح كي لا يفقدها تماما بعد توهجها، لا لوحات إرشادية تدله على الأمكنة، وما هو رئيسي من الطرق وما هو فرعي، لا شيء.. لا شيء .. وفي مقابل هذا اللا شيء فإن عدد المركبات التي تستخدم هذه الطرق آخذة في التنامي بمرور الوقت، وارتفاع نسبة السكان، مع ازدياد في أعداد المرافق الاستثمارية ,السياحة من قبل القطاع الخاص، والقيام بتأهيل مرافق النزهة كالحدائق والملاهي والمطلات من قبل القطاع العام، ويسجل المشهد الاقتصادي الخاص مزيدا من افتتاح الشقق المفروشة والأجنحة الفندقية، فيما يظل الحال على ما هو عليه بالنسبة للطرق التي تعد أهم مكتسبات البنى التحتية وهي الداعم الأساس للحياة المعاصرة على مستوى الكرة الأرضية وليس لمحافظة فيفا فحسب، أيها الأخوة الذين نالهم الألم لفقد قريب في طرق فيفا لا تظنوا أن أسرة السبيعي ستكون آخر الأحزان التي يجرعنا إياها ذلك الطريق المشئوم، فلم يعد هناك من يستشعر رهبة المساءلة من قبل الله جل وعلا لأن دابة عثرت في طريق فيفا كونه المسؤل عنه . ولتسارع المجالس الأهلية برئاسة مشائخ فيفا وعضوية المستثمرين في محافظة فيفا لجمع تبرعات عاجلة تذهب لمجهود اللوحات التحذيرية والإرشادية وزرعها على جوانب الطرق بحسب الأهمية علها تسهم في إنقاذ نفس ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) صدق الله العظيم .

لافتة أخيرة :
فيفا الإنسان والمكان : يرفع أحر التعازي والمواساة إلى ذوي الراحلين من قبيلة سبيع ضارعين إلى الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

:: مدونة إيقاعات سحابة عابرة، جميع الحقوق محفوظة 2010، تعريب وتطوير مكتبة خالدية::